تمكنت شركة “بوينغ الأميركية” لصناعات الطائرات من جمع قرابة 21 مليار دولار من إحدى أكبر عمليات بيع الأسهم على الإطلاق التي تقوم بها شركة عامة، مما عزز موازنتها العمومية في وقت تستنزف فيه السيولة.
وبحسب بيان، باعت الشركة 112.5 مليون سهم عادي مقابل 143 دولاراً للسهم، وتسعير السهم بخصم بنحو 7.7 في المئة عن سعر إغلاقه الجمعة البالغ 155.01 دولار للسهم. وقالت الشركة إنها باعت أيضاً أسهم إيداع بقيمة خمسة مليارات دولار تمثل حصة 1/20 في الأسهم المفضلة القابلة للتحويل الإلزامي.
يأتي ضخ الأموال في الشركة لينهي واحدة من أكثر المهام إلحاحاً للرئيس التنفيذي الجديد كيلي أورتبرغ بعدما كانت الموازنة العمومية لـ”بوينغ” متوترة بسبب سنوات من الاضطرابات والتداعيات الناجمة عن الإضراب، الذي دخل الآن أسبوعه السابع.
وبعد إعلان الشركة عن أرباحها قبل أيام، قال المدير المالي بريان ويست، إنه من المقرر أن تسجل الشركة تدفقاً نقدياً حراً سلبياً خلال النصف الأول قبل أن يتحول إلى قيمة إيجابية في الجزء الأخير من العام، مما يعني أن الشركة قد تستنفد السيولة مطلع العام.
وفي الـ23 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري حصلت الشركة على موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لبيع ما يصل إلى 25 مليار دولار من الأسهم والديون، وهي الخطوة التي قد تساعد “بوينغ” على تجنب تخفيض تصنيفها الائتماني إلى “غير مرغوب فيه”. ولفت التقرير إلى أن المداولات جارية وقد تتغير تفاصيل العرض، مثل التوقيت، فيما رفض ممثل “بوينغ” التعليق.
أكبر الشركات التابعة تعلن خسائر
وتحتاج “بوينغ” إلى ضخ رأس المال للحفاظ على تصنيفها الاستثماري وتمويل تعافيها النهائي من الإضراب الذي دخل الآن أسبوعه السابع.
وتسير الشركة على الطريق الصحيح لاستخدام نحو أربعة مليارات دولار نقداً خلال الربع الرابع، وهو ما من شأنه أن يرفع تدفقاتها النقدية الحرة إلى نحو 14 مليار دولار لهذا العام. وتتوقع شركة صناعة الطائرات الاستمرار في حرق النقد خلال النصف الأول من العام المقبل مع إعادة تشغيل مصانع الطائرات، بما في ذلك خطوط التجميع لطائراتها النفاثة “737 ماكس”.
في الأسبوع الماضي صوت عمال مصنع “بوينغ” على رفض أحدث عرض عقد قدمته الشركة، الذي تضمن زيادة في الأجور بنسبة 35 في المئة على مدى أربع سنوات. وتخطط الشركة لخفض قوتها العاملة بنحو 10 في المئة، مع احتمال أن تشمل التخفيضات المديرين التنفيذيين والمديرين، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي كيلي أورتبيرغ في مذكرة إلى الموظفين في الـ11 من أكتوبر الجاري.
وتراجعت أسهم شركة صناعة الطائرات الأميركية بأكثر من 40 في المئة هذا العام. وذكرت وكالة “بلومبيرغ” أن الشركة كانت تدرس جمع ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من خلال بيع أسهم جديدة وكانت تعمل مع المستشارين لاستكشاف خياراتها.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قدر المحلل في “بنك أوف أميركا”، رونالد إبستاين، أن الشركة ستجمع ما بين 18 و20 مليار دولار. وفي منتصف الشهر الجاري قالت شركة “بوينغ” إنها توصلت إلى اتفاقية ائتمان منفصلة جديدة بقيمة 10 مليارات دولار، مما يمنحها “وصولاً إضافياً قصير الأجل إلى السيولة بينما تنتقل عبر بيئة صعبة”.
وأعلنت الشركة التي يقع مقرها في أرلينجتون بولاية فرجينيا عن نتائج الربع الثالث في الـ23 من أكتوبر الجاري، إذ بلغت الإيرادات 17.8 مليار دولار، وهو ما جاء أقل من التوقعات، وأعلنت أكبر شركتين لها عن خسائر متزايدة.
الشركة تواجه خسائر بـ5 مليارات دولار
واجهت الشركة العملاقة سلسلة من الأخبار السيئة في السنوات الأخيرة، من حوادث مميتة إلى زيادة التدقيق التنظيمي إلى الإضراب الذي شارك فيه 33 ألف عامل والذي بدأ في الـ13 من سبتمبر (أيلول) الماضي، مما أدى إلى توقف العمليات تقريباً.
وأظهر تحليل حديث لمجموعة “أندرسون” الاقتصادية أن عمال “بوينغ” ومساهميها يشكلون الجزء الأكبر من خسائر الإضراب، بقيمة 3.7 مليار دولار، إذ لم يجر العمل على طائرة واحدة في منشأة الإنتاج التابعة للشركة في واشنطن، منذ واجهت الشركة أول إضراب قبل 16 عاماً، وأشار التقرير إلى أن كلفة الإضراب تقارب نحو خمسة مليارات دولار.
وكان عشرات آلاف العمال في شركة “بوينغ” أعلنوا بدء الإضراب منذ الشهر الماضي، في خطوة غير مسبوقة منذ 16 عاماً تسببت في وقف الإنتاج في مقرها في منطقة سياتل الأميركية. وبدأ الإضراب بعدما رفض الموظفون اتفاقاً جديداً اقترحته مجموعة تصنيع الطائرات الأميركية عقب مفاوضات استمرت منذ الثامن من مارس (آذار) الماضي بين إدارة الشركة والفرع المحلي من نقابة الميكانيكيين، وكان الاتفاق الجديد سيحل مكان اتفاق أبرم قبل 16 عاماً وانتهى منتصف ليل الخميس الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتطالب النقابة بزيادة قدرها 40 في المئة على مدى أربع سنوات وهو ما يزيد بكثير عن عرض شركة صناعة الطائرات بنسبة 25 في المئة الذي رفض بصورة حاسمة. وقالت النقابة في بيان، إنه “بعد يوم كامل من الوساطة نشعر بالإحباط، فالشركة لم تكن مستعدة ولم تكن راغبة في معالجة القضايا التي أوضحتم أنها ضرورية لإنهاء هذا الإضراب بخصوص الأجور والمعاشات التقاعدية”.
وأدى الإضراب إلى وقف إنتاج طائرات “بوينغ 737 ماكس” الأكثر مبيعاً، إلى جانب طائراتها “777 و767” ذات الجسم العريض، مما أدى إلى تأخير تسليمها لشركات الطيران. وقبل أيام، قالت شركة “بوينغ” إنها ستجمد التوظيف وتدرس منح إجازات موقتة لخفض الكلفة، إذ إن موازنتها العمومية مثقلة بالفعل بديون بقيمة 60 مليار دولار، وقد يؤدي الإضراب المطول إلى إلحاق مزيد من الضرر بها. وتوقفت الشركة عن تقديم معظم طلبات قطع الغيار لجميع برامج طائرات “بوينغ” باستثناء طائرة “787 دريملاينر”، في خطوة ستضر بمورديها.
وفي مذكرة بحثية، قالت وكالة “فيتش” إن التصنيف الائتماني لشركة “بوينغ” ذا الدرجة الاستثمارية لديه مجال محدود لاستيعاب الإضراب العمالي الحالي، موضحة أن استمرار الإضراب أسبوعاً أو أسبوعين من غير المرجح أن يؤثر في التصنيف. وذكرت الوكالة أن إضراباً طويل الأمد قد يؤدي إلى تأثير كبير في عمليات الشركة ووضعها المالي، مما يزيد من احتمالية خفض التصنيف، وتابعت “في حال استمر الإضراب لفترة أطول قد تضطر الإدارة إلى اللجوء إلى مصادر سيولة جديدة للالتزام بأهدافها النقدية، بما في ذلك خفض إجمال الدين إلى أقل من 50 مليار دولار وتقليل نسبة الرافعة المالية على أساس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء إلى أقل من أربع مرات بحلول نهاية عام 2026”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية