توصل باحثون إلى أدلة للمرة الأولى على أن دواء الملاريا المنقذ للحياة أصبح أقل فعالية لدى الأطفال الأفارقة الصغار المصابين بعدوى خطيرة، وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، أظهرت دراسة أجريت على أطفال يعالجون في المستشفى من الملاريا في أوغندا، علامات على مقاومة مادة الأرتيميسينين لدى مريض واحد من كل 10 مرضى.
وأكدت الدراسة أن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث عندما تطور مسببات الأمراض مثل الطفيليات والبكتيريا والفطريات طرقًا للتهرب من الأدوية المستخدمة لمحاربتها، والتي تشكل مصدر قلق عالمي متزايد، ومن المتوقع أن تقتل هذه المقاومة أكثر من 39 مليون شخص بحلول عام 2050.
وذكرت الدراسة، أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالملاريا، حيث يموت حوالي 450 ألف طفل دون سن الخامسة بسبب هذا المرض في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كل عام، ومن بين 100 طفل خضعوا للدراسة، أظهر 11 منهم مقاومة جزئية للعلاج، وكانوا جميعاً مصابين بطفيليات الملاريا التي تحمل طفرات جينية مرتبطة بمقاومة الأرتيميسينين.
وتم تقديم الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للطب الاستوائي والصحة في نيو أورليانز، ونشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، وبدوره، قال الدكتور تشاندي جون، من جامعة إنديانا، الذي شارك في تأليف الدراسة مع زملاء دوليين: “هذه هي أول دراسة من أفريقيا تظهر أن الأطفال المصابين بالملاريا والذين يعانون من علامات واضحة للمرض الشديد يعانون من مقاومة جزئية على الأقل للأرتيميسينين”.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يعانى عشرة آخرون من الأطفال الذين شملتهم الدراسة، والذين كان من المعتقد أنهم شفوا من العدوى، من نوبة متكررة من نفس سلالة الملاريا في غضون شهر، وأشارت النتائج إلى أن العلاج “المعياري الذهبي” الذي تلقوه، والذي يجمع بين الأرتيميسينين وعقار آخر للملاريا يسمى لوميفانترين، لم يكن يعمل كما ينبغي.
وقال جون إن الدراسة بدأت بعد أن لاحظ الباحثون استجابة بطيئة للعلاج لدى بعض الأطفال الذين كانوا بالفعل تحت المراقبة في إطار مشروع بشأن الملاريا الشديدة لدى المرضى الصغار، وأضاف “الحقيقة أننا بدأنا في رؤية أدلة على مقاومة الأدوية قبل أن نبدأ حتى في البحث عنها على وجه التحديد هي علامة مثيرة للقلق”.
وتابع: “لقد فوجئنا أيضًا بأنه بعد أن ركزنا على المقاومة، انتهى بنا الأمر أيضًا إلى العثور على مرضى يعانون من الانتكاس بعد أن ظننا أنهم قد شفوا”، ولفت إلى أنه من السابق لأوانه تحديد مدى انتشار مقاومة الأرتيميسينين في أفريقيا، على الرغم من وجود أدلة على انتشارها، مشيراً إلى دراسات تظهر مقاومة جزئية لدى الأطفال المصابين بالملاريا غير المعقدة – وهو شكل أخف لا يؤثر على الأعضاء – في بلدان مثل رواندا وأوغندا.
نقلاً عن : اليوم السابع