غالبًا ما ينقسم الناس إلى فريقين عندما يتعلق الأمر بالسعادة قبل وبعد الزواج، حيث يرى البعض أن السعادة تكمن قبل الزواج، بينما يعتقد آخرون أنها تأتي بعده. ومع ذلك، أظهرت دراسة أجريت في أكثر من 65 دولة أن الأشخاص المتزوجين والذين يعيشون في علاقات ملتزمة يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا عن الحياة مقارنة بالأشخاص العزاب، وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
لماذا المتزوجون أكثر سعادة من العزاب؟
شملت الدراسة حوالي 57,000 شخص من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وتايلاند، ووجدت أن مستوى الرضا عن الحياة كان أعلى بين المتزوجين ومن تربطهم علاقات ملتزمة.
كما أظهرت النتائج أن الأشخاص الأكبر سنًا (55 عامًا أو أكثر) كانوا أكثر رضا عن حياتهم مقارنة بالشباب. وأشار الباحثون إلى أن وجود دائرة أوسع من الأصدقاء والروابط الاجتماعية لدى الأشخاص المتزوجين قد يساعد في تعزيز الشعور بالانتماء.
وأفاد الباحثون أن وجود شريك الحياة يمكن أن يسهم في تخفيف الصعوبات النفسية ويشجع على تبني سلوكيات صحية، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض ويؤدي إلى حياة أكثر إرضاءً. وقال البروفيسور فيرين سوامي، الذي قاد الدراسة من جامعة أنجليا روسكين: “الأشخاص المتزوجون الذين يعيشون في علاقات جدية يشعرون بالحب والرعاية، وهذا يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على رضاهم عن الحياة”.
وأضاف: “وجود شريك قد يشجعك على تبني عادات صحية، مثل تناول طعام صحي أو ممارسة الرياضة أو زيارة الطبيب عند الحاجة. كما أن الأشخاص في العلاقات الملتزمة يميلون إلى أن يكون لديهم شبكة اجتماعية أوسع، وهذا يعزز شعورهم بالانتماء للمجتمع، مما يساهم في زيادة رضاهم عن الحياة”.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة PLOS One، حيث شملت 56,968 مشاركًا نصفهم كانوا متزوجين أو في علاقة ملتزمة. كما قارنت الدراسة بين الفئات العمرية المختلفة، حيث تبين أن كبار السن يشعرون بقدر أكبر من الرضا عن الحياة، رغم أن الفارق بين الأعمار كان طفيفًا. وأوضح البروفيسور سوامي: “كبار السن لديهم وقت أكثر لاكتشاف ما يجعلهم سعداء، ولديهم أيضًا أمن مالي أكبر، وهو عامل مهم في تعزيز رفاههم”.