كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في مجلة “Earth’s Future”، عن تهديد غير متوقع يواجه مدينة الإسكندرية، حيث يُتوقع أن تتعرض أكثر من 7,000 منشأة للانهيار نتيجة ارتفاع منسوب البحر الناتج عن ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي.
الأسباب العلمية وراء الأزمة
أعدّ البحث فريق علمي من ألمانيا، الولايات المتحدة، هولندا، تونس، ومصر، بدعم من جامعة كاليفورنيا، وكالة ناسا، ومؤسسة فون هومبولت الألمانية. وأوضحت الدراسة أن المياه المالحة تتسرب تدريجيًا إلى التربة الجوفية تحت المدينة، مما يؤدي إلى تآكل الأساسات الخرسانية بفعل الكلوريد، وهو عامل رئيسي في ضعف الهياكل الخرسانية للمباني القريبة من البحر.
الإسكندرية حالة حرجة
وفقًا للدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود بجامعة ماليزيا التكنولوجية، فإن الإسكندرية ليست استثناءً، لكنها في وضع حرج جدًا؛ نظرًا إلى أن مستوى أرضها متساوٍ تقريبًا مع سطح البحر. بينما تشير التقديرات إلى أن 7,000 مبنى قد تكون معرضة للخطر، يرى حافظ أن الرقم قد يكون مبالغًا فيه على المدى القريب، لكنه قد يصبح واقعيًا جدًا بحلول عام 2060 إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة.
مناطق الخطر وآثار التآكل
أبرزت الدراسة أن المباني القديمة في سيدي بشر والمندرة ما زالت تقاوم بفضل دعمها المتبادل، لكن انهيار مبنى واحد قد يؤدي إلى سلسلة من الكوارث، كما حدث في مناطق أخرى حول العالم.
كما حذّرت الدراسة من أن معدل تآكل الشواطئ في بعض المناطق، مثل الجمرك ووسط البلد وغرب الإسكندرية، وصل إلى 31 مترًا سنويًا، مما يؤدي إلى إضعاف التربة وزيادة خطر الانهيارات.
دعوات للتحرك العاجل
أثارت الدراسة مخاوف واسعة، حيث قال عضو مجلس النواب محمود عصام عبر “فيسبوك”:
“ملف انهيار العقارات في الإسكندرية أولوية كبيرة، والمشكلة تتفاقم مع الوقت. الدراسة الجديدة صادمة، لأن معدل انهيارات المباني في المناطق الساحلية زاد 10 أضعاف خلال آخر 20 سنة!”
الحلول المقترحة
لم تكتفِ الدراسة بالتحذير، بل أوصت بضرورة:
- استخدام مواد عازلة متطورة لمقاومة التآكل.
- إعادة تقييم خطط البناء الساحلي لضمان عدم تعريض المزيد من المباني للخطر.
- تعزيز مشروعات حماية الشواطئ لمكافحة تآكل التربة.
تحرك حكومي مطلوب
بينما تُنفق السلطات مليارات الجنيهات سنويًا لمكافحة نحر الشواطئ، يبقى التآكل الكيميائي خطرًا خفيًا يتطلب إجراءات سريعة ومبتكرة للحفاظ على تراث المدينة وسلامة سكانها.