بفضل أكبر دراسة عالمية للبروتينات، قد يصبح بالإمكان تشخيص مرض ألزهايمر قبل 10 أعوام من ظهوره.
البحث الذي يبدأ الشهر الجاري داخل المملكة المتحدة يهدف إلى فهم تطور الأمراض، مما يفتح المجال لاستخدام فحوصات الدم في اكتشاف السرطان والخرف قبل فترة طويلة من تشخيص الأطباء.
وفي التفاصيل، سمحت البيانات الأولية من المشروع الجديد للباحثين بتحديد البروتينات المرتفعة لدى المرضى الذين أصيبوا بالخرف قبل 10 أعوام من التشخيص، ولدى بعض قبل سبعة أعوام من اكتشاف أنواع معينة من السرطان.
إذ يشير الخبراء إلى أن مشروع “البنك الحيوي البريطاني للبروتيوميات الدوائية” UK Biobank Pharma Proteomics Project قد يكون “قطعة رئيسة في حل اللغز العلمي”، مع القدرة على تغيير مستقبل الرعاية الصحية بحلول نهاية العقد.
وقال الباحث الرئيس والرئيس التنفيذي لبنك المملكة المتحدة الحيوي البروفيسور السير روري كولينز “البيانات التي جمعت في الدراسة ستتيح للعلماء حول العالم دراسة تأثير أسلوب الحياة والبيئة والوراثة في إنتاج البروتينات داخل أجسامنا، من ثم فهم السبب في إصابة بعض بأمراض معينة بينما لا يصاب بها الآخرون”. وأضاف “سيسمح لنا ذلك بالتعرف على الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض قبل ظهورها، وسنتمكن من إيجاد طرق للوقاية منها قبل تطورها”.
وسيتمكن العلماء من خلال هذا البحث من فهم كيفية تأثير الجينات وأسلوب الحياة والبيئة في حدوث الأمراض عبر التغيرات، التي تطرأ على مستويات البروتينات في الدم.
وقد تتيح هذه الدراسة تطوير فحوصات الدم لتشخيص الأمراض المناعية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون بصورة أسرع وأكثر دقة.
البروتيوميات هي دراسة شاملة لجميع أصناف وأنواع البروتينات، تهدف إلى فهم دورها في الأمراض وكيفية تأثير هيكلها ووظيفتها في حدوثها.
وأشاد وزير العلوم اللورد باتريك فالانس بالخطة، مؤكداً أنها “تتمتع بإمكانات هائلة لفتح آفاق جديدة من الفرص”.
ويعد هذا المشروع توسعة لبرنامج تجريبي مبتكر نشر بيانات عن نحو 3 آلاف بروتين من عينات دم لـ54 ألف مشارك في البنك الحيوي البريطاني.
ويهدف المشروع الموسع الذي يحظى بدعم من 14 شركة صيدلانية إلى قياس ما يصل إلى 5400 بروتين من 600 ألف عينة دم.
وتشمل العينات تلك التي جمعت قبل 15 إلى 20 عاماً عند بداية مشروع البنك الحيوي البريطاني من 500 ألف شخص في أوائل الأربعينيات إلى أواخر الستينيات من أعمارهم، إضافة إلى عينات أخرى جمعت من 100 ألف متطوع بعد 10 إلى 15 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبها، أوضحت العالمة الرئيسة في البنك الحيوي البريطاني البروفيسورة نعومي ألين أن “البيانات الأولية تظهر أن مستويات بروتينات معينة ترتفع لدى الأشخاص الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطان قبل سبعة أعوام من التشخيص، ولدى مرضى الخرف قبل 10 أعوام من التشخيص الطبي”. مضيفة “قد يصبح من الممكن تطوير فحوصات دم بسيطة للكشف عن الأمراض في وقت أبكر بكثير مما هو ممكن حالياً”. واستطردت “على سبيل المثال، في حالة الخرف إذا كان لدينا اختبار دم يقيس البروتينات التي ترتفع خصوصاً لدى الأشخاص الذين سيصابون لاحقاً بمرض ألزهايمر، فسيتمكن هؤلاء من الاستفادة من الأدوية الجديدة المتوافرة التي صممت خصيصاً لعلاج المرض في مراحله المبكرة”.
ومن المتوقع أن يستثمر تحالف من شركات الأدوية عشرات الملايين من الجنيهات، ويضم شركات كبيرة مثل “جونسون أند جونسون” Johnson & Johnson و”أسترازينيكا” AstraZeneca و”فايزر” Pfizer وشركة “جي أس كي” GSK البريطانية.
وسيُخصص التمويل في البداية لدعم العلماء في قياس مستويات البروتينات من 300 ألف عينة، ومن المتوقع أن يستغرق ذلك نحو 12 شهراً، على أن تكون البيانات متاحة للباحثين المعتمدين من البنك الحيوي البريطاني بصورة تدريجية بدءاً من عام 2026.
ومن المتوقع أن تضاف مجموعة البيانات الكاملة إلى منصة تحليل الأبحاث في البنك الحيوي البريطاني بحلول عام 2027.
نقلاً عن : اندبندنت عربية