حثت شركات تجزئة بريطانية الحكومة على تبني نهج الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسد ثغرة ضريبية تستغلها شركتا “شين” و”تيمو” الصينيتان.

ودعا الرؤساء التنفيذيون لشركات “رايمان” و”روبرت دياس” و”سوبر دراي” و”جيفز أند هوكس” الحكومة إلى إلغاء البند “غير العادل” من وجهة نظرهم الذي يسمح لشركات التجارة الإلكترونية الصينية العملاق بتجنب دفع الرسوم الجمركية من خلال شحن الطلبات الصغيرة مباشرة إلى العملاء.

وقال مالك شركات “بوكس أفينيو” و”روبرت دياس” و”ريمان” ثيو بافيتيس إلى صحيفة الـ”تايمز” إن “السماح للشركات الأجنبية بالاستمرار في تجنب دفع فواتير الجمارك سيكون بمثابة انتحار للصناعة في بريطانيا”، بينما قال أحد المشاركين السابقين في برنامج “دراغون دين” التلفزيوني إنه “إذا كنت لا تدفع رسوم الاستيراد أو ضريبة القيمة المضافة أو التأمين الوطني للموظفين هنا، فإن لديك ميزة غير عادلة على الجميع، وهو ليس مجالاً متكافئاً”.

وقال المؤسس المشارك لشركة “سوبر دراي” جوليان دانكيرتون إن “الحكومة يجب أن تتبع خطى ترمب بصورة كاملة”، موضحاً “يجب أن تعامل تجارتهم مع بريطانيا كصفقة واحدة وتفرض عليهم الضرائب وفقاً لذلك”.

ووعد الرئيس الأميركي هذا الأسبوع بإلغاء استثناء “الحد الأدنى” للطرود الصغيرة التي تقل قيمتها عن 800 دولار والمشحونة من الصين وكندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة.

وفي بريطانيا يمنع قانون الحد الأدنى تجار التجزئة الأجانب من دفع رسوم الاستيراد، إذ لا تفرض الضرائب على الشحنات التي تقل قيمتها عن 135 جنيهاً استرلينياً (168.5 دولار)، ويمكن أن تتعرض الطرود التي تتجاوز هذه القيمة لرسوم جمركية تصل إلى 25 في المئة.

ضغط متزايد من صناعة التجزئة

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية كان هناك ضغط متزايد من صناعة التجزئة البريطانية لمراجعة الأساليب المستخدمة من قبل المواقع الأجنبية التي تبيع منتجات منخفضة القيمة.

وقال مالك شركات التجزئة للأزياء “جييفز أند هوكس” و”غوست” و”فاينري” توكر سليمان إن “الحكومة البريطانية لم تستمع إلى صناع التجزئة ولم تملك الشجاعة لاتخاذ قرار”، مضيفاً “مع كل الاحترام للرئيس ترمب فهو لديه الشجاعة لتنفيذ ذلك الأمر”، بينما قال الرئيس السابق لمجلس الأزياء البريطاني والرئيس السابق لشركتي “ييغر” و”أكووسكوتوم” للأزياء هارولد تيلمان “أنا أتفق مع الرئيس الأميركي”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف تيلمان أن “هذه الخطوة ستعمل على مساواة الفرص وقد تسهم في تقليص حجم الملابس الرخيصة المنتجة كل عام”. وقد تؤدي خطوة ترمب إلى تهديد طرح شركة “شين” في البورصة البريطانية بقيمة 50 مليار جنيه استرليني (62.4 مليار دولار)، إذ تعد الولايات المتحدة أكبر سوق لها من حيث الإيرادات.

في حين قد يسهم طرح “شين” في لندن بصورة كبيرة في تعزيز الاقتصاد البريطاني والحكومة عبر توفير تدفق كبير من الاستثمارات إلى السوق.

بريطانيا تفقد ملايين الجنيهات من إيرادات الضرائب

ومع ذلك قال بافيتيس إن “الحكومة في حاجة إلى التفكير في قيمة هذا الطرح للاقتصاد البريطاني مقارنة بالمليارات التي تخسرها الخزانة بسبب الضرائب غير المدفوعة واندثار شوارعنا التجارية”.

وقال مؤسس شركة “ليتل ميستريس” للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت مارك آشتون، إن “بريطانيا تفقد ملايين الجنيهات من إيرادات الضرائب التي يمكن إعادة استثمارها في اقتصادنا”، مضيفاً “نظراً إلى التحديات التي يواجهها قطاع التجزئة في بريطانيا فعلياً، أعتقد أن الوقت قد حان للحكومة للتحرك وتوفير بيئة تنافسية عادلة”.

وقالت وزارة الخزانة البريطانية “نظامنا الجمركي والضريبي يوازن بين تقليل الأعباء على الشركات والمستهلكين الذين يشترون السلع ذات القيمة المنخفضة من الخارج وبين مصالح الشركات البريطانية”. وأضافت أنه “يمكن استيراد السلع التي تصل قيمتها إلى 135 جنيهاً استرلينياً (168.6 دولار) من الخارج من دون فرض رسوم جمركية، ولكن تفرض ضريبة القيمة المضافة بالمعدل المطبق نفسه على السلع المحلية”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية