يُعتبر غسل الوجه خطوة أساسية في روتين العناية بالبشرة، ورغم بساطته، فقد أصبح محاطًا بالكثير من النصائح المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، مما جعل البعض في حيرة من أمرهم حول الطريقة المثلى لتنظيف البشرة. بين الحديث عن مدة الغسل، واختيار المنظف المناسب، والتقنيات الصحيحة، ما الذي ينصح به أطباء الجلدية حقًا؟
هل غسل الوجه لمدة 60 ثانية ضروري؟
انتشرت مؤخراً على منصات مثل “تيك توك” نصيحة تقضي بغسل الوجه لمدة دقيقة كاملة لضمان تنظيفه بعمق. الفكرة تقوم على منح المنظف الوقت الكافي ليعمل بفعالية، لكن وفقًا للدكتور آدم فريدمان، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة جورج واشنطن، لا توجد دراسات علمية تثبت أن هذه المدة ضرورية.
بدلاً من التركيز على التوقيت، يشدد الأطباء على أهمية اختيار المنظف المناسب لنوع البشرة. فإذا كان يحتوي على مكونات فعالة مثل حمض الساليسيليك أو بنزويل بيروكسايد، فإن تركه لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 ثانية قد يعزز من تأثيره، لكن لا داعي للالتزام بمدة محددة في كل الحالات.
كما يحذر الأطباء من تدليك الوجه بقوة أثناء الغسل، لأن ذلك قد يؤدي إلى تهيج البشرة وتجفيفها، خاصة لمن لديهم بشرة حساسة.
التنظيف المزدوج: هل هو ضروري للجميع؟
التنظيف المزدوج، الذي يشمل استخدام منظف زيتي أولاً لإزالة المكياج وواقي الشمس، ثم منظف مائي لإزالة الأوساخ المتبقية، أصبح من الاتجاهات الشائعة في العناية بالبشرة.
يعتبر هذا الأسلوب فعالاً للأشخاص الذين يستخدمون مستحضرات تجميل ثقيلة أو واقيات شمس مقاومة للماء. ومع ذلك، تحذر الدكتورة أويتيوا أسيمبا من أن التنظيف المزدوج قد يكون قاسيًا على البشرة الجافة أو الحساسة، حيث يمكن أن يزيل الزيوت الطبيعية الضرورية للحفاظ على الترطيب.
كيفية تجفيف الوجه بالطريقة الصحيحة
بعد غسل الوجه، يلجأ البعض إلى تجفيفه باستخدام منشفة الاستحمام العادية، وهو أمر غير مستحب، إذ يمكن أن تحتوي هذه المناشف على بكتيريا وخلايا جلد ميتة قد تؤدي إلى تهيج البشرة.
يوصي الأطباء باستخدام منشفة مخصصة للوجه، ويفضل أن تكون ناعمة ونظيفة، مع تجنب الفرك الشديد. بدلاً من ذلك، ينصح بالتربيت بلطف لتجفيف البشرة دون التسبب في تهيجها أو التأثير على حاجزها الواقي.
الطريقة الصحيحة لغسل الوجه خطوة بخطوة
لضمان تنظيف فعال للبشرة، ينصح أطباء الجلدية باتباع الخطوات التالية:
- غسل اليدين جيدًا قبل لمس الوجه لمنع انتقال البكتيريا.
- استخدام ماء فاتر، حيث إن الماء الساخن قد يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، بينما الماء البارد قد لا يكون فعالًا في إزالة الأوساخ.
- وضع كمية مناسبة من المنظف على أطراف الأصابع، ثم تدليك الوجه بلطف بحركات دائرية، مع التركيز على المناطق الدهنية مثل الجبهة والأنف.
- شطف الوجه جيدًا بالماء الفاتر للتأكد من إزالة جميع بقايا المنظف.
- تجفيف البشرة بالتربيت بلطف باستخدام منشفة ناعمة ونظيفة.
كيف تختار المنظف المناسب لبشرتك؟
اختيار الغسول المناسب يعتمد على نوع البشرة، ويوصي الخبراء بالتالي:
- البشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب: يفضل استخدام المنظفات الرغوية أو التي تحتوي على أحماض مثل الساليسيليك لتنظيف المسام وتقليل الزيوت.
- البشرة الجافة أو الحساسة: يُنصح باستخدام منظفات كريمية أو مرطبة خالية من العطور والكحول لتجنب التهيج.
- البشرة المختلطة: يمكن استخدام المنظفات الجل التي تنظف دون تجفيف المناطق الجافة من الوجه.
كما يحذر الأطباء من الإفراط في استخدام منتجات تحتوي على أحماض قوية مثل أحماض ألفا وبيتا هيدروكسي، لأنها قد تسبب احمرارًا وتهيجًا للبشرة إذا استُخدمت بشكل متكرر.
متى يجب استشارة طبيب الجلدية؟
إذا كنت تعاني من مشكلات جلدية مستمرة مثل حب الشباب، الاحمرار، أو التهيج المتكرر، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيب مختص لوضع روتين عناية مناسب. يمكن أن يشمل العلاج منتجات موصوفة طبيًا أو إجراءات تجميلية داخل العيادة تساعد في تحسين صحة البشرة.
الخلاصة
غسل الوجه هو خطوة ضرورية للحفاظ على بشرة نظيفة وصحية، لكن لا يجب الانسياق وراء كل صيحة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي. الأهم هو اختيار المنتجات المناسبة، واتباع طريقة تنظيف لطيفة تناسب نوع بشرتك، مع تجنب العادات التي قد تضر بها على المدى الطويل.