دور الرياض المحوري في إعادة بناء العلاقات مع دمشق

تحمل زيارة وفد القيادة السورية الجديدة إلى السعودية أخيراً كثيراً من الدلالات السياسية والإستراتيجية، وفي رسالة صوتية لـ “اندبندنت عربية” أوضح المحلل العسكري أسعد الزعبي أن هذه الزيارة تعكس رغبة سورية جادة وحقيقية في تحسين العلاقات مع الرياض بعد فترة طويلة من التوترات التي نشأت بسبب الحرب في سوريا، واعتبرها خطوة ملموسة نحو عودة العلاقات الثنائية.

وأشار الزعبي إلى أن أحد أبرز الدلالات يتمثل في تعزيز التعاون الأمني، بخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، إذ تحتاج سوريا إلى الاطلاع على التجربة السعودية الرائدة في هذا المجال والاستفادة منها. وعلى الصعيد الاقتصادي أكد أن سوريا مقبلة على مرحلة إعادة إعمار واسعة النطاق بسبب الانهيار الاقتصادي الذي شهدته البلاد، مشيراً إلى أن السعودية كانت السباقة في تقديم الدعم، مضيفاً “قبل زيارة الوفد كانت المساعدات السعودية تتدفق بصورة كبيرة إلى دمشق”.

وفي الجانب العسكري لفت الزعبي لحاجة سوريا إلى الخبرة العسكرية السعودية التي تعد من بين الأفضل عالمياً، وخصوصاً في مجالات التدريب والتكنولوجيا المتعلقة بتطوير القوات المسلحة، معتبراً أن هذا الجانب يمثل أولوية.

وأشار إلى أن القيادة السورية الجديدة تسعى إلى العودة الساحة العربية، مؤكداً أن زيارة كبار المسؤولين السوريين إلى السعودية تعكس محاولات جادة لإعادة ترميم العلاقات مع الدول العربية بعد تأثرها الكبير بالحرب التي استمرت أكثر من 14 عاماً، ووصف الزيارة بأنها بوابة لعودة سوريا إلى الحضن العربي.

كما أوضح أن الزيارة تضمنت بحث قضايا إقليمية مثل الوضع في اليمن والعلاقات مع إيران والملف اللبناني وعملية السلام في الشرق الأوسط، بخاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مؤكداً أن هذه المحادثات تعكس سعي الدول العربية إلى وضع إستراتيجيات مشتركة، مشيراً إلى أن ذلك يمثل رسالة للقوى الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن الدول العربية باتت أكثر استعداداً للتفاعل مع الحكومة السورية، شرط تحقيق الاستقرار الإقليمي بعيداً من التدخلات الخارجية.

وفي ختام رسالته أشار المحلل السوري إلى أن زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي إلى دمشق ولقاءه السيد أحمد الشرع يعكسان بداية مرحلة جديدة تسودها أجواء من الاستقرار والتعاون بين البلدين.

Listen to “طاولة نقاش بين السعودية وسوريا-enhanced-v2-8p” on Spreaker.