تجتمع دول مجموعة “بريكس” اليوم الإثنين في ريو دي جانيرو لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية في وقت حرج. ويأتي الاجتماع في ظل الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دول العالم، خصوصاً الصين، القوة الاقتصادية الأبرز في المجموعة.

سيجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في “بريكس” أو ممثلوهم لمدة يومين قبل قمة رؤساء الدول المقرر عقدها في يوليو المقبل، حيث تتولى البرازيل الرئاسة الدورية للمجموعة التي تضم الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا والسعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران.

ويُتوقع أن يناقش الاجتماع التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي في ظل النزاعات التجارية المستمرة، حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8% لهذا العام بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب والإجراءات الانتقامية من دول أخرى.

التجارة المتعددة الأطراف

وأوضح كبير المفاوضين البرازيليين، ماوريسيو ليريو، أن الاجتماع سيتناول تعزيز التجارة المتعددة الأطراف والتأكيد على أهميتها في مواجهة الإجراءات الأحادية. وقال ليريو: “مجموعة بريكس تمثل ما يقارب نصف سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وستسعى إلى ترسيخ مكانتها في الدفاع عن التجارة القائمة على قواعد”.

منذ تولي ترمب منصبه، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 10% على معظم شركائها التجاريين، وزادت الرسوم على المنتجات الصينية بنسبة 145%، مما دفع الصين إلى فرض تعريفات مماثلة على المنتجات الأميركية.

التعاملات بالعملات غير الدولار

من المتوقع أن يناقش الاجتماع أيضاً قضايا حساسة مثل التعاملات بالعملات غير الدولار الأميركي بين دول “بريكس”، وهي مسألة نوقشت في قمة سابقة في قازان بروسيا في أكتوبر 2024. وكان ترمب قد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تحاول الحد من هيمنة الدولار الأميركي.

المناخ والحرب في أوكرانيا

سيحظى موضوع تغير المناخ بحيز كبير من النقاش في ظل استضافة البرازيل لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 30” في نوفمبر المقبل. كما ستكون مواقف دول “بريكس” من الحرب في أوكرانيا محط اهتمام، حيث لم تصدر المجموعة أي إدانة رسمية لروسيا في الاجتماعات السابقة.

التمويل والتحول في الطاقة

أكد ماوريسيو ليريو أن التمويل سيكون مسألة محورية، مشدداً على ضرورة التزام الدول الغنية بتمويل التحولات في مجال الطاقة للدول النامية.

الختام

تعد هذه الاجتماعات نقطة تحول حاسمة لمجموعة “بريكس” في ضوء التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة، إذ تسعى المجموعة إلى تعزيز موقفها في مواجهة الضغوط الاقتصادية العالمية.