كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن اقتراب حدوث ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في الاقتران الثلاثي بين القمر وكوكبي الزهرة وزحل، وذلك فجر يوم الجمعة المقبل. وبيّن تادرس أن هذا الاقتران لن يظهر في شكل “وجه إنسان مبتسم” في سماء مصر أو المنطقة العربية، حيث يمكن رؤية هذا المشهد فقط في مناطق مثل أقصى الغرب كالولايات المتحدة أو في أقصى الشرق مثل دول آسيا.
الاقتران الثلاثي بين القمر وكوكبي الزهرة وزحل
وأوضح تادرس في تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن المشهد السماوي سيظهر بشكل مائل ومتباعد، حيث يتوسط القمر كوكب الزهرة من الأعلى وكوكب زحل من الأسفل. وأشار إلى أنه يمكن رؤية هذه الظاهرة بالعين المجردة عند الساعة 4:40 فجرًا في الاتجاه الشرقي، قبل أن تختفي مع شروق الشمس وزيادة ضوء الشفق الصباحي. وأضاف أنه قد يظهر كوكب عطارد أيضًا ضمن هذا المشهد بالقرب من الأفق الشرقي قبيل شروق الشمس مباشرة.
كما أوضح تادرس أن “الاقتران” هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يظهر جرم سماوي قريباً من جرم سماوي آخر ظاهريًا من منظور الرؤية الأرضية، مبينًا أن الزاوية بين القمر والمريخ في هذا اليوم ستكون صغيرة جدًا، ما يعني أن الاقتران سيكون ملموسًا.
من جانبه، أكد المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن مشهد الاقتران سيبدو مختلفًا في مختلف مناطق العالم بسبب عدة عوامل فلكية. وأشار إلى أن الشكل الكروي للأرض يؤثر بشكل كبير على زاوية الرؤية، مما يسبب اختلافًا في المسارات التي تظهر بها الأجرام السماوية. وأوضح أن المناطق في النصف الجنوبي، خاصة الاستوائية، ستشهد ظهور الأجرام السماوية في شكل قوس شبيه بالابتسامة، بينما سيظهر المشهد بشكل مائل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأضاف أبو زاهرة أن هذه الزوايا ستختلف بحسب المسار الذي تسلكه الشمس في تلك المناطق، حيث يميل في المناطق الاستوائية إلى جعل الأجرام السماوية تتنظم في قوس، بينما يكون مسار الشمس في الشمال أفقيًا مما يؤدي إلى تباعد الأجرام السماوية بشكل أقل انتظامًا.