فقدت البحرين اليوم أحد أبرز رموزها الفكرية والأدبية برحيل الدكتور محمد جابر الأنصاري، الذي يُعد من أعلام الفكر العربي الحديث، عن عمر ناهز خمسة وثمانين عاماً، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البحرينية.
أعلن الديوان الملكي البحريني، اليوم الخميس، وفاة المفكر ومستشار ملك البحرين للشؤون الثقافية والعلمية، مشيداً بإسهاماته البارزة في تعزيز المشهد الثقافي العربي ودوره المؤثر في مجالات الأدب والتربية والثقافة، التي تركت بصمة لا تُنسى في البحرين والمنطقة.
حياته وفكره
ولد الدكتور محمد جابر الأنصاري عام 1939 في مدينة المحرق، التي شكلت بيئتها الثقافية والاجتماعية مصدر إلهام كبير لشخصيته الفكرية. تابع دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، التي كانت آنذاك مركزاً للحركات الفكرية والسياسية في العالم العربي، حيث تأثر بمفكرين بارزين مثل إحسان عباس وقسطنطين زريق، مما أسهم في بناء رؤيته النقدية للفكر العربي والإسلامي. لاحقاً، حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا.
عمل الأنصاري أستاذاً في جامعة البحرين، حيث أسهم بشكل لافت في تطوير الفكر العربي الحديث وتعزيز الوعي الثقافي. في مؤلفاته، تناول قضايا محورية مثل أزمة النهضة العربية، وناقشها في كتب بارزة مثل تحولات الفكر والسياسة في المشرق العربي والفكر العربي وصراع الأضداد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدأت رحلته مع الصحافة في سن مبكرة خلال دراسته الثانوية، حيث نشر مقالاته الأولى في صحيفتي “القافلة” و”الميزان” تحت الاسم المستعار “نصار”. لاحقاً، واصل الكتابة في صحيفة “الأضواء”، التي كانت الصحيفة الوحيدة في البحرين خلال الستينيات، مما عزز حضوره في الساحة الإعلامية والثقافية.
على مدار مسيرته، أثرى المكتبة العربية بأكثر من عشرين كتاباً ومئات المقالات التي نشرت في صحف مرموقة مثل “الحياة” و”الشرق الأوسط”. قدّم من خلالها رؤى تحليلية معمقة حول الفكر والسياسة والثقافة العربية.
إلى جانب الكتابة، أسهم الأنصاري في تأسيس وإدارة مؤسسات ثقافية وتعليمية بارزة. شغل منصب رئيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين وعميد الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي، كما كان أحد المؤسسين لمعهد العالم العربي في باريس، ما عزز حضور الثقافة العربية على الساحة العالمية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية