في إطار جهود الوساطة الدولية التي تقودها السعودية لحل الأزمة الأوكرانية تشهد مدينة جدة الساحلية غداً وبعد غد اجتماعاً بين وفدين أميركي وأوكراني وسط تأكيدات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أيام من زيارته الرياض أنه يسعى إلى تحقيق السلام “في أقرب وقت ممكن”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم في بيان إن الوزير ماركو روبيو سيزور السعودية في الفترة من الـ10 حتى الـ12 من مارس (آذار) الجاري لإجراء محادثات مع مسؤولين أوكرانيين. وقال بيان من المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس إن روبيو سيعقد اجتماعا أيضاً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأضاف البيان أن وزير الخارجية سيسافر بعد ذلك إلى كندا في الفترة من الـ12 حتى الـ14 من مارس لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع.

ورحبت السعودية باستضافة اللقاء في بيان لوزارة الخارجية بعد إعلانها عن اللقاء المرتقب. وأكد البيان “استمرار السعودية في بذل جهودها لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية”.

من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس الماضي إنه سيلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل محادثات جدة.

وقبل “محادثات جدة” قال في وقت سابق مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق “لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات”.

واستضافت الرياض في فبراير (شباط) الماضي اجتماعاً بين مسؤولين أميركيين وروسيين لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تشارك أوكرانيا في تلك المحادثات، مما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين.

معركة البيت الأبيض

وفي الـ28 من فبراير (شباط) الماضي وقعت معركة كلامية في البيت الأبيض بين زيلينسكي وترمب أمام وسائل إعلام عالمية في شأن ضرورة التوصل إلى تسوية في الحرب مع روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد أيام من تلك الواقعة أوقف ترمب المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها.

وقال حينها مسؤول في البيت الأبيض إن زيلينسكي غادر مقر الرئاسة الأميركية مبكراً بعد اجتماع شائك في المكتب البيضاوي مع ترمب، وأشار إلى إلغاء المؤتمر الصحافي بين الرئيسين، فيما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن زيلينسكي غادر البيت الأبيض بناءً على طلب ترمب.

وعلى رغم المشادة الكلامية أكد الرئيس الأوكراني على منصة “إكس”، أنه “من الحيوي بالنسبة إلينا أن نحظى بدعم الرئيس ترمب”، مضيفاً أن “دعم أميركا كان حيوياً في مساعدتنا على البقاء”.

وأعلن زيلينسكي أيضاً أن كييف مستعدة “للتوقيع على اتفاقية المعادن، وستكون الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية”. وكان مقرراً أن يكون الاتفاق في واشنطن الأسبوع الماضي قبل مغادرة زيلينسكي البيت الأبيض إثر المشادة العلنية مع ترمب.

تزامناً أعلن زيلينسكي أنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على تحديد “مواقف مشتركة” لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأخذ مصالحهم في الاعتبار بمواجهة روسيا.

وقال زيلينسكي عبر “تيليغرام” بعد لقاء مع حلفائه، “سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض، وسنعرض هذه المواقف على شركائنا الأميركيين”.

وشدد الرئيس الأوكراني على أن الأولوية تتمثل في التوصل إلى “سلام متين ودائم وإلى اتفاق جيد في شأن إنهاء الحرب”.

واتفق القادة الأوروبيون الذين انضم إليهم في لندن كل من تركيا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الأحد على ضرورة محاولة إبقاء الولايات المتحدة إلى جانبهم.

وكرر زيلينسكي استعداده لتوقيع الاتفاق المتعلق بالمعادن، “إذا كان جميع الأطراف مستعدين”. وقال للصحافة، “أنا مستعد لجميع الأشكال البناءة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأرى أن لدينا كل ما نحتاج إليه”، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة “فهم بعض الخطوط الحمر الأوكرانية”.

وتشترط كييف خصوصاً الحصول على ضمانات أمنية في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار مما رفضت واشنطن منحه حتى الآن.

واتهم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت مساء الأحد زيلينسكي “بإفشال كل شيء” برفضه توقيع الاتفاق في شأن المعادن الأوكرانية مع واشنطن.

من جهته شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أن “عدداً من الدول” قالت إنها تريد المشاركة في ائتلاف للنيات للدفاع عن اتفاق السلام في المستقبل. وأكد ستارمر، “على أوروبا أن تقوم بالجزء الأكبر من المهمة، لكن من أجل الدفاع عن السلام في قارتنا وللنجاح في ذلك يجب أن يحظى هذا الجهد بدعم قوي من الولايات المتحدة”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية