خلال حفل توزيع جوائز “غلوب سوكر” 2025، دخل قائد المنتخب البرتغالي وفريق النصر السعودي كريستيانو رونالدو على خط النقاش الساخن والاستقطاب الشديد الذي تشهده كرة القدم الأوروبية والعالمية في الأسابيع الأخيرة، حيث شكك الأسطورة البرتغالي في مصداقية وقيمة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وهي الجائزة المرموقة التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.

وتركزت تصريحات رونالدو المثيرة للجدل على اعتقاده بأن نجم ريال مدريد الإسباني والمنتخب البرازيلي فينيسيوس جونيور، يستحق الجائزة أكثر من لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي ومنتخب إسبانيا رودري، الذي رفع الكرة الذهبية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

وشهدت ليلة الإثنين الـ28 من أكتوبر الماضي أحداثاً مثيرة حين قررت إدارة نادي ريال مدريد الإسباني مقاطعة حفل جوائز الكرة الذهبية في العاصمة الفرنسية باريس اعتراضاً على تسريب خبر عدم فوز لاعبه البرازيلي فينيسيوس بجائزة أفضل لاعب في العالم، والتأكد من فوز رودري باللقب الأغلى في عالم الجوائز الفردية لكرة القدم.

وفي حديثه خلال حفل توزيع جوائز “غلوب سوكر” بدبي في الـ27 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث تم اختيار فينيسيوس كأفضل لاعب كرة قدم للرجال لهذا العام، لم يتردد رونالدو في دعم نجم النادي الملكي. وقال “كان يجب أن يفوز فينيسيوس جونيور بجائزة الكرة الذهبية، في رأيي كان الأمر واضحاً، كان الأمر غير عادل ولهذا السبب أحب جوائز غلوب سوكر، فهي صادقة”.

تأتي تصريحات رونالدو (39 سنة) على خلفية مسيرته الكروية الرائعة، والتي تضمنت فوزه بخمس كرات ذهبية في أعوام (2008 – 2013 – 2016 – 2017 – 2024) وخلال مقابلات إعلامية سابقة أعرب رونالدو صراحة عن طموحه لتجاوز الرقم القياسي للكرات الذهبية الذي كان بحوزة الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أكمل طريقه لاحقاً لجمع ثماني كرات ذهبية في أعوام (2009 و2010 و2011 و2012 و 2015 و2019 و2021 و2023)، لكن الآن، تشير انتقادات رونالدو للجائزة التي كان يطمح إليها ذات يوم إلى تحول في وجهة نظره، بخاصة وأنه يشكك في نزاهة أو موضوعية أصوات الصحافيين التي تحدد هوية الفائز.

ورد رودري، الذي لعب دوراً محورياً في موسم مانشستر سيتي التاريخي الذي فاز فيه بالرباعية وتتويج إسبانيا بلقب بطولة أمم أوروبا “يورو 2024″، على تصريحات رونالدو في مقابلة مع صحافية، وقال رودري، “حسناً، لقد كانت مفاجأة حقاً، لأنه يعرف أفضل من أي شخص آخر كيف تعمل هذه الجائزة، وقبل كل شيء، كيف يتم اختيار الفائز”.

“هذا العام قرر الصحافيون الذين صوتوا أنني يجب أن أفوز بها، ربما كان هؤلاء الصحافيون هم الذين صوتوا له في وقت ما للفوز بها، وأتخيل أنه كان سيوافق حينها”.

وخلال موسم 2024 كان رودري جزءاً لا يتجزأ من فريق مانشستر سيتي الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز تاريخي، ثم قاد الإسباني منتخب بلاده لاستعادة أمجاد الماضي بالتتويج بلقب بطولة “يورو 2024” وتكللت جهوده بجائزة أفضل لاعب في البطولة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لذلك ربما بفضل البطولات الجماعية المرموقة التي حققها رودري (28 سنة) مع مانشستر سيتي والمنتخب الإسباني إضافة إلى الجوائز الفردية الكبرى التي نالها اعترافاً بأنه الترس الأكثر أهمية في المنظومتين الجماعيتين شديدتي التعقيد في النادي والمنتخب الوطني، تفوق في مجموع نقاط تصويت الصحافيين الدوليين على فينيسيوس (24 سنة) الذي لعب دوراً محورياً في فوز فريقه ريال مدريد الإسباني بألقاب الدوري المحلي وكأس السوبر المحلية ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية، إذ سجل 24 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة خلال 39 مباراة.

وفي الأشهر التي أعقبت حفل الكرة الذهبية، تلقى فينيسيوس تقديراً كبيراً في أماكن أخرى، بما في ذلك فوزه بجائزة لاعب العام من الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، وأفضل لاعب في العام من “غلوب سوكر” التي تنظم سنوياً في دبي بداية من 2010.

وعلى رغم ذلك، لا يزال الجدل حول الجوائز الفردية مثيراً للانقسام، بل أن تصريحات رونالدو الأخيرة أتت كحلقة جديدة في سلسلة حوادث سابقة حيث شكك اللاعبون والخبراء في معايير ونزاهة مثل هذه الجوائز.

من جانبه، اختار فينيسيوس عدم انتقاد جائزة الكرة الذهبية بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك، أعرب عن امتنانه للتقدير الذي تلقاه من منظمات أخرى. وفي حديثه في حفل جوائز “غلوب سوكر” قال، “إنه لشرف لي أن يتم الاعتراف بي هنا. أسعى دائماً إلى تقديم أفضل ما لدي لفريقي وجماهيري”.

وكانت جائزة الكرة الذهبية، التي مُنحت للمرة الأولى في عام 1956، موضوع نقاش دائماً، إذ يتم اختيار الفائزين بها من قبل لجنة من الصحافيين من جميع أنحاء العالم، وبينما تهدف هذه العملية إلى ضمان الموضوعية، فقد تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب المحسوبية أو الافتقار إلى التمثيل لبعض الدوريات واللاعبين.

وتعكس التعليقات السلبية حول الجوائز مشاعر أوسع نطاقاً يتقاسمها كثيرون في مجتمع كرة القدم الذين يعتقدون أن الجائزة الفردية لا تتوافق دائماً مع الإنجازات على أرض الملعب أو الروح الجماعية لكرة القدم.

نقلاً عن : اندبندنت عربية