تمثل لاعبة الغولف المغربية مها الحديوي قصة نجاح استثنائية تمتد لأكثر من عقدين، إذ بدأت رحلتها في سن الـ12، لتصبح رمزاً عربياً في رياضة الغولف. شاركت في أولمبيادي ريو 2016 وطوكيو 2020، محققة المركز الـ15 في ترتيب الجولة الأوروبية، ورافعة راية العرب في محافل رياضية عالمية.
تصف مها نفسها قائلة: “حازمة وطيبة وشغوفة بكل ما أفعله، وإذا سألت والدتي فستضيف بأنني عنيدة أيضاً”. هذه الصفات انعكست على مسيرتها الرياضية، إذ اشتهرت بإرادة صلبة تعادل قوة عصا الغولف التي تحملها.
تميز اللقاء معها بالثراء والتفاصيل المشوقة، فهي البطلة العربية الوحيدة التي مثلت الوطن العربي مرتين في الأولمبياد، وأول لاعبة عربية محترفة تشارك في الجولة الأوروبية للسيدات. ومع تطلعها للمستقبل، تتجه الأنظار إلى أولمبياد لوس أنجليس 2028، إذ تبقى الآمال معقودة لتحقيق إنجاز عربي جديد في رياضة الغولف.
متعة التدريب
ينبع شغف مها الحديوي بالغولف من تحدي تطوير مهاراتها بصورة مستمرة، تقول: “أشعر بالفرح مع كل نجاح صغير على أرض الملعب، رؤية التقدم الذي أحققه يحدث فرقاً ويحفزني على التحسن كل يوم. قد يكون من الصعب الحفاظ على الحماسة طوال عقدين، لكن الاستمتاع بالتدريب يجعل الأمر أسهل”.
قصة جميلة
تصف مها سر استمرار شغفها قائلة: “إنها قصة جميلة جداً”، خصوصاً بعد تحول هوايتها إلى مهنة تدر ملايين، تضيف: “عندما تبدأ أي شيء في الحياة، يكون لديك أحلام كبيرة. مع مرور الوقت، قد تنسى هذه الأحلام أو تفكر في التخلي عنها، خصوصاً أن الغولف لعبة، إذ تكون الخسارة أكثر من الفوز، لكن العيش بشغفك امتياز كبير، وأذكر نفسي بهذا في اللحظات الصعبة”.
العام الأخير
وصفت مها عام 2024 بـ”الصعب”، تقول: “لم أكن ألعب جيداً وكنت أتدرب كثيراً، وعندما بدأت في تحقيق النتائج كسرت قدمي. كان لدي شهران فقط للعودة للعب والمشاركة في مدرسة التأهيل، التي تشبه ماراثوناً في الغولف. بفضل الله اجتزتها واستعدت طاقتي وحققت عاماً جيداً، أعيش يومياً بجملة ’وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم‘”.
أرامكو الأفضل
تعتبر مها بطولات أرامكو للجولة الأوروبية للسيدات الأفضل على الإطلاق، تقول: “إنها البطولة المفضلة لدينا، وأشعر بالفخر لرؤية تطورها المستمر. وجود بطولتين سنوياً في السعودية هو أمر رائع، وأحب زيارة المملكة دائماً، إذ أستقبل بحفاوة وأشعر وكأنني في وطني”.
تهمة التكرار
تدافع مها عن رياضة الغولف ضد تهمة التكرار، موضحة: “الغولف من أقل الألعاب تكراراً، كل ضربة تختلف عن الأخرى بسبب اختلاف العوامل مثل الرياح والعشب والرطوبة ودرجة الحرارة. نغير الملاعب في كل بطولة، وهذا يجعل اللعبة مليئة بالتحديات”.
كلفة اللعبة
تقر مها بأن رياضة الغولف لم تكن سهلة مالياً دائماً، إذ تقول: “مررت بأوقات صعبة، خصوصاً أن الغولف النسائي لا يحظى بالدعم المالي الكافي، لكنني كنت محظوظة بوجود رعاة مثل ’تاغازوت باي‘، والاتحاد المغربي للغولف الذين قدموا لي الدعم”، تضيف: “آمل أن يأتي يوم تصبح فيه الجوائز المالية أكبر ويقل اعتماد اللاعبات على الرعاة، الخطوات الأخيرة مثل مضاعفة الجوائز المالية من الجولة الأوروبية و’غولف السعودية‘ تبشر بمستقبل مشرق”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لوس أنجليس
توجهت مها بنصيحة للشباب المحترفين قائلة: “أحيطوا أنفسكم بأشخاص إيجابيين وفريق محترف يؤمن بكم”، تضيف: “أسعى إلى التطور وتحقيق مراكز متقدمة في الجولة الأوروبية، وهدفي الأسمى هو الفوز بميدالية في أولمبياد لوس أنجليس المقبلة”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية