أطلقت الهزيمة القاسية التي تعرض لها ريال مدريد أمام غريمه برشلونة مساء الأحد الماضي بنتيجة (2 – 5) في مباراة نهائي بطولة كأس السوبر الإسبانية، التي استضافتها مدينة جدة السعودية بين الثامن والـ12 من يناير (كانون الثاني) الجاري، سيلاً من التعليقات والانتقادات والتأملات بين جماهير ريال مدريد والنقاد، لمحاولة تحليل أسباب السقوط المدوي للمرة الثانية أمام الفريق الكتالوني خلال الموسم الحالي.

وكانت المرة الأولى عندما سحق فريق المدرب الألماني هانسي فليك منافسه الذي يقوده الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي برباعية من دون رد، في الدوري الإسباني على ملعب “سانتياغو برنابيو” خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ثم جاءت المرة الثانية في نهائي البطولة التي حققها برشلونة للمرة الـ15 في تاريخه ليبتعد في صدارة قائمة الأندية الأكثر تتويجاً بالكأس المحلية، وبفارق لقبين عن أقرب ملاحقيه ريال مدريد.

وخلال وقت المباراة والأيام التي تلتها، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات للمدرب أنشيلوتي (65 سنة) واتهمه كثر باختيار التشكيلة الأساس والنظام التكتيكي الخاطئ، لكن وفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة “أس” الإسبانية عبر منصاتها الرقمية يعتقد غالبية المشجعين المشاركين في التصويت أن اللاعبين هم الجناة الرئيسون.

وجاءت نسبة 66 في المئة من الأصوات مؤيدة لاتهام اللاعبين بالتقصير في مباراة نهائي جدة، بينما رأى 17 في المئة فقط أن المشكلة في المدرب أنشيلوتي، وهي نفس النسبة التي حملت الإدارة الرياضية للنادي المسؤولية.

وذكرت أعداد كبيرة من الجماهير أسماء بعينها يتصدرها رئيس النادي فلورنتينو بيريز والمدير العام خوسيه أنخيل سانشيز ورئيس كرة القدم سانتياغو هيرنان سولاري، باعتبارهم يتدخلون بصورة فجة في التعاقدات مما يجعل الفريق في حاجة ماسة للاعبين في بعض المراكز، ويعاني زيادة غير مجدية في مراكز أخرى.

ويعد أنشيلوتي المدرب الأنجح في تاريخ ريال مدريد بعدما قاد النادي إلى تحقيق 15 لقباً بينها ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا ولقبان للدوري المحلي ومثلهما لكأس العالم للأندية ولقب النسخة الأولى من بطولة “فيفا” للقارات للأندية.

وبعد موسم (2023 – 2024) الرائع الذي فاز فيه ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني يواجه الفريق صعوبة في الحفاظ على المستوى نفسه هذا الموسم، وبخاصة في أرفع بطولة للأندية في أوروبا إذ يحتل المركز الـ20 في جدول المجموعة الواحدة، برصيد تسع نقاط فقط من ست مباريات.

ويحتل الفريق المركز الثاني في الدوري الإسباني برصيد 43 نقطة بفارق نقطة واحدة خلف أتلتيكو مدريد ومتقدماً بخمس نقاط على برشلونة صاحب المركز الثالث.

ويعكس تحليل نتائج هذه الاستطلاعات أن الجماهير ترى إلى جانب فشل القرارات التكتيكية لأنشيلوتي، وافتقار اللاعبين إلى الأداء والالتزام في اللحظات الحاسمة أن الإدارة الرياضية فشلت في التخطيط للموسم الحالي، إذ شهد الصيف الماضي اعتزال أحد أعمدة خط الوسط في ريال مدريد في الحقبة الذهبية وهو الألماني توني كروس، إضافة إلى رحيل المدافع المخضرم ناتشو فيرنانديز والمهاجم خوسيلو ولم تُعوض الخسائر في الدفاع وخط الوسط واكتفى النادي بعقد صفقة مدوية لضم المهاجم الفرنسي كيليان مبابي القادم مجاناً من باريس سان جيرمان، والمهاجم البرازيلي الشاب إندريك من بالميراس البرازيلي مقابل 47.5 مليون يورو (49.06 مليون دولار).

لعب ريال مدريد 29 مباراة خلال الموسم الحالي حقق الفوز في 19 منها وتعادل في أربع وخسر ست مباريات، لكن أكثر ما يقلق الجميع داخل ملعب “سانتياغو برنابيو” أن الهزائم جاءت ضد أندية كبرى في مباريات مهمة، مثل الخسارة من الغريم برشلونة مرتين في الدوري وكأس السوبر الإسبانية، والخسارة من ميلان الإيطالي وليفربول الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن الواضح أن الهزيمة من برشلونة على رغم شدتها لكنها لن تكون نقطة محورية في تغيير أي شيء داخل النادي الأبيض، لكن المدرب أنشيلوتي قال في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء قبل مباراة فريقه في دور الـ16 لكأس ملك إسبانيا لكرة القدم على ملعبه أمام “سيلتا فيغو” غداً الخميس، إنه وجد الحل.

ورفض أنشيلوتي الإجابة عن سؤال عن تحرك النادي للتعاقد مع لاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقال أنشيلوتي “دعونا نوضح أمراً واحداً، هذا مؤتمر صحافي وليس نقاشاً، أتناقش مع جهازي الفني ولاعبي فريقي ولا يبدو لي أن فتح مناقشة هنا هو المكان المناسب”.

و”اللعب على أرضنا أمام سيلتا فيغو فرصة مهمة للتعافي من المباراة السيئة التي لعبناها والتي أضرت بنا كثيراً لكنها لم تدمرنا”.

و”نرغب في الرد، وأتمنى أن تسير الأمور على ما يرام وأن يكون رد الفعل قوياً بعد المباراة السيئة التي خضناها”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الضغوط والانتقادات المتزايدة تؤثر فيه، قال أنشيلوتي إنه لا يسمح للضجيج بالتدخل في عمله وإنه يركز على إعادة فريقه إلى المسار الصحيح.

وقال “لا أتبع موجة الانتقادات التي تقول إنك في يوم ما الأفضل في العالم وفي يوم آخر تكون الأكثر غباء”.

“أتمتع بالتوازن اللازم الذي منحته لي الخبرة لأعرف من أنا ولا أستسلم للموجة، لا أعتقد أنني الأفضل لكنني لا أعتقد أنني الأكثر غباء أيضاً”.

مضيفاً “هزيمة الأحد خطوة إلى الوراء لكن يتعين علينا المضي قدماً، ولا يزال الموسم جارياً ونحن في موقف جيد في كل المسابقات. كانت مباراة سيئة وارتكبنا كثيراً من الأخطاء وقمنا بتقييم الأمر ووجدنا الحل ويتعين علينا المضي قدماً”.

متابعاً “الشيء الجيد في كرة القدم أنه بعد مباراة سيئة، بعد هزيمة مثل تلك، هناك فرصة للقيام بعمل جيد، غداً سنحصل على هذه الفرصة إذ تمنحك الفرصة للتركيز كثيراً على ما يجب عليك فعله وليس على الأشياء السيئة التي فعلتها”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية