أعلن المعارض الفنزويلي إدموندو غونزاليس أوروتيا أنه سيجري “محادثة” مع الرئيس الأميركي جو بايدن في الولايات المتحدة، بعدما التقى في الأرجنتين الرئيس خافيير ميلي السبت قبل أيام من تنصيب نيكولاس مادورو رئيسا في كراكاس بناء على نتائج انتخابات في يوليو (تموز) رفضت المعارضة الاعتراف بها.

وأكد غونزاليس أوروتيا من العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس أنه سيزور الولايات المتحدة الأحد. ولم يتضح بعد متى ستتم المحادثة مع بايدن.

وقال “سنجري محادثة مع الرئيس بايدن وننتظر التدابير التي ستتخذها السلطات الجديدة”، في إشارة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب المقرر أن يتسلّم منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

واستهل غونزاليس أوروتيا جولة له في أميركا اللاتينية تهدف إلى حشد الدعم الدولي للمعارضة الفنزويلية، بلقاء ميلي في الأرجنتين.

ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك إلى مونتيفيديو للقاء رئيس أوروغواي لويس لاكال بو ووزير خارجيته عمر باغانيني.

وسيغادر المعارض عاصمة الأوروغواي إلى بنما الأربعاء، بحسب وسائل الإعلام المحلية، ثم سيزور جمهورية الدومينيكان الخميس، بحسب بيان صادر عن رئاسة هذا البلد.

وأكد ميلي في بيان صدر السبت أن “الأرجنتين لن تتواطأ بالصمت في مواجهة ظلم وانتهاكات نظام مادورو”.

“حرية، حرية”

وتجمع مئات الفنزويليين في ساحة بلازا دي مايو المركزية المجاورة للقصر الرئاسي السبت. وإلى جانب ميلي حيا المعارض الفنزويلي الحشد.

وكتب غونزاليس أوروتيا على منصة “إكس” قائلا “إنها إحدى أكثر اللحظات المؤثرة التي عشتها! أيها الفنزويليون، سنلتقي مرة أخرى في شوارع بلدنا الحبيب”.

وهتف المشاركون في التجمع “حرية، حرية!”.

ووصل غونزاليس أوروتيا إلى بوينوس أيرس ليل الجمعة السبت قادما من منفاه في مدريد، على ما أكد العضو في الوفد الفنزويلي المقيم في المنفى أنطونيو ليديزما، وهو نائب سابق وعضو مجلس الشيوخ ورئيس بلدية كراكاس.

100 ألف دولار

وتأتي زيارة غونزاليس أوروتيا إلى الأرجنتين في حين عرضت السلطات الفنزويلية مكافأة بقيمة 100 ألف دولار لمن يزوّدها معلومات تؤدّي إلى توقيفه، ومع تصاعد التوتر بين كراكاس وبوينوس أيرس مع توقيف شرطي أرجنتيني في فنزويلا.

وتعهد مرشح المعارضة السابق للانتخابات الرئاسية الفنزويلية الذي منحته إسبانيا حق اللجوء رسميا في 20 ديسمبر (كانون الأول)، مرات عدة، العودة إلى بلاده “لتولي منصبه” في العاشر من يناير بدلاً من مادورو.

ولا تعترف الأرجنتين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أميركا اللاتينية، بفوز مادورو في الانتخابات الرئاسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن المجلس الوطني للانتخابات الذي يُعرف بولاء غالبية أعضائه للرئيس، فوز مادورو في الانتخابات التي جرت في 28 يوليو، لكنه لم ينشر النتائج المفصلة لعمليات فرز الأصوات في مختلف مراكز الاقتراع مبررا ذلك بتعرضه لهجوم الكتروني.

وتقول المعارضة التي نددت بعمليات تزوير، إن مرشحها حصل على أكثر من 67 في المئة من الأصوات مستندة إلى بيانات أكثر من 80 في المئة من مراكز الاقتراع. ووصفت السلطات هذه البيانات بأنها “كاذبة”.

ولجأ غونزاليس أوروتيا الذي ترشح للرئاسة محل زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بعد إعلان عدم أهليتها لخوض السباق، إلى إسبانيا في سبتمبر (أيلول)، بينما تعيش ماتشادو متوارية في فنزويلا منذ الانتخابات.

قطع علاقات

وقطعت كراكاس علاقاتها مع ست دول من بينها الأرجنتين بعدما شكك ميلي بنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو بحسب هيئة الانتخابات الوطنية التي تُعتبر خاضعة للسلطة.

ومنذ انهيار العلاقة مع بوينوس أيرس، تتولى البرازيل بتفويض من كراكاس، ضمان أمن السفارة الأرجنتينية في العاصمة الفنزويلية.

ولجأ ستة من معاوني ماتشادو إلى السفارة في مارس (آذار)، بينهم مديرة حملتها ماغالي ميدا. ولا يزال خمسة منهم متواجدين فيها.

وشهدت العلاقات بين البلدين المزيد من التدهور في الأسابيع الأخيرة بعد أن اوقفت كركاس شرطيا أرجنتينيا بتهمة “الإرهاب”، وهو ما تصفه بوينوس أيرس بـ”الكذب”.

“استعراض مثير للاستياء”

والجمعة، طالبت لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان كراكاس بالكشف عن معلومات حول مكان وجود الشرطي الأرجنتيني ناهويل غالو الذي اوقف في الثامن من ديسمبر.

واعتبرت الهيئة التابعة لمنظمة الدول الأميركية أن “حقوقه في الحياة والسلامة الشخصية مهددة بالتعرض لمساس يتعذر إصلاحه في فنزويلا”.

ودان الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس ألماغرو في بيان “الاعتقال التعسفي (للشرطي) على يد النظام الفنزويلي”.

وأعلنت الأرجنتين الخميس أنها قدمت شكوى ضد فنزويلا أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب “الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري” للشرطي البالغ 33 سنة، وهي خطوة وصفها وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل بأنها “استعراض مثير للاستياء”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية