طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالوقوف إلى جانب أوكرانيا التي تحتاج بحسبه إلى ضمانات أمنية أوسع، بينما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء على أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنه رفض إجراء أي محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني الذي اعتبره “غير شرعي”.
وقال زيلينسكي “نريده (ترمب) أن يكون إلى جانب العدالة، إلى جانب أوكرانيا. بوتين لا يخشى أوروبا”. وأضاف أن أوكرانيا لا يمكن أن تعترف بالاحتلال الروسي، لكنها تفضل الحل الدبلوماسي.

هجمات أوكرانية

في سياق متصل، أفاد مسؤولون ووسائل إعلام اليوم الأربعاء أن أوكرانيا شنت موجات من الهجمات بطائرات مسيرة مستهدفة منشآت نفط وطاقة في الأجزاء الغربية من روسيا خلال الليل.
وقال حاكم المنطقة الواقعة شرقي موسكو عبر تطبيق تيليغرام إن حطام طائرة مسيرة تسبب في اندلاع حريق بمنشأة صناعية في كستوفو  في مدينة نيغني نوفغورود. وأضاف الحاكم جليب نيكيتين “لا يوجد ضحايا وفقاً للبيانات الأولية”.
وذكرت قناة بازا وهي قناة إخبارية روسية على تيليغرام، قريبة من أجهزة الأمن الروسية، أن مصفاة نفط في كستوفو اشتعلت فيها النيران.
وقال فاسيلي أنوخين حاكم منطقة سمولينسك الواقعة في غرب روسيا، والمتاخمة لروسيا البيضاء، إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيرة حاولت الهجوم على منشأة للطاقة النووية. وأضاف أن أجزاء من المنطقة تعرضت لهجوم “ضخم” بطائرات مسيرة.
وقال مسؤولون محليون إنه جرى إسقاط 26 طائرة مسيرة أخرى فوق منطقة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا و20 طائرة مسيرة فوق منطقة تفير القريبة من جنوب موسكو وإن الهجمات لم تسفر عن أي إصابات.
وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية على تيليغرام إنه من أجل ضمان السلامة، أوقفت جميع الرحلات الجوية في مطار قازان. وتقع قازان على بعد حوالي 830 كيلومتراً شرقي موسكو.

إقالات في إدارة التسليح

من جهة أخرى، أقالت الحكومة الأوكرانية نائب وزير الدفاع المسؤول عن مشتريات الأسلحة أمس الثلاثاء، وسط تصاعد النزاعات بين مسؤولي الوزارة بشأن قضايا متعلقة بالتسلح كان انعكاسها سلبياً على وضع الجيش.
وتسعى أوكرانيا منذ أشهر لإجراء إصلاحات على عملية شراء الأسلحة في ظل فضائح فساد ونقص مزمن في ذخائر الجنود الذين يعانون على الجبهات أمام القوات الروسية.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الأسبوع الماضي، على فيسبوك أنه قرر إقالة نائبه دميترو كليمنكوف، مضيفاً أن الأخير “فشل” في ضمان إمداد الجنود بالذخيرة “في الوقت المناسب”.
وأكد مجلس الوزراء الأوكراني هذه الإقالة الثلاثاء.
وقال عمروف إنه اختار أيضاً عدم تجديد عقد رئيسة وكالة المشتريات الدفاعية الأوكرانية، مارينا بيزروكوفا، وتعيين أرسين زوماديلوف مكانها. وترأست بيزروكوفا الوكالة، التي أُنشئت عام 2022 كهيئة حكومية مستقلة لتعزيز الشفافية والاشراف على جميع مشتريات الأسلحة، منذ يناير (كانون الثاني) 2024.
وانتقدت بيزروكوفا قرار عمروف بإقالتها، بعد أن كان مجلس الإشراف على الوكالة قد صوّت لصالح استمرارها في منصبها.
وأفاد موقع “أوكراينسكا برافدا” المؤثر هذا الأسبوع أن النزاعات الداخلية تركت نظام شراء الأسلحة في أوكرانيا “مشلولاً تقريباً”.
ويأتي الخلاف في لحظة خطيرة بالنسبة لأوكرانيا، حيث أن الدعم الحاسم من واشنطن معلق في ظل إدارة ترمب.
ومنذ اكثر من عام تواصل أوكرانيا خسارة الأراضي لصالح القوات الروسية في ساحة المعركة بسبب النقص المزمن في العديد والذخائر.

بوتين مستعد للتفاوض

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد الثلاثاء على أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنه رفض إجراء أي محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره “غير شرعي”.

ويمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً على الجانبين لوضع حد للنزاع الدائر منذ نحو ثلاثة أعوام في أوكرانيا، وقال في الأسبوع الماضي إن زيلينسكي يريد التفاوض على “صفقة” لوقف القتال.

وقال بوتين، “إذا أراد (زيلينسكي) المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصاً للمشاركة فيها”، واصفاً الرئيس الأوكراني بأنه “غير شرعي” لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.

شهر أو شهران

وتابع الرئيس الروسي، “إذا كانت هناك رغبة بالتفاوض وإيجاد تسوية، لندع أياً كان يقود المفاوضات هناك… بطبيعة الحال سنسعى جاهدين لتحقيق ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا”. واعتبر أن النزاع يمكن أن ينتهي في “شهرين” أو أقل إذا أوقف الغرب دعم كييف.

وجاء في تصريح أدلى به بوتين لصحافي في التلفزيون الروسي، “لن يصمدوا شهراً إذا نفد المال أو الذخائر عموماً. كل شيء سينتهي في شهر ونصف الشهر أو شهرين”.

سبيل قانوني

وفي التصريحات نفسها، قال بوتين إنه إذا قررت أوكرانيا التفاوض مع بلاده فإن هناك سبيلاً قانونياً للمضي قدماً في ذلك، لكن موسكو لا ترى أي استعداد من جانب كييف للتفاوض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر “في الأساس، إذا أرادوا المضي قدماً، فهناك سبيل قانوني للقيام بذلك. دع رئيس البرلمان الأوكراني يتعامل مع الأمر وفقاً للدستور… إذا كانت هناك رغبة، فيمكننا حل أي مشكلات قانونية. ومع ذلك، لا نرى مثل هذه الرغبة حتى الآن”.

ولا مؤشرات تدل على احتواء التصعيد في النزاع على رغم تعهد ترمب التوصل إلى هدنة سريعة عند توليه سدة الرئاسة الأميركية.

وتحذر كييف من مغبة استبعادها من أي محادثات سلام، متهمة بوتين بأنه يحاول “التلاعب” بترمب.

محادثات أوروبية- أميركية

بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء إنها أجرت اتصالاً هاتفياً جيداً مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

وأوضحت كالاس “ناقشنا القضايا العالمية التي يرتبط فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالمصالح ذاتها، بما في ذلك حرب روسيا في أوكرانيا، والنفوذ الإيراني الخبيث، والتحديات التي تفرضها الصين”. وتابعت “الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دائماً أقوى معاً. أتطلع إلى مقابلتك (روبيو) قريباً”.

محاولة اقتحام السفارة الروسية في السويد

وأعلنت الشرطة السويدية توقيف رجل يبلغ 45 سنة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء في استوكهولم بعد أن صدم بسيارته البوابة المعدنية للسفارة الروسية.

وأبلغ أحد حراس السفارة الشرطة بالحادثة نحو الساعة السابعة صباحاً (06.00 بتوقيت غرينيتش). وقالت الشرطة عبر موقعها الإلكتروني إن “الرجل حاول عبور البوابة بسيارته، لكنه فشل وكان لا يزال داخل السيارة عندما أوقفته الشرطة”. وجاء في البيان أن الرجل “مشتبه فيه في ارتكاب جريمة اقتحام غير مشروعة”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية عبر تطبيق “تيليغرام” إن المشتبه فيه هو مواطن أوكراني لديه إقامة دائمة في السويد، “ومعروف جيداً للسفارة والشرطة المحلية”. وأضافت أنه “في عامي 2015 و2018، نفذ بالفعل هجمات على السفارة والبعثة التجارية لروسيا في السويد”.

وأشارت الوزارة إلى اعتبار أن المشتبه فيه يعاني إعاقة ذهنية، مشيرة إلى أن “السلطات السويدية أرسلته لتلقي العلاج المناسب”. ولفتت إلى أن الرجل “بدأ أخيراً ارتكاب أعمال استفزازية ضد المؤسسات الخارجية الروسية في استوكهولم”، لكن “الشرطة لم تتخذ أي إجراء جدي”.

ورفضت الشرطة السويدية التعليق على بيان وزارة الخارجية الروسية.

نقلاً عن : اندبندنت عربية