في لفتة إنسانية، قرر طلاب المدرسة الابتدائية بقرية ميدوم، التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، الاحتفال بإحدى العاملات فيها والتي أثرت فيهم بشكل إيجابي وهي “الأبلة نادية”، بعد بلوغها سن المعاش حيث كانت تعمل سكرتيرة بالمدرسة، وانتشر الفيديو على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعل الكثير يتذكر المعلمين والإداريين الذين كان لهم دور مميز فلا حياتهم الدراسية، وفيما بعد تأثير هذه المواقف على حياتهم الاجتماعية حتى بعد فترة طويلة من التخرج والانشغال في الحياة، سألنا البعض عن التأثير الإيجابى الذى تركه أحد الإداريين فى نفوسهم بفترة الدراسة وكان الرد كالتالى: 


أبلة نادية


 


منة وجدت في ملعمتها الحضن والأمان والمرجع


طفلة لم تتجاوز عمرها الـ 10 سنوات، كان عمر منة الله أحمد فى ذلك الوقت والتى تحدثت عن معلمتها “أبلة مها” والتي كانت متخصصة في مادة التدبير المنزلي، المادة الأقرب والأحب لقلوب الفتيات خاصة جيل الثمانينيات والتسعينيات، فبعدما ينتهين من إعداد الوصفة التي تشرحها لهن أبلة مها، كانت تدير بينهن حواراً مفتوحاً، في الحياة والأدب والعادات، وتعلمت منة الفتاة التى فى الثلاثينات من عمرها على يديها كيفية الجلوس الراقي للفتاة، وكيف تتحدث بصوت منخفض وبطريقة مهذبة، حتى النظافة الشخصية التي جعلتها تعتبر” أبلة مها” ليست معلمة فقط، بل كانت الحضن والأمان والمرجع في بعض أمور الحياة التي قد يفتقدها البعض هذه الأيام.


أبلة سهير وجدت جوابات غرامية في كراسة منى: حبيبتي وأمي ومصدر أمان


ورقة ملونة مكتوبة بخط متلعثم، بها رسمة قلب وبه أسهم وأول حرف من اسم منى واسم الولد الذي كان يحبها في المرحلة الإبتدائية، وقعت في يد “أبلة سهير” التي كانت إخصائية اجتماعية في أحد المدارس الخاصة، وكما قالت عنها منى حسام صاحبة الـ 40 عام، بأنها كانت مصدر أمان لجميع الطلاب، حتى من يخطيء ويعاقب كان يعلم جيداً أن “أبلة سهير “تحبه وترغب في أن تراه “أحسن واحد في الدنيا”، وتابعت أن معلم اللغة العربية عندما وجد الرسالة بعثه لأبلة سهير، التي استدعتها بصفتها وتحدثت معها ومع الولد على حدا، وأوضحت لهما أن هذه الأمور لا يجب أن تتكرر، خاصة وأن المدرسة مكان للتعلم وأننا في النهاية زملاء دراسة، الأمر الذي جعلهما يشعران بالخجل، بجانب الإمتنان للمعلمة التي لم تستخدم هذا الأمر في تخويفهما أو عقابهما بشكل قاسي، كما قالت عنها منى: “أبلة سهير رحلت بعد رحيل والدتي، وبعتبرها أمي الثانية لأني كنت معاها في المدرسة لحد ثانوية عامة، حبيبتي وأمي ومصدر الأمان بالنسبة لي في فترة طفولتي ومراهقتي”.


رانيا تعلمت المرح من معلمة الألعاب: كانت فنانة وضحكتها تجنن


حصة الألعاب من أهم الحصص لأي طفل، يخرج فيها طاقته، يلعب ويضحك مع زملائه، الأمر الذي قد يكون مضاعفاً إذا شاركته في اللعب معلمته، أو “أبلة نيفين”، كما قالت عنها رانيا عبد الرحمن، مدرسة الألعاب التي لم تكن تمارس مهنتها بشكل نمطي، كانت تحضر الأطفال في المرحلة الابتدائية للتمرينات الرياضية الصباحية، أما في حصة الألعاب كانت تقوم معهم بلعب، لعبة صيادين السمك والـ 7 طوبات، وأحياناً نط الحبل، ضحكتها المرحة وحبها للأطفال ومعاملتها لهم وكأنها طفلة مثلهم قربها من قلوبهم بشكل أكبر وأكثر ترابط، وأضافت رانيا أنها تتمنى الرجوع بالزمن ولو يوم واحد مع “أبلة نيفين” لكي ترى ضحكتها الجميلة التي كانت تخطف عقولهم وقلوبهم.


مريم تشارك يومياتها مع معلميها وتعتبر مديرة المدرسة أماً ثانية


وفي جيل z، قالت مريم أحمد صاحبة الـ 15 عام أنها تحب غالبية المعلمين والإداريين في مدرستها، خاصة مديرة المدرسة “ميس أمال” والتي تعتبرها أماً ثانية، خاصة وأنها تتحدث معهم برفق وحنان، بجانب نصائحها الدائمة لها ولزملائها، وتابعت أنها من جيل لا يقبل النقد بسهولة، ويحب أن يكون كل معلم مُلم بهذا التغير الثقافي في حياة الطلاب، وهذا الأمر استطاعت المُعلمة أمال أن تعمل دمج بين التربية الحديثة والتربية على العادات والتقاليد، بجانب حب الطلاب لها الذي يجعلهم يحاولون جاهدون بأن لا يتسببون لها في أي إزعاج أو “شقاوة” على حد تعبيريها.

الأبلة نادية
الأبلة نادية


 

المعلمة نادية
المعلمة نادية


 


 

نقلاً عن : اليوم السابع