بدا الأمر وكأنها مواجهة مستقبل دوري أبطال أوروبا باستثناء بعض التفاصيل، الأول هو أنه بسبب جائحة “كوفيد – 19” كان ملعب الاتحاد مهجوراً، والثاني هو أنه في مايو (أيار) كان على طاقم الملعب أن يزيل حبات البرد من الملعب، لذا لم تكن الصورة المبهرة التي رسمها جدول المباريات.

ولكن من نواح أخرى بدا أن مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2021 هي شكل المرحلة المقبلة، وبالنسبة إلى بعضهم كانت مواجهة أبو ظبي ضد قطر، وبالنسبة إلى آخرين كانت معركة بين القوى الصاعدة أو الأثرياء الجدد الذين كانوا يهيمنون على دورياتهم المحلية.

لقد وصل باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الذي سبق تلك المواجهة، وكان من المقرر أن يخلفهم سيتي في المركز الثاني، بعد لقاء نصف النهائي الذي حسمه رياض محرز المولود في باريس.

لقد كان هذا بمثابة حكاية في حد ذاته، فحتى مع سعي باريس سان جيرمان إلى استيراد أكبر نجوم اللعبة، فقد تجاهلوا كثيراً من المواهب المنتجة في حديقتهم الخلفية، وقد يكون هذا سبباً في هلاكهم، إذ توج بايرن ميونيخ الألماني بلقب دوري أبطال أوروبا 2020 بفضل هدف المباراة النهائية الذي سجله فتى آخر من ضواحي باريس هو كينغسلي كومان، ويبدو أن باريس سان جيرمان الجديد، الذي حرم من ليونيل ميسي ونيمار، بينما خسر أيضاً الشاب المحلي كيليان مبابي، إذ بني كرد فعل على ماضيه.

وبعد ما يقرب من أربع سنوات، فاز سيتي بدوري أبطال أوروبا بينما لم يفز باريس سان جيرمان باللقب، فقد لعبوا في الدور نصف النهائي مرة أخرى في مايو، وخسروا أمام بوروسيا دورتموند، وخرج سيتي، حامل اللقب، من ربع النهائي بركلات الترجيح أمام ريال مدريد الإسباني، وشعر كل منهما بالقسوة في النتيجة لكنهما كانا ثابتين ووصلا دائماً إلى مراحل خروج المغلوب أو في الأقل حتى الآن.

كانت المباراة الأكثر أهمية هذا الأسبوع تحمل تهديداً غير متوقع، فربما رحب باريس سان جيرمان بالشكل الجديد للمسابقة، على افتراض أنه منحهم ضماناً للتقدم، وقال المدير الفني للفريق لويس إنريكي، بعد أن أوقعتهم القرعة ضد ميلان الإيطالي ونيوكاسل الإنجليزي ودورتموند الألماني، “في الموسم الماضي كان علينا أن نقاتل حتى المباراة الأخيرة لنتجاوز مجموعة الموت”.

وبدا مانشستر سيتي، الذي فاز بمجموعته في سبعة مواسم متتالية، محصناً ضد مفاجآت الخريف في أوروبا، ويبدو أن السيناريو الأسوأ بالنسبة إليهم هو الدور ربع النهائي.

ومع ذلك يكافح اثنان من الأندية الكبرى الآن للوصول إلى المراكز الـ24 الأولى، إذ يخوض بطلا فرنسا وإنجلترا مباراتهما وهما في المركزين الـ26 والـ24 على التوالي، وأضاف لويس إنريكي، “تأتي المباراة في وقت صعب من حيث موقعنا في الدوري، لدينا سبع نقاط ولديهم ثماني نقاط، ولا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يتوقع أن يحصل مانشستر سيتي على هذا العدد من النقاط قبل الجولة السابعة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن مانشستر سيتي، على رغم حصوله على نقطة واحدة فقط من آخر ثلاث مباريات، لا يزال لديه نقطة واحدة أكثر من باريس سان جيرمان، وهذا يضع فريق لويس إنريكي في خطر أكبر، فإذا خسر في ملعب “بارك دي برانس”، فقد ينتهي موسمه الأوروبي قبل رحلته الأسبوع المقبل إلى شتوتغارت، أو قد تبدو هذه المباراة وكأنها مواجهة حاسمة، إذ يقع باريس سان جيرمان في منطقة الموت المفاجئ، وقال لويس إنريكي “أتمنى ألا تكون المباراة الأكثر أهمية ضد مانشستر سيتي، أتمنى أن تكون مباراة في المرحلة التالية”.

وهو يعتقد أن الأمر يستحق ذلك، ويرى الإسباني أن فريقه يستحق الفوز بمباراتيه على أرضه ضد آيندهوفن وأتلتيكو مدريد، وأنه يجب أن يحصل على خمس نقاط إضافية وأن يكون حجز بالفعل مكاناً في مرحلة الملحق، ومع ذلك إذا كان باريس سان جيرمان يعاني من قرعة ربما تكون الأصعب على الإطلاق، ولم يهزم في الدوري الفرنسي، فإن الموسم حتى الآن كشف عن خطوط الصدع في كلا الناديين، وهذا يفسر لماذا يكون يناير (كانون الثاني) مهماً على أرض الملعب وخارجه، وعادا للإنفاق مثل الأندية الكبرى، ربما سعياً إلى التعويض عن عدم نشاطهم السابق في السوق.

لقد أبرم باريس سان جيرمان صفقة الشهر، التي يمكن القول إنها كانت بمثابة إعلان شراء خفيتشا كفاراتسخيليا في مقابل 70 مليون يورو (73.09 مليون دولار)، وربما يكون هذا اعترافاً بأنه منذ رحيل مبابي شعر الفريق بنقص النجوم.

الجناح الجورجي ليس بديلاً مباشراً، ولن يكلف بتكرار مساهمة مبابي، وقال لويس إنريكي، “لا أعتقد أن أياً من لاعبينا أظهروا أنه يمكنهم تسجيل 25 هدفاً، لذا فقد حللنا ذلك كفريق”.

ومع ذلك يمتلك سيتي رجلاً يمكنه تسجيل 25 هدفاً وأكثر، إذ ألزم إيرلينغ هالاند بعقد حتى عام 2034، وفي الوقت نفسه اشترى صديق لويس إنريكي وزميله السابق في برشلونة بيب غوارديولا اثنين من المدافعين في غضون أيام قليلة، أولاً عبدالقادر خوسانوف ثم فيتور ريس في مقابل 70 مليون يورو في المجمل.

وكما هو الحال مع كفاراتسخيليا، لن يشارك أي منهما في المباراة الأولى يوم الأربعاء، إذ لن يكون أي منهما مؤهلاً للمشاركة حتى مراحل خروج المغلوب، وقد يغيب أحد الناديين عن هذه المرحلة.

وحتى الآن لم يفز مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان سوى على الفريقين الأقل تصنيفاً اللذين واجههما: جيرونا وريد بول سالزبورغ بالنسبة إلى باريس سان جيرمان، وسلوفان براتيسلافا وسبارتا براغ بالنسبة إلى مانشستر سيتي.

وهذا يعني عودة بائسة للفرق التي بدأت البطولة في المرتبة الرابعة والأولى على التوالي في ترتيب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، والآن بعد أن تفوقت عليهما أندية ذات موازنات أقل، التي لا يمكن أن يعزى صعودها إلى الدول، فقد تكتفي باحتلال المركزين الـ24 والـ21 عندما يكون البديل أسوأ بكثير، وقال عثمان ديمبيلي، “أود الاستمرار في اللعب في دوري أبطال أوروبا في فبراير (شباط) بالطبع”. كان هذا بياناً واضحاً ومذهلاً في الوقت نفسه، لأنه عندما بدأت المسابقة، لم يكن هناك شك في أن أياً من الناديين سيطرد منها في يناير.

نقلاً عن : اندبندنت عربية