حذر أحد كبار النواب البريطانيين من انخراط الوزراء ومطوري أدوات الذكاء الاصطناعي في “سباق تسلح” مع المجرمين والدول المارقة الذين يحاولون استخدام التكنولوجيا لإلحاق الأذى وإحداث الضرر ودعا إلى اعتماد مزيد من الوضوح حول كيفية تنظيم هذه المسألة.

وفي هذا السياق، صرحت تشي أونورا التي ترأس لجنة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في مجلس النواب في معرض حديثها مع صحيفة “اندبندنت” بأن “إبداع المؤسسات الإجرامية وتركيزها على اعتماد التكنولوجيا أمر لا يمكن للعقل تصوره”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن النائبة عن حزب العمال سلطت الضوء على أنه لا يجب النظر إلى الذكاء الاصطناعي ببساطة على أنه قوة للأذى قائلة إنه عندما تستخدم هذه التكنولوجيا بشكل صحيح “يمكن أن تكون تكنولوجيا تحويلية بوسعها أن تحسن حياة الأشخاص وتقودها نحو الأفضل فعلاً.

نحتاج حقاً إلى فهم ما هي قادرة عليه وما الذي تفعله في الوقت الحالي والتأثير الذي ستحمله، ولا أعتقد أننا بلغنا هذه المرحلة بعد”.

“فمن الواضح أننا في خضم سباق تسلح بين المجرمين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي والجهات التي تستخدم هذه التكنولوجيا للخير العام… علينا التأكد من أن يكون مطورو هذه التكنولوجيا واقفين في صف الخير العام، لأننا ندرك بأن المجرمين يصبون تركيزهم على استخدامها لغايات إجرامية”، بحسب قولها.

وفي سياق متصل، ذهب الزعيم السابق لحزب المحافظين سير ايان دانكان سميث في حديث لصحيفة “اندبندنت” أبعد من ذلك، إذ شدد على أن “النظام برمته” غير مهيأ للتعامل مع التحدي الذي يطرحه الذكاء الاصطناعي. وأضاف قائلاً: “نحن نخسر المعركة لوقف الإساءة من جانب المجرمين والجهات الخبيثة والضارة على غرار الصين”، محذراً بأن “النظام برمته غير مهيأ لما سيصيبنا جراء ذلك”.

ويأتي هذا تزامناً مع بروز دراسة جديدة تمت مشاركتها مع صحيفة “اندبندنت” ووجدت بأن منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالدردشة والإجابة عن الأسئلة “تشات جي بي تي” ChatGPT يمكن أن تخضع للتلاعب لكي تظهر للمستخدمين كيفية غسل الأموال والتهرب من العقوبات والحصول على الأسلحة. وبواسطة التلاعب الأساسي، توفر المنصة تعليمات مفصلة حول كيفية إنشاء شركات وهمية في بلدان محايدة أو غير مشكوك بأمرها وغير معنية بصورة مباشرة في فرض العقوبات، مثل لاتفيا أو ليتوانيا أو بيلاروس.

كما كشفت الدراسة التي أجرتها شركة مكافحة تبييض الأموال “سترايز” Strise للمستخدمين عن كيفية استخدام العملات المشفرة للالتفاف على الأنظمة المصرفية التقليدية والتحايل عليها.

وفي هذا الإطار أضافت النائبة أونورا بأن “المجرمين غالباً ما يكونون أول من يتبنون التكنولوجيا، ونحن في حاجة إلى أخذ مسألة الدفاع عن الأمن العام بعين الاعتبار.”

ويأتي التحذير الذي أطلقته بعد أيام من قول ويليام هيغ بأن المملكة المتحدة تواجه “هجوماً شاملاً على الحقيقة” من قبل الدول المعادية التي تحاول استخدام المعلومات المضللة لزعزعة استقرار الغرب.

وفي معرض مقال كتبه لصحيفة “ذا تايمز”، حذر الزعيم السابق لحزب المحافظين من أن “الحرب المعرفية” قد “تضعف الغرب بشكل قاتل”. وقال: “علينا التيقظ لذلك وفهمه والإدراك أن العدو الحديث قد لا يهاجمنا بالدبابات والطائرات، بل من خلال الدخول إلى عقولنا وأدمغة أصدقائنا في جميع أنحاء العالم”.

في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، قال المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني كين ماكالوم بأن وكالة الاستخبارات الروسية دخلت في مهمة لبث “فوضى مستدامة في الشوارع البريطانية والأوروبية”.

وفي معرض إحاطته السنوية حول التهديدات الأمنية التي تواجهها المملكة المتحدة، قال ماكالوم إن عملاء الاستخبارات العسكرية الروسية نفذوا “حرائق مفتعلة وأعمالاً تخريبية وأخرى أكثر خطورة ارتكبت برعونة متزايدة” في المملكة المتحدة، بعد أن دعمت تلك الأخيرة أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وتحدث سير كير ستارمر ضمن فعاليات قمة الاستثمار الدولية في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي قائلاً بأن بريطانيا “في حاجة إلى المضي قدماً لاقتناص” الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.

في خطابه أمام المستثمرين، وإلى جانب الرئيس التنفيذي السابق لشركة “غوغل” إريك شميت، قال رئيس الوزراء البريطاني إن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يخلق “تغييراً مذهلاً” في السنوات الخمس إلى الـ10 المقبلة، وأن الحكومة ستسعى إلى تلقفه.

وسبق لوزير التكنولوجيا بيتر كايل أن أعلن في يوليو (تموز) الماضي أن اعتماد التكنولوجيا في مجالات الصحة والتعليم والشرطة من شأنه أن يعزز الإنتاجية بنحو 24 مليار جنيه استرليني (31 مليار دولار) سنوياً، داعياً إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لاستخدام التكنولوجيا بشكل يصب في صالح الخير العام.

وفي هذا الصدد، قال متحدث باسم وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا إن الوزارة ستدخل “تشريعات هادفة” للشركات التي تمتلك أقوى نماذج للذكاء الاصطناعي، لضمان تطوير الأنظمة بشكل آمن ومسؤول.

نقلاً عن : اندبندنت عربية