أظهرت الأبحاث الجديدة أن تلوث الهواء يعد أحد العوامل الرئيسة التي تسهم في انتشار سرطان الرئة لدى غير المدخنين عالمياً.

وأوضح باحثون من “الوكالة الدولية لأبحاث السرطان” International Agency for Research on Cancer أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الخامسة كأحد أسباب الوفاة بالسرطان لدى غير المدخنين عالمياً، وكانت معظم الحالات تتعلق بسرطان الغدي، الذي ينشأ في الأنسجة الغدية، ويصيب بشكل رئيس النساء والآسيويين.

وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة “لانسيت للطب التنفسي” Lancet Respiratory Medicine، إلى أن نحو 200 ألف حالة من حالات السرطان الغدي في عام 2022، أي ما يعادل 15 في المئة من الإجمالي، كانت بسبب تلوث الهواء. وهو ما يفيد أن خطر الإصابة بسرطان الرئة نتيجة تلوث الهواء في ازدياد مستمر، بخاصة في شرق آسيا والصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الباحثون “على رغم تراجع معدلات التدخين في العديد من الدول، إلا أن نسبة حالات السرطان لدى غير المدخنين في ارتفاع”.

وأضافوا “تلوث الهواء يعد من العوامل الرئيسة التي تسهم في تزايد حالات السرطان الغدي، التي تشكل ما بين 53 و70 في المئة من حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين في مختلف أنحاء العالم”.

وأشاروا أيضاً إلى أن التعرض لدخان الوقود الصلب المستخدم في التدفئة والطهي في المنازل قد يكون من العوامل التي تسهم في زيادة حالات سرطان الرئة لدى النساء الصينيات غير المدخنات.

وأوضح الباحثون “أشارت تقييماتنا إلى أن أعلى معدلات الإصابة بالسرطان الغدي المرتبط بتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة تتركز في شرق آسيا، بخاصة في الصين، مما يشير إلى أن التدابير الوقائية مثل برامج إدارة جودة الهواء التي تركز على المصادر الرئيسة لتلوث الهواء والوصول الواسع النطاق إلى الطاقة النظيفة يجب أن تحظى بالأولوية في هذه البيئات”.

وقدر الباحثون أنه عام 2022، تم تسجيل نحو 1.6 مليون حالة جديدة من سرطان الرئة بين الرجال، كان منها نحو 720 ألف حالة من نوع سرطان غدي. أما بين النساء، فقد بلغت الحالات نحو 910 آلاف، من بينها نحو 542 ألف حالة شخصوا بسرطان غدي.

وفي ضوء ذلك، تقدر “مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة” Cancer Research UK أنه يتم تشخيص نحو 50 ألف حالة جديدة من سرطان الرئة سنوياً، مما يجعله ثالث أكثر أنواع السرطان انتشاراً في بريطانيا. كما يعد السبب الرئيس للوفيات جراء السرطان بين الرجال والنساء.

ووفقاً للمؤسسة، لم يتحسن معدل النجاة من مرض سرطان الرئة بشكل كبير في الخمسين عاماً الماضية، حيث يعيش أقل من واحد من كل 10 (9.5 في المئة) من الأشخاص الذين يشخصون بهذا المرض لمدة 10 سنوات أو أكثر.

ويوم الثلاثاء الماضي، دعا وزير الصحة ويس ستريتينغ خبراء السرطان والأطباء وناجِي مرض السرطان إلى مشاركة الأدلة والتجارب لمساعدة الحكومة في تطوير خطتها الوطنية لمكافحة السرطان، التي سيُعلن عنها في وقت لاحق من هذا العام.

كما ستقوم هذه الخطة بتحديد أهداف لتحسين معدلات النجاة والرعاية لمرضى السرطان، ومن المتوقع أن تشمل إجراءات محددة للتعامل مع السرطانات النادرة.

وفي مقال له في “اندبندنت”، أشار وزير الصحة إلى إدراكه أن “التواجد في مرحلة عدم اليقين هو أمر صعب”، وأن “الكثير من مرضى السرطان لا يحصلون على أفضل الخدمات التي تقدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية”.

وأضاف “الواقع المرير هو أنه بعد سنوات من الإهمال، يواجه الكثير من المرضى فترات انتظار طويلة، وتأخيرات في التشخيص، ونقصاً حاداً في الرعاية العاجلة التي يحتاجونها”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية