لم يمنعهم تقدمهم في العمر من ممارسة طقوس الغوص في المياه الباردة بمدينة هاربين، الواقعة في شمال شرق الصين والمعروفة باسم «مدينة الجليد»، إذ دفعت المغامرة والشغف نحو 12 سباحًا بتدريبات شاقة يومية على مدار العام للتحضير لهذا الحدث، المقرر أن يستمر من 7 يناير حتى نهاية الشهر، فما الذي يحفزهم على خوض هذه المغامرة؟  

سر سباحة المسنين في بحار الصين المجمدة

في البداية، حفر السباحين بركة في نهر سونغهوا في الصين، وكسروا طبقة الجليد التي يبلغ سمكها 10 سنتيمترات، التي تشكلت مرة أخرى بين عشية وضحاها، ثم أخرجوا القطع، ثم نزعوا ملابسهم، وغاصوا واحدا تلو الآخر في المياه شديدة البرودة في بركة يبلغ طولها حوالي 10 أمتار، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وقال البعض إن أطرافهم أصبحت مُخدرة بعدما سجلت درجة الحرارة -13، وكان بينهم كبار في السن تخطوا الستين عامًا والخمسين عامًا.

تشين شيا واحدة من السباحين في نهر الصين المتجمد، التي تبلغ من العمر 56 عامًا، قالت إنها أتت من مقاطعة تشجيانغ على بعد نحو 1700 كيلومتر إلى الجنوب، رغم إصابتها بنزلة برد، مؤكدة إن مياه الشتاء في مدينتها أكثر دفئا من تلك الموجودة في هاربين، حيث كانت درجة حرارة المياه تدور حول علامة التجمد.

سر سباحتهم في المياه المتجدمة

تقول «شيا» إن التجربة عززت ثقتها في السباحة الشتوية، وهي الرياضة التي كرست نفسها لممارستها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، موضحة:«شعرت بوخز في جميع أنحاء جسدي، لكنه مع ذلك جعلني أشعر بالسعادة»

قالت يو شياوفينج، إحدى سكان هاربين، إن السباحة الشتوية في مدينتها تعود إلى سبعينيات القرن العشرين، بعد أن رأى السكان المحليون مؤمنين أرثوذكس روس يتم تعميدهم في النهر، تقع المدينة بالقرب من الحدود مع روسيا. في عام 1983، تم تأسيس جمعية السباحة الشتوية في هاربين.

وأضافت أن المدينة تعتبر «أرضًا مقدسة» للسباحة الشتوية، حيث اكتسبت هذه الرياضة شعبية قبل أجزاء أخرى من الصين، كما تشتهر هاربين بمهرجانها الشتوي المستمر، الذي يضم منحوتات جليدية وثلجية عملاقة، ومنحوتات أصغر حجمًا وأكثر دقة.

وقالت يو، البالغة من العمر 61 عاماً، إنها وجدت إحساساً بالعائلة الكبيرة والفرح خلال ثلاثة عقود من السباحة، موضحة:«منذ بدء الوباء، توصلنا إلى شعار المعاناة أثناء السباحة الشتوية أفضل من الوقوف في طابور في المستشفى»، مضيفة أن السباحين في الشتاء يبدو أنهم يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم.



نقلاً عن : الوطن