شهدت جزر الكناري، الوجهة السياحية الشهيرة، موجة احتجاجات واسعة شارك فيها آلاف السكان المحليين الغاضبين، احتجاجًا على ما وصفوه بـ«السياحة المفرطة» التي تثقل كاهل موارد الجزر وتهدد جودة حياتهم.

ووفقًا لموقع «Mail Online»، انطلقت المظاهرات صباح الأحد في عدة جزر، منها تينيريفي التي تستقبل سنويًا ملايين السياح، خصوصًا من بريطانيا. احتشد السكان في الشوارع حاملين لافتات كتب عليها شعارات مثل: «أين تذهب أموال السياحة؟» و«توقفوا عن السياحة المفرطة.. هذا بيتنا»، وسط هتافات تندد بتلوث مياه الصرف الصحي الناتج عن الفنادق، حيث حملت إحدى اللافتات عبارة: «السياح يسبحون في المجاري».

كما استخدم المحتجون أصدافًا بحرية كبيرة لإصدار أصوات بوق عالية إلى جانب الطبول، تعبيرًا عن غضبهم، مما أثار حالة من القلق بين السياح الذين فضل كثير منهم البقاء داخل فنادقهم أو شققهم المستأجرة. وقال ألبرتو بابو، سائح إيرلندي: «لم أغادر شقتي اليوم خوفًا من الحشود، أسمع أصوات الاحتجاجات فقط وأتمنى ألا تتحول إلى عنف».

وتقود حركة «الكناري لها حدود» هذه الاحتجاجات، وتطالب بوضع حد أقصى لأعداد السياح، وفرض ضريبة بيئية كبيرة لحماية الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى حظر بناء فنادق جديدة أو مجمعات سياحية، والهدم الفوري للمشاريع غير القانونية التي تسبب أضرارًا بيئية.

من القضايا التي أثارت غضب السكان ارتفاع أسعار الإيجارات بسبب انتشار منصات التأجير قصيرة الأمد، ما جعل السكن شبه مستحيل للسكان المحليين، إلى جانب المطالبة بتقييد شراء الأجانب للعقارات التي تسهم في رفع الأسعار.

وقالت باولا ماكنايت موراليس، مدربة سباحة نشأت في الجزر: «تينيريفي تستقبل سياحًا أكثر من البرازيل، لم يعد لدينا متسع.. لا نعارض السياح الأفراد، لكننا ضد من يلوثون ويخالفون القوانين، شواطئنا ملوثة بمياه الصرف وحتى دورات المياه العامة مغلقة».

رفضت حركة «الكناري لها حدود» عرض الحكومة المحلية للحوار، مؤكدة عبر منصات التواصل: «لا نريد حوارًا، نريد أفعالًا»، معتبرة أن ما يحدث هو بداية انتفاضة اجتماعية تطالب بنموذج عادل للجزر بعيدًا عن الفساد وأصحاب النفوذ.

من جانبه، أعلن سانتياغو سيزي، رئيس غرفة تجارة الكناري، عن انخفاض حجوزات السياح البريطانيين لصيف 2025 بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي، معزيًا ذلك إلى الاحتجاجات وشعور السياح بعدم الترحيب، إلى جانب تنافس دول مثل تركيا واليونان ومصر والمغرب التي شهدت زيادة في الحجوزات.

في المقابل، أكد لويس ألفونسو، وزير السياحة في تينيريفي، أن الحكومة تعمل على نموذج متوازن يراعي مصالح السكان والسياح، معلنًا عن خطط للتواصل مع الناشطين لمناقشة مستقبل الجزر.

تستقبل جزر الكناري، التي يبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة، حوالي 18 مليون سائح سنويًا، ما يسبب ضغطًا هائلًا على الموارد وتلوثًا بيئيًا بسبب الوقود الجوي، إلى جانب ازدحام مروري وأزمة سكنية.

وتُعد هذه الاحتجاجات جزءًا من موجة احتجاجات ضد السياحة في إسبانيا، التي أدت إلى شعور العديد من السياح، خاصة البريطانيين، بعدم الترحيب.