يستهل يانيك سينر حملة الدفاع عن لقبه في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس وسط كثير من الشكوك بسبب أزمة المنشطات المستعصية المحيطة به، ولكن ربما لن يكون لهذه الفضيحة آثار كبيرة على مشوار اللاعب الإيطالي المتألق.

ويظل سينر اللاعب الذي يرغب الجميع في التغلب عليه في ملعب “ملبورن بارك” حتى مع سعي مسؤولي مكافحة المنشطات إلى فرض عقوبة الإيقاف لمدة عامين على المصنف الأول عالمياً بعد فشله في اختبارين للمنشطات في مارس (آذار) 2024.

ولم تخرج تلك الأحداث الملحمية سينر عن مساره خلال موسم رائع بعدما نحى عوامل التشتيت جانباً ليفوز بثمانية ألقاب، بما في ذلك لقبه الثاني في البطولات الأربع الكبرى في أميركا المفتوحة ولقبه الأول بالبطولة الختامية لموسم لاعبي التنس.

وربما يواجه سينر استقبالاً فاتراً على غير المعتاد بالنسبة إلى بطل يدافع عن لقبه في “ملبورن بارك”، لكن من المرجح أن يتطلب الأمر أكثر من صيحات الاستهجان لإبعاده عن مستواه.

وقال سينر، الذي سيواجه نيكولاس خاري في الدور الأول، خلال قرعة البطولة التي أقيمت في “ملبورن بارك” أمس الخميس، “إنه شعور مختلف ولكننا جميعاً سعداء ببدء الموسم مرة أخرى هنا في أستراليا، في ملبورن”.

“يطلق عليها البطولة الكبرى السعيدة، لذا نحن جميعاً سعداء للغاية بالعودة إلى هنا”.

وعلى رغم أن سينر تعرض لخصم نقاط من التصنيف والجوائز المالية، فإن الوكالة الدولية لنزاهة التنس سمحت له باللعب واعترفت بأنه تعرض للتلوث عن غير قصد بمادة منشطة من خلال التدليك الذي قام به أحد أعضاء فريق الدعم الخاص به.

وقدمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات منذ ذلك الحين استئنافاً على الحكم أمام محكمة التحكيم الرياضية.

وتقاسم سينر ألقاب البطولات الكبرى لعام 2024 مع الإسباني كارلوس ألكاراز، الذي يسعى في عمر 21 سنة إلى أن يصبح أصغر لاعب يحقق كل ألقاب البطولات الأربع الكبرى بالفوز في ملبورن.

إن فوز سينر أو ألكاراز الفائز ببطولتي فرنسا المفتوحة وويمبلدون سيعزز التوقعات في شأن احتكار الثنائي تنس الرجال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن نوفاك ديوكوفيتش، آخر لاعب باق من عصر “الثلاثة الكبار” الذهبي، يأمل في استعادة بريقه في ملبورن وتحقيق لقبه الـ25 بالبطولات الأربع الكبرى الذي كثيراً ما تمنى تحقيقه.

وخسر اللاعب الفائز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة 10 مرات أمام سينر في قبل النهائي العام الماضي، وخسر نهائي ويمبلدون أمام ألكاراز لينهي العام من دون الفوز بأي لقب في البطولات الأربع الكبرى للمرة الأولى منذ عام 2017.

ولا يزال ديوكوفيتش، على رغم أنه أصبح في الـ37 من عمره، ضمن أبرز اللاعبين، وقلب الطاولة على ألكاراز ليفوز بالميدالية الذهبية في منافسات الفردي بأولمبياد باريس.

ونادراً ما كان الدافع مشكلة بالنسبة إلى ديوكوفيتش، لكن اعتزال رافائيل نادال العام الماضي كان بمثابة تذكير آخر باقترابه من الاعتزال بعد خروج روجر فيدرر من اللعبة عام 2022.

وقال ديوكوفيتش عن فيدرر ونادال العام الماضي، “ما زلت أستمتع بالمنافسة ولكن جزء مني رحل معهما، جزء كبير مني”.

ووصل الصربي إلى ملبورن بعد هزيمة ساحقة أمام الأميركي رايلي أوبلكا في دور الثمانية ببطولة برزبين الدولية.

ويأمل ديوكوفيتش، الذي سيواجه الأميركي نيشيش باسافاريدي في الدور الأول، أن يتمكن مدربه الجديد آندي موراي من تحفيزه للفوز باللقب للمرة الـ11 في ملبورن، وهو رقم قياسي.

وسيكون بإمكانه التحرر بذلك أخيراً من تساويه مع مارغريت كورت في عدد ألقاب البطولات الأربع الكبرى (24 لقباً)، وسيحسم للأبد النقاش بأنه أفضل لاعب تنس على الإطلاق.

وبينما يمكن أن يتوقع ديوكوفيتش دعماً كبيراً من الجالية الصربية القوية في ملبورن، يأمل المشجعون المحليون أن يتمكن نيك كيريوس مرشحهم المفضل للقب من التغلب على الإصابة والعودة للمشاركة في البطولات الأربع الكبرى للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.

ولم تستمر عودة كيريوس بعد جراحة في المعصم سوى لمباراة واحدة في بطولة برزبين الدولية، إذ خسر في ثلاث مجموعات أمام الفرنسي جيوفاني مبيتشي بيريكار، وأثارت إصابته بشد في عضلات البطن مزيداً من الشكوك حول عودته لبطولة أستراليا المفتوحة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية