كشفت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة «ديب سيك DeepSeek» عن إنجاز تقني أثار قلق الأسواق المالية، وأدى إلى تراجع كبير في أسهم شركة «إنفيديا».
وتمكن تطبيق الدردشة الذكي الذي طوّرته الشركة من تصدّر قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلاً في متجر آبل «آب ستور» هذا الأسبوع، متفوقاً على تطبيق «ChatGPT» الشهير من «OpenAI».
وتتفوق «DeepSeek» بتقنيات منخفضة التكلفة، إذ يعتمد المساعد الذكي الخاص بالشركة على نماذج مفتوحة المصدر طوّرتها الشركة الصينية.
وتقول الشركة الصينية إن نماذجها يمكن تدريبها بتكاليف أقل بكثير وباستخدام عدد أقل من الشرائح مقارنةً بالنماذج الرائدة عالمياً.
وأثارت هذه الادعاءات مخاوف المستثمرين، ما تسبب في انخفاض أسهم «إنفيديا» بأكثر من 17% في البورصة الأمريكية خلال يوم واحد، وهو أكبر انخفاض في تاريخ أسواق الأسهم الأمريكية، ما أدى إلى فقدان الشركة 589 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وشهد التطبيق طفرة في التنزيلات بعد إطلاق الشركة نموذج التفكير الجديد «R1» في يناير الجاري، وقد صُمّم لحل المشكلات المعقدة، ويقال إنه ينافس أداء نموذج «o1» الخاص بـ«OpenAI» في بعض الاختبارات.
وقد بُني النموذج الجديد على إصدار «V3» الذي أُطلق في ديسمبر الماضي، وتدّعي الشركة أنه يضاهي أداء نماذج مثل «GPT-4o» و«Claude 3.5 Sonnet» بتكلفة تطوير لم تتجاوز 6 ملايين دولار، مقارنةً بتصريح الرئيس التنفيذي لـ«OpenAI» سام ألتمان الذي أشار إلى أن تكلفة تدريب «GPT-4» تجاوزت 100 مليون دولار.
يُذكر أن أحد أبرز عوامل الجدل أن «DeepSeek» استخدمت نحو 2000 شريحة متخصصة فقط من «إنفيديا» لتدريب نموذج «V3»، في حين تتطلب النماذج الرائدة عالمياً ما يزيد على 16,000 شريحة.
وإذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فهذا يعني أن مهندسي «DeepSeek» تمكنوا من تقديم ابتكارات جديدة على الرغم من القيود التجارية التي تهدف إلى تعزيز الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا التطور في وقت تستثمر شركات كبرى مثل «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«OpenAI» و«ميتا» مليارات الدولارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. وقد خُصص مبلغ قدره 100 مليار دولار لـ«إنفيديا» وحدها ضمن مشروع «Stargate» الذي أعلنه ترمب حديثاً البالغة قيمته 500 مليار دولار. لكن مع الإنجازات الكبيرة التي تقدمها «DeepSeek»، بدأ المحللون والمستثمرون بالتساؤل عن مبرر تلك الاستثمارات الضخمة وجدواها.
وتسبب القلق بشأن التوجه الجديد لـ«DeepSeek» في تراجع أسهم «إنفيديا»، إلى جانب «مايكروسوفت» وشركات أخرى ذات استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي في البورصة الأمريكية.
وتُعد «DeepSeek» إحدى الشركات التي قد تغيّر قواعد اللعبة في قطاع الذكاء الاصطناعي، ما قد يعيد تشكيل موازين القوى بين الشركات العالمية في هذا المجال الواعد.
نقلاً عن : عكاظ