مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتجدد شوق المسلمين لاستقبال هذا الشهر الفضيل بروحانية وإيمان عميق، ويأتي شهر شعبان ليكون محطة إيمانية هامة للاستعداد لشهر الصيام والعبادة. 

 

فقد كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في هذا الشهر، ويحث على الإكثار من الأعمال الصالحة فيه، مما يجعله فرصة ذهبية للتهيئة النفسية والروحية لاستقبال رمضان.

لماذا نُكثر من العبادات في شعبان؟

يُعد شهر شعبان من الأشهر التي يغفل عنها كثير من الناس بين رجب ورمضان، ولذلك كان النبي ﷺ يحرص على استغلاله بالطاعات، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان” (متفق عليه).

ويرجع فضل هذا الشهر إلى كونه شهرًا تُرفع فيه الأعمال إلى الله، كما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه حين سأل النبي ﷺ عن كثرة صيامه في شعبان، فقال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم” (رواه النسائي).

كيف نستعد لشهر رمضان في شعبان؟

الإكثار من الصيام
يُستحب صيام التطوع في شعبان اقتداءً بالنبي ﷺ، مما يساعد المسلم على التعود على الصيام وتقوية الإرادة قبل دخول رمضان.

مراجعة القرآن الكريم
يمكن للمسلم البدء في قراءة القرآن بانتظام خلال شعبان، مما يجعله معتادًا على التلاوة اليومية في رمضان.

التوبة والاستغفار
شعبان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتجديد العهد مع الله بالتوبة الصادقة والاستغفار.

إخلاص النية والعمل الصالح
ينبغي أن يستعد المسلم لشهر رمضان بصفاء القلب، ونية صادقة لمضاعفة الأعمال الصالحة.

التدرب على قيام الليل
من الجيد أن يبدأ المسلم في قيام الليل خلال شعبان حتى يعتاد على هذه العبادة العظيمة في رمضان.

ليلة النصف من شعبان.. فرصة لمغفرة الذنوب

تُعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي تكثر فيها النفحات الإيمانية، وقد ورد في الحديث أن النبي ﷺ قال: “يطّلع اللهُ إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” (رواه ابن ماجه).

لذا، ينبغي على المسلم أن يحرص على تطهير قلبه من الحقد والضغينة، ويتوجه إلى الله بالدعاء والتضرع طلبًا للرحمة والمغفرة.

شعبان.. تجديد العهد مع الله قبل رمضان

يُعد شهر شعبان محطة تدريبية تساعد المسلم على دخول رمضان بروحٍ مهيأةٍ للطاعة، حيث يتعلم فيه الصبر على الجوع والعطش، ويعود نفسه على الإكثار من الذكر والدعاء، مما يجعل استقبال رمضان أسهل وأفضل.

لذلك، فلنجعل من هذا الشهر فرصة عظيمة لتصفية النفوس، وتقوية الصلة بالله، وتجهيز القلوب لاستقبال رمضان بروحٍ نقية، حتى نكون من الفائزين بهذا الشهر العظيم.

نقلاً عن : الوفد