أثار حصول القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للحوثيين غير المعترف به دولياً على شهادة الماجستير من جامعة صنعاء، بدرجة امتياز، سخرية وتندراً يمنياً ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروها دليلاً على تزوير التعليم الذي يكرس الجهل ويؤكد العبث الحوثي بالقطاع الأكاديمي.

وأعلنت جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران، أول من أمس الثلاثاء، منح القيادي الحوثي المشاط “درجة الماجستير في العلوم السياسية تخصص (نظم سياسية) بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف والتوصية بالطباعة على نفقة الجامعة وتوزيعها على الجامعات وهو ما أثار ردود الفعل الجماهيرية”.

وعرف عن جماعة الحوثي سيطرة الفكر العقائدي المتشدد لدى عناصرها القائم على تقديس قادتها أو من تصفهم بأعلام الهدى مع التبعية المطلقة والانقياد لما يقولونه.

ولهذا كان حصول المشاط على الماجستير مثاراً للسخرية والتندر، خصوصاً أن القطاع العلمي والأكاديمي يعاني تردياً وإهمالاً بعكس المكانة التي يحظى بها التحشيد التعبوي المسلح الذي يحض على القتال وتقديس زعيم الميليشيات وفكرها الطائفي.

في القصر الجمهوري

نشرت وسائل إعلام حوثية صوراً تظهر المشاط مرتدياً زي التخرج في القصر الجمهوري بصنعاء، وتبدو خلفه لافتة تشير إلى مناقشته العلنية التي تسبق عادة الإعلان عن منح رسالة الماجستير. وهي المرة الأولى في تاريخ جامعة صنعاء منح الماجستير في مكان خارج الحرم الجامعي، وهو ما اعتبره أكاديميون إجراء مخالفاً للوائح الجامعة والمعايير الأكاديمية المتعارف عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصفت وكالة سبأ الحوثية المشاط بـ”الباحث” الذي نال درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية التجارة عن رسالته الموسومة بـ”ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية”، في إشارة لتاريخ انقلاب الجماعة واجتياح العاصمة صنعاء.

من جانبهم، اعتبر أكاديميون وسياسيون وناشطون يمنيون حصول القيادي المشاط على درجة الماجستير تأكيداً جديداً على العبث الحاصل في ظل سطوة الجماعة ومسلحيها على القطاع التعليمي والأكاديمي وبرامج الدراسات العليا في جامعة صنعاء، التي تعد أكبر جامعات البلاد واستغلالها كوسيلة لتعزيز الهيمنة الفكرية والسياسية ونشر الفكر الطائفي من خلال المؤسسات البحثية والعلمية في سابقة غير معهودة.

الشهادة والنقص

لقيت صور المشاط وهو يقف أمام اللجنة الأكاديمية التي تلت قرار حصوله على الدرجة العلمية تعليقات لاذعة راحت تقارن بين سلوكه وجماعته الطائفية المتشددة وما يجب أن يكون عليه حملة الشهادات الأكاديمية، في حين شكك آخرون من الرسالة واتهموا المشاط الذي يتقمص شخصية “رئيس الجمهورية” بتزويرها.

وعلق سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) محمد جميح بأنه “في عام 2020 منحت الأكاديمية العسكرية العليا التابعة للحوثيين رئيسهم مهدي المشاط درجة الماجستير الفخرية في العلوم العسكرية، ومنحته لقب الركن، بعد ترقيته إلى مشير”.

وأضاف متهكماً: “المشاط طالب مجتهد على رغم مهامه الكبيرة لكنه خلال السنوات الماضية كان يحضر ماجستير هذه المرة ليست في العلوم العسكرية وليست فخرية ولكن ماجستير حقيقية بعنوان (يوم نكبة اليمنيين)”.

‏ورأى جميح أن الهدف من هذه الخطوة، هو أن “هؤلاء (الحوثيون) لديهم عقدة نقص من كثرة ما سمعوا من يتحدث عن أنهم لم يحملوا شهادات أكاديمية فذهبوا لتزوير الشهادات بهذا الشكل، ليتخلصوا من هذه العقدة”. وأضاف “سبق المشاط إلى الماجستير كل من أحمد حامد وأبو عادل الطاووس”.

وكتب المحامي علي ناصر العولقي تغريدة قال فيها إن “المدعو مهدي المشاط رئيس عصابة الحوثيين، أعلى شهادة لديه شهادة الميلاد واليوم يظهر من القصر الجمهوري في صنعاء يناقش رسالة الماجستير”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية