أعلن الفاتيكان اليوم الجمعة أن البابا فرنسيس (88 سنة) أمضى ليلة هادئة في مستشفى جيميلي في روما حيث يعالج من التهاب رئوي، فيما كثُرت التساؤلات حول مستقبل البابا والغموض المحيط بحالته الصحية وفترة علاجه، مما أثار تكهنات حول قدرته على البقاء في منصبه.

وجاء في بيان مقتضب بعد أسبوع من دخول البابا المستشفى، “أمضى ليلة هادئة. هذا الصباح نهض البابا من السرير لتناول الفطور”.

وأعلن الفاتيكان مساء أمس الخميس أن صحة البابا تتحسن بشكل طفيف. وقال في نشرة صحية إن “حالة الحبر الأعظم تحسنت قليلاً. انخفضت حرارته ودورته الدموية مستقرة”. وأضاف، “تناول هذا الصباح القربان المقدس ثم تفرغ لنشاطاته”.

ووفقاً لمصدر في الفاتيكان، فإن البابا أجرى اتصالات مع أقرب معاونيه وتفرغ للقراءة ووقع وثائق وأجرى مكالمات هاتفية.

وأدخل البابا فرنسيس إلى مستشفى جيميلي في روما الجمعة الماضي لإصابته بالتهاب في الشعب الهوائية، إلا أن الفاتيكان كشف الثلاثاء أن وضعه تفاقم إلى التهاب في الرئتين والتهاب في نسيج الرئة وهو أمر قد يؤدي إلى الوفاة.

وأثار دخول البابا المستشفى للمرة الرابعة منذ 2021، قلقاً شديداً خصوصاً أن الحبر الأعظم الذي لديه جدول مواعيد مثقل جداً، عانى في السنوات الأخيرة سلسلة من المشكلات الصحية منها عملية جراحية في القولون والبطن وصعوبات في المشي ما اضطره إلى الاستعانة بكرسي نقال.

هل يستقيل البابا؟

وسط التساؤلات بشأن وضعه الصحي، لم يرشح سوى القليل من المعلومات من جناح البابا في الطابق العاشر من مستشفى جيميلي. وعلى رغم تحسن حالته قليلاً، ما زال من غير المعروف المدة التي سيمكثها في المستشفى.

هذا الغموض يعيد إلى الواجهة التكهنات حول قدرته على مواصلة مهامه على المدى المتوسط، في حين أن القانون الكنسي غير واضح في حال حدوث مشكلة خطيرة قد تؤثر في قدراته العقلية.

واتخذ البابا مواقف متباينة بشأن الاستقالة، إذ ترك الباب مفتوحاً للتخلي عن منصبه كما حصل مع سلفه بنديكتوس السادس عشر، وكشف أنه بعيد انتخابه عام 2013، وقع على خطاب استقالة إذا حال وضعه الصحي دون تمكنه من البقاء في منصبه. وأكد بعد ذلك أنه يريد الاستمرار في مزاولة مهامه ما دامت صحته تسمح بذلك، مؤكداً أننا نستخدم “عقلنا وليس رجلينا”.

ونجح البابا في التغلب على مشاكله في التنقل المرتبطة بزيادة الوزن وبآلام في الركبة باستخدام كرسي متحرك، لكن مشاكل الجهاز التنفسي بالنسبة لرجل ثمانيني تمت إزالة القسم العلوي من رئته اليمنى في سن الـ21، تثير المزيد من الأسئلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أخبار كاذبة

في عدة مناسبات منذ مطلع العام، اضطر البابا إلى إلغاء التزاماته وتفويض قراءة نصوصه أو حتى التوقف خلال العظة ليرتاح.

في الساعات الأخيرة، تحدث الكرادلة بوضوح عن إمكانية تنحي البابا. وأكد الكاردينال الفرنسي جان مارك أفلين، رئيس أساقفة مرسيليا، “أنا واثق تماماً من قدرات البابا العقلية”.

وأضاف، “هو صاحب قراره… وإذا رأى أن هذا هو أفضل شيء للكنيسة (الاستقالة) فسيفعل”.

وقال الكاردينال الإيطالي جانفرانكو رافاسي إن البابا قد يتخلى عن منصبه “إذا واجه صعوبات جدية في أداء واجباته”. وقال في مقابلة نشرت اليوم في صحيفة “إل كورييري ديلا سيرا”، “الكلمة الفصل تعود له”.

تأتي هذه التصريحات في أجواء مثقلة تحيط بالبابا الأرجنتيني: إذ تنتشر معلومات كاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بوفاته وتعلو أصوات خاصة في الأوساط المحافظة الأميركية مطالبة بـ”طي صفحة” بيرجوليو.

وقال رافاسي، “على الإنترنت والمواقع الأميركية هناك تيار قوي مناهض لبيرجوليو: حتى لو لم يكن صريحاً، يظهر بوضوح رغبة في التغيير تترجم عبر الأخبار الكاذبة”.

في الأثناء، تلقى الحبر الأعظم الذي يحظى بشعبية كبيرة بين المؤمنين، العديد من علامات المودة والصلوات من جميع أنحاء العالم داعية لشفائه. وعلى حسابه على “إنستغرام” الذي يتابعه نحو 10 ملايين شخص، نُشرت مئات الرسائل بعدة لغات تتمنى له الشفاء العاجل.

نقلاً عن : اندبندنت عربية