بعد مرور ما يقرب من نصف قرن على رحيل عبدالحليم حافظ، و24 عاماً على وفاة سعاد حسني، عاد الجدل مجددًا حول قصة حبهما التي كانت ولا تزال مثار اهتمام واسع، لا سيما بعد نشر وثيقة جديدة ادعت أسرة العندليب أنها بخط يد “السندريلا”، تكشف عن تفاصيل مؤلمة من علاقة حب انتهت بالخذلان لا بالزواج.
رسالة غارقة في الدموع
الوثيقة التي نشرتها عائلة عبدالحليم ووصفتها بـ”المستند الأصلي والدليل القطعي”، حملت كلمات مؤثرة نسبتها إلى سعاد حسني، تستجدي فيها حليم أن يتواصل معها بعدما تجاهلها، وتعبّر عن ألمها الشديد بسبب ما وصفته بتغير مشاعره وبروده العاطفي. الرسالة بدت كأنها نداء أخير من امرأة عاشقة، لكنها – وفق تفسير عائلة العندليب – تؤكد عدم وجود زواج، بل مجرد علاقة حب لم تكتمل.
رد ناري من عائلة السندريلا
في المقابل، رفضت أسرة سعاد حسني صحة الخطاب. شقيقتها جيهان وصفت الوثيقة بـ”الملفقة”، واعتبرتها محاولة تشويه لا تعكس أسلوب سعاد في الكتابة ولا طبيعتها، مشددة على أن الخطاب ليس له أي أساس من الصحة.
سعاد تعترف: تزوجت حليم سراً
ما يزيد المشهد تعقيدًا، هو ما كتبته سعاد في مذكراتها التي نُشرت بعد وفاتها بعام، حيث أكدت أنها تزوجت عبدالحليم حافظ سراً لمدة خمس سنوات. وأوضحت أنها قبلت الزواج غير المعلن نزولاً عند رغبته، لأنه كان يخشى فقدان جماهيريته. لكنها في النهاية لم تحتمل استمرار زواج في الظل، فقررت إنهاءه.
الرد القانوني والجدل الجماهيري
أسرة حليم ردت على نفي عائلة سعاد باتهامات متبادلة، مؤكدة أنها تمتلك الوثيقة الأصلية ومستعدة لتقديمها لأي جهة مختصة. كما رفعوا دعاوى ضد بعض أفراد أسرة سعاد بتهمة نشر أخبار كاذبة. بينما تباينت ردود فعل الجمهور بين متعاطف مع ألم السندريلا واتهم العندليب بالقسوة، وآخرون دافعوا عن عبدالحليم مطالبين بعدم إصدار أحكام بناءً على خطاب لم نعرف سياقه أو توقيته بدقة.
نهاية مفتوحة
الصراع المتجدد بين ورثة اثنين من أهم رموز الفن العربي يعكس مدى تعقيد العلاقة بينهما في حياتهما وبعد مماتهما. هل كانت قصة حب مأساوية لم تتوَّج بالزواج؟ أم أن الزواج حدث فعلاً في السر كما أقرت سعاد بنفسها؟ وهل الوثيقة المنشورة حقيقية أم محاولة للتشويش على الرواية الأخرى؟
الأسئلة باقية، والقلوب التي أحبت عبدالحليم وسعاد على الشاشة، لا تزال تميل لتصديق قصة حب لم تكتمل إلا في وجدان جمهورها.