اتهمت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك رئيس حزب ريفورم نايجل فاراج بـ”التزوير والتزييف”، في شأن إطلاقه مزاعم تفيد بأن عدد الأعضاء في حزب ريفورم البريطاني تجاوز عدد الأعضاء في حزب المحافظين، مما يجعله ثاني أكبر حزب سياسي في المملكة المتحدة.

وقالت بادينوك إن عداد حزب ريفورم “مشفر ومبرمج ليزداد تلقائياً”، لكن فاراج قال إنه “سيقوم بكل سرور بدعوة” شركة “للتدقيق في أعداد المنضمين” إلى حزبه شرط أن يحذو “المحافظين” حذوه.

ويأتي هذا الخلاف بعد أن أظهر عداد رقمي على موقع حزب ريفورم الإلكتروني أن عدد الأعضاء قبل وقت الغداء في عطلة “البوكسينغ داي” (التي تصادف اليوم التالي لعيد الميلاد)، تجاوز الرقم 131680 الذي سبق لحزب المحافظين أن أعلنه [كعدد محازبيه] خلال انتخابات قيادته في وقت سابق من العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، أعلن فاراج بأنها “لحظة تاريخية” وغرد على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) بالقول “إن الحزب السياسي الأصغر سناً في الحياة السياسية البريطانية تفوق للتو على أقدم حزب سياسي في العالم. بات حزب ريفورم الآن يمثل المعارضة الفعلية”.

ولكن في سلسلة تغريدات على منصة “إكس” خلال وقت لاحق أول من أمس الخميس قالت بادينوك إن تلك المزاعم “مزيفة”، واستخدمت إيموجي (رمز تعبيري) على صورة ساعة وأرفقتها بالقول إنها “مشفرة لتزيد الأرقام تلقائياً”. وأضافت “كنا نراقب طريقة برمجة العداد لأيام عدة. فاراج لا يفهم العصر الرقمي. يُكتشف هذا النوع من التزوير بسرعة كبيرة، على رغم أنه لا يُكتشف قبل أن يتم خداع عديد من الأشخاص”.

وفي سياق متصل، كان هنالك 131680 عضواً في حزب المحافظين مؤهلين للتصويت خلال انتخابات زعامة الحزب لاستبدال ريشي سوناك في الخريف، لكن بادينوك ادعت في سلسلة التغريدات التي أطلقتها أن “حزب المحافظين اكتسب آلاف الأعضاء الجدد الذين انضموا إليه منذ انتخابات القيادة”.

وفي رده على تلك التغريدات، زعم فاراج بأن “جاذبية حزب المحافظين تموت” في ظل زعامة بادينوك، مضيفاً “سنقوم بكل سرور بدعوة واحدة من الشركات الأربع الكبرى Big 4 للتدقيق في أعداد الأعضاء المنضوين تحت لواء حزبنا، شرط أن يحذو ’المحافظين‘ حذونا”.

ونشر الحساب الرسمي لحزب ريفورم صورة قال إنها تتضمن “لقطة عن الشاشة لأرقام العضوية الداخلية لدينا”، وأظهرت الصورة أرقاماً تتخطى 134 ألفاً.

وفي هذا الإطار، أشار تقرير بحثي نشرته مكتبة مجلس العموم عام 2022 إلى أن مقارنة أعداد أعضاء الحزب قد تكون “مهمة صعبة”، واعتبر أنه لا وجود لتعريف موحد للعضوية أو طريقة مؤكدة لمراقبتها.

وفي هذا الصدد، قال لوك ترايل مدير خلية التفكير “مور إن كومن” More in Common، لوكالة أنباء “برس أسوسييشن” PA إن هذه العملية “غير شفافة”.

في غضون ذلك، قال أمين الحزب ضياء يوسف إن فاراج “سيكون رئيس الوزراء القادم، وسيعيد بريطانيا إلى عظمتها وأمجادها”، مضيفاً “شهدنا حدثاً تاريخياً اليوم، لأن سطوة ’المحافظين‘ التي استمرت قروناً على اليمين المعتدل في السياسة البريطانية كسرت أخيراً”.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل تولي فاراج منصب زعيم الحزب في يونيو (حزيران) الماضي، لم يكن حزب ريفورم في المملكة المتحدة يضم سوى 40 ألف عضو.

وشهد الحزب الذي كان يسعى إلى تعزيز عضويته خلال الأسابيع الأخيرة انضمام عدد من المنشقين البارزين من حزب المحافظين إلى صفوفه، بما في ذلك الوزيرة المحافظة السابقة أندريا جينكينز ومؤسس موقع “كونسيرفاتيف هوم” Conservative Home الإلكتروني تيم مونتغمري.

وسرت إشاعات كثيرة مفادها أن الملياردير وعملاق التكنولوجيا إيلون ماسك يفكر في التبرع بعشرات الملايين من الدولارات لحزب “ريفورم في المملكة المتحدة” بعد أن التقى فاراج في قصر دونالد ترمب في مارالاغو إلى جانب أمين صندوق الحزب الجديد نيك كاندي.

وفي هذا السياق، كان سبق لفاراج أن أكد مراراً وتكراراً أنه لا يعرف شيئاً عن معلومات التبرع المحتمل لحزب ريفورم من قبل ماسك، لكنه قال إن الحزب سيقبل الأموال في حال عرضت عليه.

وأشارت التقارير إلى أن ماسك أنفق أكثر من 250 مليون دولار (197 مليون جنيه استرليني) في حملته لإعادة انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة. وتعرض فاراج لانتقادات بسبب سفره إلى الولايات المتحدة في مناسبات عدة منذ انتخابه نائباً جديداً عن منطقة كلاكتون خلال يوليو (تموز) الماضي.

وخلال السباق على زعامة حزب المحافظين أثناء الصيف الماضي، والذي شهد انتخاب كيمي بادينوك لتحل محل ريشي سوناك، كان هناك 131680 عضواً في الحزب مؤهلين للتصويت. وشكل الرقم الذي كشف عنه تزامناً مع الإعلان عن تولي بادينوك زعامة حزب المحافظين، خلال الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الأدنى على الإطلاق، وسجل انخفاضاً عن انتخابات الزعامة لعام 2022 عندما كان هناك نحو 172 ألف عضو مؤهل للاقتراع.

ويأتي ذلك بعد أن مني الحزب بهزيمة تاريخية خلال يوليو الماضي أدت إلى تراجع ممثليه في مجلس العموم إلى 121 نائباً فحسب وهو أدنى عدد في تاريخه. وبلغ عدد أعضاء حزب العمال نحو 370 ألفاً خلال أغسطس (آب) الماضي.

وتمكن حزب ريفورم من إعادة خمسة نواب إلى مجلس العموم في الانتخابات العامة بعد تأمين 4 ملايين صوت.

وفي هذا الإطار، قال متحدث باسم حزب المحافظين “أسهم حزب ريفورم بقيام حكومة عمالية قامت بخفض قاس ووحشي للمساعدات الخاصة بالوقود الشتوي لـ10 ملايين متقاعد، ووضعت مستقبل الزراعة العائلية والأمن الغذائي على المحك، وشنت هجوماً مدمراً على الوظائف من شأنه أن يجعل الطبقة العاملة تدفع الثمن. سيكون التصويت لمصلحة حزب ريفورم خلال مايو (أيار) 2025 بمثابة تصويت لمجلس بزعامة حزب العمال، و’المحافظين‘ وحده قادر على وقف هذا الأمر”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية