بدا الأمر وكأن تريفوه تشالوباه لم يترك تشيلسي قط، إذ استدعي الوجه المألوف في هذه الزاوية من لندن، في ليلة باردة بإستاد “ستامفورد بريدج” لفريق يتوق إلى اقتناص النقاط الثلاث، وكان مدربه إنزو ماريسكا يبحث بصورة حثيثة عن الأداء المميز، ولكن الأهم من ذلك هي النتيجة، بعد خمس مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز من دون فوز.
وبعد الهبوط إلى المركز السادس واستعداده الآن لمواجهة مانشستر سيتي المتجدد، السبت المقبل، اكتسب تشيلسي زخماً حيوياً بعد فوز غير مذهل بنتيجة (3 – 1) على ولفرهامبتون.
كان تأثير تشالوباه هو الشيء الذي شعر به أصحاب الأرض بشدة في جميع أنحاء الملعب، إذ أعاد لهم القدرة على المنافسة بقوة على المراكز الأربعة الأولى، بعد فترة وجيزة من الابتعاد من مرحلة كاد فيها الفريق أن ينافس على اللقب.
وساعد تشالوباه البالغ من العمر 25 سنة، الذي دخل على الجانب الأيسر من دفاع يضم ثلاثة لاعبين، في تسجيل الهدف لتهدئة أعصاب أنصار الفريق المضيف، إذ مرر الكرة برأسه إلى نوني مادويكي ليجعل النتيجة (3 – 1) ويضمن تقدماً مهماً بهدفين، وكسر ذلك مرونة فريق ولفرهامبتون الذي تجدد تحت قيادة فيتور بيريرا بعد أن عاقبوا بلا رحمة حارس مرمى تشيلسي روبرت سانشيز على الخطأ الفظيع الذي ارتكبه في نهاية الشوط الأول بفضل تدخل مات دوهيرتي.
لكن تسديدة مارك كوكوريا المتهادية استعادت التقدم بعد استئناف اللعب، قبل أن يترك تشالوباه بصمته لمساعدة مادويكي في تسديدة قريبة المدى.
كان ماريسكا بحاجة إلى تغيير وشرارة في ليلة الإثنين، لذا فإن إشراك تشالوباه أثار الفضول، إذ عاد من فترة إعارة عابرة إلى كريستال بالاس، وأصبح من الواضح أن ماريسكا كان مستعداً للاتكاء على قلب الدفاع بسرعة وليس فقط استخدامه كغطاء.
وقال ماريسكا بعد المباراة، “لقد كان جيداً جداً، والسبب وراء عودته هو أنني متأكد من أنه يستطيع مساعدتنا، إنه قادر على القيام بذلك”.
من الواضح أن اللاعب الذي يتمتع بسرعة التعافي والقدرة على الدخول إلى خط الوسط يناسب ماريسكا، ومع إصابة ويسلي فوفانا وفشل الخيارات الأخرى في كسب ثقة المدرب الإيطالي يمكنك أن تتوقع مسيرة طويلة لشالوبا في موسم لا يزال مليئاً بالأمل والتوقعات في الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري المؤتمر الأوروبي.
غادر شالوبا موقتاً في الصيف الماضي على رغم حب أنصار تشيلسي له، وذكروه بذلك في الدقائق الأولى من عودته الأولى، على رغم من غياب اسمه بصورة واضحة عن قائمة الفريق.
لقد أوقف بتدخل قوي هجوم يورغن ستراند لارسن نحو المرمى، مما دفع الجماهير لغناء أغنيته الخاصة بحماسة شديدة.
ولم يكن تشالوباه، الذي لمس الكرة أكثر من أي لاعب آخر (99 مرة) في الملعب، يوفر شبكة أمان في الخلف فحسب، بل إن رؤيته وتمريراته فتحت ثغرات في خط دفاع ولفرهامبتون العنيد أيضاً. وأجبرت كرته الملتفة دوهيرتي على دفع الكرة بعيداً من حارس مرماه خوسيه سا، ولحسن حظ دوهيرتي، استحوذ على الكرة مرة أخرى قبل أن يتمكن بيدرو نيتو من الاستحواذ عليها أمام المرمى الخالي، ولكن من تلك الركلة الركنية التي تلت ذلك، كسر تشيلسي الجمود. وأشاد مدربه بأداء تشالوباه، وأضاف ماريسكا “إنه مدافع قوي، يمكنه الدفاع من الخلف أو التقدم للأمام، إنه عدواني، كنا نعلم هذا بالفعل، وهذا هو السبب وراء استدعائنا له”.
ومع وجود تشالوباه وتوسين أدارابيويو في الفريق، كان هناك ارتفاع وحضور هائلان، إذ ترك الأخير انطباعاً آخر بسرعة بعد هدفيه في كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الشهر.
لقد سقطت الركلة الركنية التي تلت ذلك بصورة جيدة لرييس جيمس، الذي سدد بقوة نحو المرمى، وتسبب انحراف طفيف في إرسال الكرة في مسار لولبي في طريق أدارابيويو الذي سيطر على الكرة بصورة رائعة قبل أن يسددها في الشباك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقطع الحكام احتفال أدارابيويو بالهدف، إذ توقفوا طويلاً لمراجعة حكم الفيديو المساعد، لفحص موقف ماتيوس كونيا الذي بدا مذنباً إلى حد ما عند القائم الخلفي، لكن في النهاية احتسب الهدف ليشعل احتفالات جامحة حول قلب الدفاع العملاق.
ومع اقتراب المباراة من استراحة ما بين الشوطين هبطت الكرة التي أرسلها كونيا من ركلة ركنية بين يدي ووجه الحارس سانشيز ثم سقطت على كتف مويسيس كايسيدو قبل أن يتدخل دوهيرتي بسرعة ليسجل هدف التعادل سط ذهول أصحاب الأرض، مما يجعل مكان الإسباني موضع شك في المباراة التالية ضد مانشستر سيتي.
وأحسن تشيلسي الحفاظ على رباطة جأشه بعد استئناف اللعب، وراهن كوكوريا على تمريرة عرضية من مادويكي، التي هبطت عند قدميه بعد لمسة كيرنان ديوسبري هال، لكنه لمسته الذكية والعفوية وضعت الكرة في المرمى.
وبعد تقدم تشيلسي بفارق هدف على منافسه لم يكن الفريق مرتاحاً ولم يجد وقتاً للتنفس بسهولة، بعد أن أهدر تقدمه أمام بورنموث وكريستال بالاس أخيراً.
وجاء الهدف بعد خمس دقائق فقط ليكشف عن ضعف ولفرهامبتون الصارخ في الكرات الثابتة، إذ استقبلت شباكه 19 هدفاً من هذا النوع هذا الموسم، والآن ثمانية أهداف أكثر من ثاني أسوأ فريق – وهو ما كان متوقعاً إلى حد ما – وهما ساوثامبتون ومانشستر يونايتد (11 هدفاً).
وكان تشالوباه، الذي اختير لاحقاً كرجل المباراة، قفز عالياً ليضرب الكرة برأسه في العشب لتتجاوز حارس مرمى الذئاب خوسيه سا الذي لم يستطع سوى التحديق فيها بينما انتزع مادويكي هدفاً من بعد بضع بوصات من خط المرمى.
لم يدخل تشيلسي سوق الانتقالات في يناير (كانون الثاني) بعد، وكان تشالوباه، الذي يمكن اعتباره صفقة جديدة، هو الذي قد يمنح ماريسكا دفعة في النصف الثاني من الموسم.
في الواقع، سجل المدافع ثلاثة أهداف في 12 مباراة مع “إيغلز” هذا الموسم، وسيتعين عليه الانتظار لتسجيل هدف آخر باللون الأزرق. وبدلاً من ذلك، لديه شيء أكثر قيمة، وهو فرصة لترسيخ مكانه في فريق ماريسكا، والآن ستكون محطته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز هي خوض مباراة خارج أرضه ضد الأبطال.
نقلاً عن : اندبندنت عربية