رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها مصر، تواصل الدولة تحقيق إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، مستندة إلى مؤسسات قوية تسعى لتحسين جودة الحياة للمواطنين. من بين هذه المؤسسات، يبرز صندوق التنمية الحضرية، الذي يمثل نقلة نوعية في تطوير العمران وتحقيق الاستدامة في المشروعات السكنية والتنموية.

رحلة التحول من العشوائيات إلى التنمية الحضرية

تأسس صندوق التنمية الحضرية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1779 لسنة 2021، ليحل محل صندوق تطوير المناطق العشوائية بعد استكمال مهمته في القضاء على المناطق غير الآمنة. وخلال هذه المرحلة، نجح الصندوق في إعادة تأهيل العديد من المناطق العشوائية، مثل خيام الإيواء بشبرا الخيمة، إيواء المطرية بالدقهلية، منطقة المعمارية بأسوان، ومنطقة مثلث ماسبيرو بالقاهرة، التي تحولت إلى نموذج عمراني حديث.

مشروعات استثمارية وتنموية

بعد تحقيق هدفه في القضاء على العشوائيات، اتجه الصندوق إلى إطلاق مشروعات استثمارية كبرى، من بينها:

  • تطوير القاهرة التاريخية وحدائق الفسطاط، للحفاظ على التراث العمراني وإعادة إحياء المناطق التاريخية.
  • مشروع “دارة” للإسكان الاستثماري، الذي يستهدف توفير وحدات سكنية في عواصم المحافظات بشروط ميسرة، ما يعزز التنمية الاقتصادية ويخلق فرصًا استثمارية جديدة.

قيادة مُلهمة ورؤية استراتيجية

يقود الصندوق المهندس خالد صديق، الذي بدأ مشواره كمدير تنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات قبل أن يتولى رئاسة صندوق التنمية الحضرية. برؤية اقتصادية مبتكرة، نجح في تحويل الصندوق إلى هيئة اقتصادية مستقلة تحقق أرباحًا من المشروعات الاستثمارية، وتعيد استثمارها في مشاريع تنموية أخرى، مما يضمن استمرارية العمل دون تحميل ميزانية الدولة أعباء إضافية.

إنجازات في وقت قياسي

منذ انطلاقه، أظهر الصندوق قدرة استثنائية على تنفيذ مشروعات ضخمة في وقت قياسي، مستعينًا ببيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ودراسات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، مما عزز التخطيط العمراني القائم على البيانات والمعلومات الدقيقة.

نحو مستقبل حضري مستدام

تجربة صندوق التنمية الحضرية تعكس إرادة مصرية قوية لتغيير حياة المواطنين للأفضل، من خلال مشاريع تنموية متكاملة تواكب التطور العالمي في التخطيط العمراني. إنها نموذج ناجح لتوظيف الموارد بذكاء، وتحقيق التوازن بين التطوير العمراني والحفاظ على الهوية الثقافية.