<p class="rteright">صور لزنازين حديدية في سجن صيدنايا قرب دمشق (رويترز)</p>
يشكل سجن صيدنايا الواقع شمال العاصمة السورية دمشق وصمة في تاريخ عائلة الأسد التي حكمت سوريا بالحديد والنار، ووصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.
وشهدت قاعات سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا وكان مخصصاً أساساً لإيواء السجناء السياسيين، عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسرياً، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.
فور وصولها إلى دمشق، بعد هجوم مباغت خلال 11 يوماً مكنها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، سارعت الفصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” إلى فتح السجون وبينها سجن صيدنايا الواقع على بعد نحو 30 كلم من دمشق.
وأعلنت الفصائل المقاتلة خلال الأسبوعين الأخيرين إخراجها الآلاف من السجون السورية في مناطق عدة، بينها صيدنايا. وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينيات.
وانتشرت صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً ولكن منهكين وهزيلين وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى للوقوف، في كل أنحاء العالم كرمز لسقوط الأسد.
ماذا عن السجن؟
يعود تاريخ بناء السجن إلى عام 1987 خلال حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد وكان مخصصاً حينها لسجن المعارضين السياسيين، لا سيما من جماعة الإخوان المسلمين والناشطين الأكراد.
وبات اسم السجن على مر الأعوام مرادفاً لانتهاكات جسيمة وتعذيب على نطاق واسع.
وفي عام 2016، قال محققون تابعون للأمم المتحدة، إن “الحكومة مسؤولة عن أعمال تصل إلى حد الإبادة وترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية” خصوصاً في سجن صيدنايا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعام 2017، وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” تُمارس فيه “سياسة إبادة”، والسجن حيث “تذبح الدولة السورية شعبها بهدوء”.
بعد ذلك، تحدثت الولايات المتحدة عن وجود “محرقة جثث” في السجن تُستخدم للتخلص من رفات آلاف السجناء المقتولين.
سجناء مفقودون
وخلال عام 2022، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن نحو 30 ألف شخص كانوا محتجزين في صيدنايا، تعرض بعضهم لأبشع أنواع التعذيب، ولم يُطلق سراح سوى ستة آلاف منهم.
وتقدّر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن 30 ألف شخص دخلوا السجن منذ اندلاع النزاع في عام 2011، وأفرج عن ستة آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، وخصوصاً أنه نادراً ما يبلغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم.
ووثقت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا في تقرير عام 2022 وجود “غرف الملح”، هي بمثابة قاعات لحفظ الجثث بدأ استخدامها خلال سنوات النزاع، مع ارتفاع أعداد الموتى داخل السجن.
ومع الإعلان عن فتح أبواب السجن، هرع الآلاف إلى محيطه بانتظار معرفة خبر عن أحباء لهم معتقلين.
وأعلنت منظمة “الخوذ البيضاء” الثلاثاء الماضي، انتهاء عمليات البحث في السجن حيث كانت تشتبه في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، من دون العثور على أي معتقلين إضافيين، غداة خروج دفعة منه.
وضم السجن معتقلين غير سوريين، بينهم اللبناني سهيل حموي الذي أمضى 33 عاماً في سجون سوريا. وقال فور وصوله إلى بلدته شكا، شمال بيروت، “اليوم شعرت بأنني أتنفس جيداً، أجمل شيء في هذا الكون هو الحرية”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية