د. عصام جوهر العضو المنتدب لشركة العمالقة لتداول الأوراق المالية:

 

4 مستهدفات للشركة فى عام 2025

فى سطور صفحاتك اجعل الإبداع عنوانًا لكلماتك، وطموحك واقعًا ملموسًا، فالأحلام لا تمنح دون القدرة على تحقيقها، آمن بذاتك وكل ما تملكه من إمكانيات.. تذكر أن داخلك قوة تفوق أى عقبة، فقوتك لا تأتى من الفوز، إنما تأتى من التحديات والصعوبات، هذا ما يجعلك أقوى فى كل مرة، فالأقوى ليس الذى يفوز، بل الذين لا يستسلم عندما يخسر… وكذلك محدثى لا يسمح بأن يقلل من طموحه.

التعثر ليس الاخفاق بل هزيمة مؤقتة يضعك على الطريق الذى سيؤدى إلى النجاح فى النهاية، كلما كانت الصراعات أصعب، كان الانتصار أكثر مجدًا، وهو ما سار عليه الرجل منذ الصبا.

الدكتور عصام جوهر العضو المنتدب لشركة العمالقة لتداول الأوراق المالية.. يرى فى التعثر درسًا، وفى التحدى فرصةً، يمتلك المثابرة، والثقة بالنفس، رصيده السمعة الطيبة، مواجهته للأزمات هى ما جعلته أكثر صلابة وحلًا للمشاكل، يحمل التقدير لكل من أسهم فى صناعته، وأولهم والديه.

مساحة عشبية تتزين بالورد، والنباتات العطرية، أشجار مثمرة، وزهور تبعث بهجة وسعادة، بالمنطقة التى لا تزال تحافظ على جمال طبيعتها، وتستمد من الأرض والشمس جمالها وبهاء منظرها… بالدور الأول الواجهة أكثر تناسقًا، تصميم هندسى برسوم رياضية معبرة…. عند المدخل الرئيسى تتزين الحوائط باللون البيج، لوحات تحمل رسوم تعكس بساطة وجمال الطبيعة، ديكورات تتوزع فى كل الأركان، لتكتمل اللوحة بأثاث يجمع بين الحداثة والكلاسيكية، بنهاية الممر غرفة مكتبه تبدو أكثر بساطة، أرفف مكتبته تحتوى على كتب ومجلدات متنوعة، أوراق وقصاصات يدون بصفحاتها خطوات عمله اليومى، وتقييمه لأدائه.. أجندة ذكريات تقص محطات فارقة فى مسيرته، تسطر صفحات مليئة بالتحديات والعقبات، بدأ افتتاحية مذكراته بقوله «من لم يحتمل ذل التعلم ساعة، بقى فى ذل الجهل أبداً».

مزيج من الحماس والدقة فى تحليلاته، رؤية مستقبلية تحمل انطباعات واقعية حول المشهد الاقتصادى، لا يبالغ فى التقييم، يستند إلى الأرقام فى تفسيراته، يقف عند العديد من المحطات التى مر بها الاقتصاد الوطنى، يعتبر أن عام 2024 من السنوات الصعبة على لاقتصاد، خاصة فى نصفها الأول بسبب التراجع الكبير للعملة المحلية أمام الدولار، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإعادة الاستقرار للاقتصاد مرة أخرى، عبر تحرير سعر الصرف، بالتزامن مع صفقة رأس الحكمة، التى أسهمت فى عودة الثقة للاستثمارات الأجنبية مرة أخرى للسوق المحلى، وهو ما أسهم فى قيام الدولة بسداد التزاماتها من الديون الخارجية، واتجاهها بصورة كبيرة إلى الإنتاج وتوطين الصناعات الرئيسية، تتصدرها صناعة السيارات، والتكنولوجيا وكل ذلك سيكون ذا تأثير كبير وإيجابى على الصادرات.

يبحث عن أدوات لتحقيق ما يريد، نفس الحال حينما يتحدث عن رؤية الاقتصاد فى 2025، يحمل تفاؤلًا كبيرًا فى ظل المزيد من الإجراءات الإصلاحية والهيكلية، واستمرار الحكومة فى الشراكات الكبرى مع المؤسسات والصناديق السيادية الكبرى، والتخارج من حصصها فى الشركات لصالح القطاع الخاص.

< إذن هل يواجه الاقتصاد تحديات فى عام 2025؟

– بهدوء وفكر عميق يجيبنى قائلًا: «إن استقرار الصراعات الخارجية بين الدول الاقتصادية الكبرى، مع استقرار سعر الصرف أيضا، كلها عوامل ستسهم فى تغيير مسار الاقتصاد للأفضل، خاصة فى ظل انتهاج السياسة النقدية سياسة توسعية، تعمل على نشاط الاقتصاد، عبر خفض أسعار الفائدة بنسبة تصل على مدار العام 4%، مع أيضا تراجع معدلات التضخم الناتج عن تكلفة الاستيراد لمستوى 20%».

كل مرحلة فى قاموسه لها أهدافها، يعتبر أن اتجاه البنك المركزى طوال الفترة الماضية لرفع وتثبيت أسعار الفائدة بسبب الحفاظ على الأموال الساخنة التى تدعم الاحتياط النقدى الأجنبى، رغم أن هذه الأموال لا تتحول إلى استثمارات مباشرة، مع أيضا محاولاته فى مواجهة غول معدلات التضخم المرتفعة، التى لا تتحقق سوى برفع أسعار الفائدة.

الوضوح والصراحة من السمات الذى يتسم بهما، يتبين ذلك فى حديثه عن الاقتراض الخارجى، وتأثيره على الاقتصاد، مما دفع الدولة إلى بيع الأصول لمستثمرين استراتيجيين، قادرين على تحقيق إضافة قيمة لهذه الأصول، وتطويرها من خلال شراكات مع مؤسسات كبرى.

رغم تولى إدارة جديدة لملف السياسة المالية فإن لا يزال هذا الملف يمثل جدلًا بين الخبراء والمراقبين، لكن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على ضرورة إعادة صياغة السياسة المالية، بحيث تتسم بالمرونة، بما يسمح فى استقطاب الاستثمارات المحلية، والأجنبية، وتمنح مزايا تنافسية للسوق المحلى، مستشهدًا فى ذلك بعدم حسم مصير ضريبية الأرباح الرأسمالية المفروضة على البورصة، مع أيضًا الاعتماد على ضم الاقتصاد غير الرسمى، إلى المنظومة الرسمية، ما يسهم فى زيادة إيرادات الدولة، وسد الفجوة فى موازنة الدولة.

حصيلة طويلة من التجارب، أصقلت خبراته، تجده فى الحديث عن الاستثمار الأجنبى المباشر أكثر تحفظا، لعدم القدرة على استقطاب المزيد من الأموال الأجنبية.. يقول إن «هذا الملف يتطلب مزيدًا من المرونة لجذب الاستثمارات، عبر المزيد من المزايا التنافسية، وسرعة تسهيلات للمستثمرين، بتأسيس شركات بصورة سريعة، وكذلك الترويج للمشروعات القومية الكبرى، مع التشديد على دعم المستثمر المحلى الذى يعد اللاعب الرئيسى فى جذب الاستثمارات الأجنبية، وكذلك العمل على التوسع فى المناطق الحرة ذات القوانين الخاصة، مع إتاحة المناخ المناسب للقطاع الخاص، والتخارج لصالحه، حتى يتمكن من تحقيق دوره فى النمو الاقتصادى، والتنمية المستدامة.

< ما القطاعات القادرة على قيادة الاقتصاد خلال الفترة القادمة؟

– بهدوء وعلامات ارتياح تسود على ملامحه يجيبنى قائلًا: «إن قطاعات الأسمدة والبتروكيماويات، والسياحة، والزراعة، هى قطاعات قادرة على النمو، وتوفير موارد من النقد الأجنبى عبر زيادة صادراتها، خاصة أن الدولة تسعى مؤخرًا للعمل توفير كافة المقومات التى تساعد على ذلك».

التفكير الإيجابى فى تحليله من الصفات التى تميزه، يتبين ذلك فى حديثه عن برنامج الطروحات الحكومية، والاتجاه إلى الطرح لمستثمرين استراتيجيين، بهدف تعزيز النقد الأجنبى، وسرعان ما تم تعديل المسار بالعودة والاكتتاب فى البورصة، وتوسيع قاعدة القطاع الخاص سواء أجنبى، أو محلى، لذا لا بد من إيضاح الرؤية بشأن خطط الطروحات المستقبلية، والتى تساعد على نجاحها السيولة المتوفرة بالسوق، واختيار التوقيت المناسب للاكتتابات، بما يعمل على زيادة حجم الطروحات المقومة بالدولار، التى تراجعت فى نسب الشركات بمؤشرات الأسواق العالمية، وهو ما أضر بالبورصة المصرية، مع ضرورة أيضًا تكثيف الجهود والقيام بالدور الترويجى والإيجابي.

البساطة والقدرة على تحمل المسئولية من السمات التى يتسم به، تجده دقيق فى تحديد القطاعات المتوقع أن تكون نجم البورصة فى عام2025، ومنها وفقًا لرؤيته السياحة، التكنولوجيا، والأسمدة، نتيجة للطفرات المتوقعة لهذه القطاعات.

< إذن ما المطلوب من البورصة لتعود لريادتها بين أسواق المنطقة؟

– علامات تعجب ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا: «إن البورصة فى حاجة إلى المزيد من الترويح لاستقطاب أموال واستثمارات جديدة فى كافة القطاعات، بما يسهم فى زيادة عمق السوق، خاصة فى ظل توافر السيولة بالسوق، واستقطاب الأموال المتاحة مع المواطنين، بعيدًا عن السقوط فى فخ عمليات النصب».

كل تعثر يدربك على الوقوف جيداً، وهو ما مر به فى مشواره، تجد نجاحاته متتالية، وبصمته واضحة، يتبين ذلك من نجاحه لتحقيق استراتيجية الشركة مع مجلس الإدارة خلال عام 2024، حيث حقق نحو70% من الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحقيق قفزة فى الترتيب، والتوسع فى صفقات سوق خارج المقصورة، وكذلك زيادة رأسمال الشركة، ونمو الأرباح.

كل ما يريده الناجحين ترك بصمة وأثرًا، وهو ما يبحث عنه الرجل دائمًا من خلال 4 مستهدفات للشركة، ومن بين هذه المستهدفات فتح مكاتب تمثيل بالدول العربية خاصة الخليجية، بهدف استقطاب استثمارات للسوق المحلى والبورصة، والعمل أيضًا على زيادة فروع الشركة عبر فتح فروع جديدة بالعاصمة الإدارية، ومصر الجديدة، وكذلك تطوير البنية التكنولوجية بإطلاق «موبايل ابلكيشن»، وتأسيس مركز تدريب لطلاب الجامعات وتأهيلهم لسوق العمل.

لا يتخلى عن أحلامه، رغم أنها تتطلب وقتاً طويلاً لتحقيقها، وهو سر تميزه، يحرص على حث أولاده على التعلم واستكشاف ما بداخلهم من خلال خوض التجارب، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة مع مجلس الإدارة إلى الريادة… فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟

نقلاً عن : الوفد