كشف لاعب كرة القدم المتخصص في تسجيل الأهداف عن هدفه الأكبر.
كان محمد صلاح سجل هدفاً للمباراة الثامنة على التوالي، مما ساعد ليفربول على تحقيق فوز ثانٍ بنتيجة (2 – 0) على مانشستر سيتي هذا الموسم. والآن لديه 30 هدفاً في الموسم الحالي، لكن هدفاً أكبر قد ظهر أمامه، إذ قال، “نحن في حاجة إلى لقب آخر. أنا واللاعبون الكبار في الفريق نحتاج إلى لقب آخر”.
لقد استخدم صلاح طموحاته الشخصية لفترة طويلة لتغذية التألق الجماعي لفريقه، وبهدفه الـ241 مع ليفربول أصبح متعادلاً مع غوردون هودجسون خلف إيان راش وروجر هانت فقط في قائمة الأفضل عبر تاريخ النادي، وإذا كانت جائزة الكرة الذهبية تبدو منذ فترة طويلة بمثابة الكأس الكبرى في قائمة أمنياته، فهو الآن يبحث عن مزيد من النجاح لمجموعة اللاعبين القدامى.
ربما هم الخمسة الكبار في ليفربول، الخماسي الذي بدأ نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، والذي لا يزال يشكل نواة الفريق بعد مرور ست سنوات، وهم: أليسون بيكر وترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون وفيرجيل فان دايك وصلاح، وهم الباقون من ذلك الفريق الرائع.
لقد لعبوا دوراً أساساً في نسخة ليفربول “1.0” وفقاً لعبارة مدربهم السابق يورغن كلوب، إذ أطلق على الفريق الذي ورثه المدرب الحالي آرني سلوت اسم ليفربول “2.0”، والآن يتقدمون بفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيهم أرسنال.
رد سلوت بقدرته الفطرية على التقليل من أهمية أي شيء، قائلاً، “أود أن أقول إنني سأفعل ذلك، وآمل أن يرغب أولئك الذين لم يفوزوا بها بعد – والذين لا تعتبرهم كباراً – في الفوز بشيء أيضاً”.
وهذا ما يفعلونه الآن بالتأكيد، إذ لم يسمع صاحب الهدف الثاني لليفربول في ملعب “الاتحاد” دومينيك سوبوسلاي جماهير فريقه وهم يغنون أنهم سيفوزون بالدوري لأنه، فور انطلاق صافرة نهاية المباراة انهار على عشب الملعب من الإرهاق. لقد ركض أميالاً عدة، لكن من المؤكد أنهم سيفوزون بالدوري. لدى أرسنال مباراة مؤجلة، لكنه في طريقه للحصول على 77 نقطة فحسب، وهذا يعني أن ليفربول لن يحتاج سوى إلى 14 نقطة أخرى، ولديهم سبع مباريات متبقية على أرضهم، ويبدو المجد في انتظارهم.
ويعكس طموح صلاح غير المحقق عنصرين أولهما أن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الوحيد الذي حققه مع النادي يعد مردوداً غير لائق بالنظر إلى تميز ليفربول خلال السنوات السبع التي قضاها في ملعب “أنفيلد”، وثانياً أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة بالنسبة إلى العناصر القديمة في الفريق، بخاصة إذا تحدثنا عن فرصتهم معاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المعروف أن عقود صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد تنتهي في الصيف المقبل، مع وجود احتمالية كبيرة لمغادرة الظهير الأيمن (أرنولد)، بينما يبدو أن طريق المغادرة مفتوحاً أيضاً أمام هداف الفريق (صلاح). أما بالنسبة إلى حارس المرمى أليسون فهناك شبح حارس المرمى الجديد جيورجي مامارداشفيلي، الذي تم التعاقد معه، ولكنه ما زال معاراً لفالنسيا، وبالنسبة إلى روبرتسون، قد تكون النهاية لسبب آخر، وهو العمر الذي قد يلحق بالظهير الأيسر الشجاع، وقد يبدأ الفريق في البحث عن خليفة له.
لقد كانوا من أعمدة الفريق الذي حصل على 97 و99 و92 نقطة في مواسم الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك في موسمين جاءوا في المركز الثاني، ليحملوا الرقم القياسي الحلو والمر لأعلى مجموع نقاط حققه وصيف في تاريخ البطولة.
وكان هناك سبب واضح لذلك، وهو الفريق الذي هزموه يوم الأحد، النادي الذي خلعوه عن عرشه هذا الموسم، لقد كان كلوب أعظم منافس لبيب غوارديولا، وبغض النظر عما يحققه سلوت، فقد يظل كذلك إلى الأبد. يتمتع الألماني بسجل فوز ضد الكتالوني، ومع ذلك فاز غوارديولا بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق كلوب لقباً واحداً، وغادر ليفربول قائلاً إنه كان بإمكانه الفوز بمزيد من الألقاب، ولولا مانشستر سيتي في إنجلترا وريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكان قد فعل ذلك.
إنه واحد من أعظم خمسة مدربين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن الأربعة الآخرين السير أليكس فيرغسون وأرسين فينغر وجوزيه مورينيو وغوارديولا فازوا جميعاً بالدوري ثلاث مرات في الأقل، والآن من المتوقع أن يعادل سلوت رقم كلوب، في أول مرة يطلب فيها ذلك.
ويمكن تفهم الشعور الحالي لرئيس قسم كرة القدم العالمي في مجموعة “ريد بول” يورغن كلوب بأنه غادر منصبه في ليفربول قبل عام واحد من الموعد المناسب، قبل أن يبدأ مانشستر سيتي في التراجع، وقبل أن يفقد أرسنال الإبداع والأهداف، وكذلك الانضباط في اللحظات الحاسمة.
أما بالنسبة إلى سلوت فقد تحفظ على اقتراح صلاح، أو في الأقل على الفكرة الضمنية التي تشير إلى أن اللاعبين القدامى كانوا في حاجة إلى الفوز باللقب أكثر من غيرهم، وبالنسبة إلى سلوت، فإن الفوز باللقب سيكون طريقة فورية لإثبات أنه جدير بخلافة كلوب، ولكن كانت هناك أهمية لتعليقات صلاح، فقد تم التلويح أمامه من قبل بالملايين من الأندية السعودية، وقد يحدث ذلك مرة أخرى، لكن يبدو أن دوافعه ليست مالية بحتة، فاللاعبون يستطيعون التقاعد ومعهم ذكريات وميداليات وأموال، وفي حال صلاح، ربما الثلاثة.
ولكن الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية من شأنه أن يرفعه إلى مستوى أعلى قليلاً، مع مساهمة أكبر في المرة الثانية. ففي موسم (2019 – 2020) سجل صلاح 19 هدفاً وقدم لزملائه 10 تمريرات حاسمة في الدوري، والآن مع بقاء 11 مباراة، سجل 25 هدفاً وصنع 16 هدفاً آخر، وقبل خمس سنوات، تفوق على ساديو ماني بفارق هدف واحد فحسب، بينما قدم ألكسندر أرنولد وروبرتسون تمريرات حاسمة أكثر من صلاح، والآن أصبح صلاح في فئة مختلفة عن الجميع، بفارق ستة أهداف عن أقرب ملاحقيه في جدول الهدافين، وفارق ست تمريرات حاسمة.
لقد سجل وصنع أهدافاً في المباراتين ضد مانشستر سيتي هذا الموسم، وأسهم في انتزاع اللقب منهم. وهذه إحدى الطرق التي تشير إلى نهاية حقبة في سيتي، إذ يتفكك الفريق الفائز باللقب، وكذلك قد يكون هذا الموسم هو نهاية فريق ليفربول الكبير المكون من خمسة لاعبين، أو آخر فرصة قبل أن يتفرقوا، لكن إذا انفصل صلاح وأليسون وألكسندر أرنولد وروبرتسون وفان دايك، فمن المؤكد أنهم سيغادرون ومعهم ذلك اللقب الذي يضعه المصري نصب عينيه.
نقلاً عن : اندبندنت عربية