تحل فى هذه الأيام ذكرى وفاة أسطورة التحكيم المصرى والعربى والأفريقى والرمز الكبير الراحل محمد حسام الدين، الذى يعد من أفضل من تولوا قيادة سفينة التحكيم المصرى، كما أنه خير سفير لقضاة الملاعب العربية والأفريقية على مدار مشوار امتد إلى أكثر من 50 عاما، قضاها الراحل فى خدمة التحكيم، حتى أنه تمتع بشخصية حاسمة وتميز بالنزاهة والشفافية والحيادية سواء داخل المستطيل الأخضر أو فى موقع المسئولية، عندما عمل متطوعا فى العديد من المناصب داخل أورقة لجنة الحكام الرئيسية، حتى قيادة التحكيم أكثر من مرة، وكان أيضا متطوعا لرد الجميل للتحكيم.
الراحل محمد حسام الدين (1)
محمد عبد الصمد حسام الدين مواليد 24 أغسطس 1943 بقرية سيرس الليان محافظة المنوفية، التحق بسلك التحكيم 1964، وعمل بأحد البنوك المحلية منذ عام 1961، قبل أن ينتقل إلى بنك الدولى فى أواخر السبعينيات، انضم إلى القائمة الدولية 1977، وحصل على الشارة الدولية فى ديسمبر 1978، وظل يحمل الشارة الدولية حتى اعتزل عام 91، ليتجه إلى العمل الإدارى عضوا بلجنة الحكام الرئيسية ثم سكرتيرا عام للجنة.. حتى تولى قيادة سفينة التحكيم المصرى من موسم 1999 إلى 2003، نجح خلالها بالخروج بالتحكيم من النفق المظلم الذى يمر به قضاة الملاعب المصرية، وهجوم مجالس إدارات الأندية والأجهزة الفنية إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة، فاستطاع أن يعيد هيبة التحكيم وقضاة الملاعب التى اهتزت كثيرا فى هذه الفترة قبل تولى الراحل المسئولية، لينجح فى تخطى هذه الفترة بحكمة وهدوء، وأعاد الثقة إلى قضاة الملاعب، وكان تولى الراحل قيادة التحكيم نقطة تحول كبيرة واستطاع حكامنا الظهور بشكل متميز، ليرتدى التحكيم المصرى ثوب الإجادة والتألق محليا قاريا وعالميا.
الراحل محمد حسام الدين (2)
ثم عاد للمرة الثانية لينقذ سفينة التحكيم فى هذه الفترة التى شهدت هجوما شرسا على قضاة الملاعب، وصل إلى حد التجاوز أحيانا والنيل منهم، خاصة عبر المنصات الإعلامية المختلفة، جاء الراحل ليتولى المسئولية فى يناير 2009 حتى فبراير 2011 فى عهد الراحل سمير زاهر رئيس الاتحاد، على الرغم من تواجده ضمن قائمة اللواء حرب الدهشورى فى انتخابات اتحاد الكرة 2008 والتى لم يوفق فيها حرب وقائمته.
الراحل محمد حسام الدين (3)
مما لا شك فيه أن الدولى الراحل محمد حسام الدين كان خير سفير للتحكيم المصرى دوليا وقاريا، بعدما شارك بالدورة الأولمبية بلوس أنجلوس 1984، كما شارك بكأس الأمم الأفريقية 88 بالمغرب، 90 بالجزائر، نال الدولى الراحل شرف إدارة نهائى بطولة البحر الأبيض المتوسط بالمغرب 1983.
بعد اعتزاله عام 1991 اختاره الاتحاد الدولى لكرة القدم الـ”فيفا” محاضرا ومراقبا منذ عام 1993 حتى 2010، وعضو لجنة حكام الاتحاد العربى لكرة القدم أكثر من مرة، إلى أن اخترق مجال التعليق الكروى على المباريات بالشباب الرياضة، ثم أصبح معلقا بالتليفزيون المصرى وبعض من القنوات الفضائية لما يتمتع به من خبرات متميزة وحضور جيد وثقافة رياضية على أعلى مستوى، ومتابعة متميزة لكل الأحداث الرياضية، خاصة فيما يخص الساحرة المستديرة.
زامل الراحل محمد حسام بالملاعب على المستوى المحلى والدولى، محليا حسين فهمى وأحمد بدوى وعبد الرؤوف عبد العزيز وأحمد جمال ومحمود عثمان وفؤاد شفيق وعزت الهوارى، وعلى المستوى الدولى الثنائى التونسى على بن ناصر وناجى الجوينى السورى جمال الشريف والجزائرى محمد حنصل والإثيوبى تسفاى والمالى إدريسا تراوى، والسنغالى بادرا سين وغيرهم على المستوى العربى أو الأفريقى.
كان الراحل محظوظ جدا، حيث إنه اكتسب الخبرة من عمالقة التحكيم فى أكثر من جيل، بداية من مصطفى كامل منصور وعلى قنديل وحسين إمام وعزت العشماوى، وعوض السعدى ومصطفى كامل محمود والخولى والديبة، والثنائى أحمد ونهاد محرم، تحية خاصة لهذا الرمز الكبير فى ذكراه العطرة الطيبة.
نقلاً عن : اليوم السابع