«كان لازم أعافر عشان أحقّق حلمى»، بهذه الكلمات بدأ عمر عبدالرحمن، صاحب الـ24 عاماً، الذى يسكن فى محافظة القاهرة حديثه لـ«الوطن»، بعدما أسس أول مشروع خاص به ليتحدى الإعاقة ويثبت أن الظروف لا تمثل عائقاً أمام تحقيق الذات والنجاح. كافح «عمر» ولم يخضع للكم الهائل من الضغوط والظروف التى تحيط به على مختلف الاتجاهات، وتابع: «ماستسلمتش للظروف وأنشأت مشروع متخصص فى صناعة الشموع، كأول نجاحاتى الفعلية فى إثبات التغلب على الإعاقة».
«العزيمة والإصرار» كانا عنوان «عمر» وأساس نجاحه فى تنفيذ المشروع الخاص به، حيث استطاع أن يثبّت أقدامه أكثر بهذه الصناعة بعد عدد من المحاولات الجادة لتعلم أسرار المهنة.
لم ينسَ «عمر»، أحد متحدى الإعاقة، فضل والديه عليه، حيث عبّر عن ذلك بدموع الفرحة قائلاً: «ماكانش ممكن أوصل لحاجة بدون مساعدة والدى ووالدتى، هما ليهم كل الفضل فى اللى أنا عملته، واللى لسه هوصل له وكان ليهم الفضل فى تنمية وصقل مهاراتى ومواهبى، وتعلم أولى خطوات صناعة الشموع من أبى، لأقوم لاحقاً بإنتاج الشموع بمختلف أنواعها بمفردى».
واستمر دعم والدَى «عمر» له، حتى استطاع أن يثبّت أقدامه أكثر بعالم صناعة الشموع، والتحف المصنوعة من الشمع، حيث أتقنها لدرجة التفنن فى إنتاج شموع ذات ألوان وأشكال وروائح عطرية مختلفة ويعرضها للبيع للجمهور بالمعارض المختلفة التى يشارك بها.
وعبّر صاحب مشروع إنتاج الشموع عن امتنانه وشكره للجهود التى يقوم بها جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، قائلاً: «استفدت جداً من الدعم اللى بيقدمه جهاز تنمية المشروعات، ليؤكد حرص الدولة فى دعم أصحاب المشاريع وتقديم كافة أوجه المساعدة لنجاحها، عن طريق تقديم كافة الخدمات المالية وغير المالية التى يتيحها الجهاز لأصحاب المشروعات».
وحرصت «الوطن» على معرفة رد فعل نبيلة هاشم والدة «عمر» على نجاحه، وسبقت دموعها كلماتها، وقالت: «حلم ابنى اتحقق، وأتمنى أشوفه فى نجاح أكبر وأكبر»، مؤكدة مشاركة ابنها فى العديد من المعارض وعلى رأسهما معرض «تراثنا»، للحرف اليدوية والتراثية، الذى بات يشهد سنوياً مشاركة متميزة لـ«عمر» بمنتجاته من الشمع. وقالت السيدة صاحبة الفضل على ولدها: «مشاركة ابنى فى معرض تراثنا مفيدة جداً لأنه بيلاقى دعم وتشجيع من العارضين والزوار والكل بيعجبه شغله ودى حاجة بتبسطه وتشجعه، وكمان بتساعد على استمرار نجاحه».
نقلاً عن : الوطن