بعد أكثر من عام على فضيحة الخرسانة الخلوية المسلحة الخفيفة الوزن (اختصاراً “الراك”) reinforced autoclaved aerated concrete (RAAC)، تكشف “اندبندنت” عن أن ما يقرب من 90 في المئة من المدارس التي تلقت دعماً حكومياً لإزالة الخرسانة الخطرة لم يباشر فيها تنفيذ أي أعمال حتى الآن.

واعترف ستيفن مورغان، وهو وزير الدولة لشؤون التعليم في الحكومة العمالية، بأن حل المشكلة على مستوى البلاد قد يستغرق مدة ربما تصل إلى خمس سنوات، علماً أنها أجبرت آلافاً من التلاميذ على تلقي العلم في صفوف دراسية موقتة.

وتظهر أحدث الأرقام أن 232 مدرسة في الأقل ستحصل على مساعدة مالية من الحكومة بعد العثور على الخرسانة من نوع “الراك”، عقب الفضيحة الوطنية في الخريف الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوصف هذه الخرسانة الهشة بأنها “80 في المئة من الهواء” و”مثل لوح شوكولا آيرو [المليء بالفجوات]”، وكانت السبب في انهيار ثلاثة أسطح في مدارس المملكة المتحدة عام 2023، ووعدت حكومة المحافظين حينها بتوفير التمويل اللازم لإزالة المواد.

ومع ذلك، قال مورغان إن 30 مدرسة فقط حتى الآن أزالت الخرسانة الخطرة بفضل المنح الحكومية.

يشار إلى أن المدارس [المتضررة] البالغ عددها 232 مدرسة تشتمل على 110 مدارس تتلقى تمويلاً لإزالة الخرسانة، بينما يجري إعادة بناء أو تجديد واحد أو أكثر من المباني المتضررة في 122 مدرسة أخرى، وذلك بموجب البرنامج الحكومي لإعادة بناء المدارس.

إلا أن مورغان قال في رده على سؤال برلماني طرحه الديمقراطيون الليبراليون إن إكمال برنامج إعادة البناء قد يستغرق أيضاً من ثلاث إلى خمس سنوات.

وهذا يعني أن ما يقرب من تسع من أصل كل عشر مدارس لم تزل خرسانة “الراك” عبر التمويل الحكومي.

وقال الديمقراطيون الليبراليون إن وتيرة برنامج إعادة البناء تعني عرقلة دراسة ما يصل إلى 68 ألف تلميذ، وحثوا الوزراء على نشر خطة عاجلة لتسريع العمل.

وجرى منح مدرسة بعينها مهلة 24 ساعة فقط لكي تغلق أبوابها بسبب الخرسانة الخفيفة، واضطرت إلى توزيع تلاميذها الذين يبلغ عددهم 500 تلميذ على أربعة مواقع [لاستئناف الدراسة]، وأوضح لوك ويتنيو، وهو مدير مدرسة ماي فلاور الابتدائية في مدينة ليستر، أنها اضطرت في ذلك الوقت إلى أن تدرس بعض الأطفال عن بعد، بينما تلقى بعضهم الآخر دروسه في مسجد وفي قصر ريفي.

من جهتها استعانت مدرسة هونيوود في بلدة كوغيشال، الواقعة في مقاطعة إسيكس، بمقاولين من أجل بناء مبنى موقت جديد، أطلق عليه اسم “قرية الفضاء” Space Village، لتأمين مكان دراسة للتلاميذ الذين يتابعون دروسهم عبر الإنترنت.

وقالت المتحدثة لشؤون التعليم في حزب الديمقراطيين الليبراليين منيرة ويلسون لـ”اندبندنت” إن “آلافاً من الأطفال يدرسون في مدارس خطرة أو مباني موقتة غير مناسبة، مع امتداد الجدول الزمني للإصلاح لسنوات. لقد شهد هذا الجيل من الشباب تعطيلاً غير مسبوق في تعليمهم في ظل كوفيد، ومع ذلك فإن 90 في المئة من المدارس لم تشهد بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إزالة خرسانة الراك هو أمر مقلق للغاية”.

وأضافت “لقد ترك المحافظون مباني مدارسنا تتداعى، يجب على هذه الحكومة أن تتحرك بسرعة لإنهاء فضيحة المدارس المتهالكة، ويبدو أن المنح المخصصة لإزالة الراك أو برنامج إعادة بناء المدارس لا يوفران النتائج بالسرعة العاجلة التي نحتاج إليها”.

وتابعت “يجب على الحكومة وضع خطة لتسريع برنامج إعادة بناء المدارس، حتى يتمكن الطلاب في أنحاء البلاد كافة من العودة لفصولهم الدراسية وصالاتهم ومرافقهم الرياضية والفنية.”

أما الأمين العام للنقابة الوطنية للتعليم دانيال كيبيدي فقال لـ”اندبندنت”، “من الضروري بذل جهود أكبر لإعطاء الأولوية لهذه الإصلاحات ذات الأهمية الحاسمة، بطبيعتها، بالنسبة إلى السلامة”.

وأضاف “على رغم أن إعادة بناء المدارس يمكن أن تكون حلاً جيداً على المدى الطويل، فإن تأخير الإصلاحات لمدة تصل إلى خمس سنوات يبدو وكأنه ترك كثيراً [من الأمور] من دون تخطيط. هذا غير مقبول، يجب تسريع العملية لتقليل الاضطراب والحفاظ على سلامة التلاميذ والموظفين.”

وبخلاف المدارس الـ232 التي ستحصل على الدعم المالي الحكومي لمعالجة هذه القضية، تسعى خمس مدارس أخرى إلى تطبيق خطط بديلة مثل التخلص من المباني المتضررة، بحسب بيان حقائق حكومي صدر في أغسطس (آب).

وقال متحدث باسم وزارة التعليم “إن رفع معايير المدارس هو جوهر مهمتنا من أجل تحسين فرص الحياة للأطفال، والمباني عالية الجودة والمستدامة هي جزء أساس من ذلك”.

وأردف “تم إهمال مدارسنا لفترة طويلة جداً، إلا أن هذه الحكومة تتعامل الآن مع القضية، بما يضمن أن تكون مدارسنا مناسبة للمستقبل. لهذا السبب، وعلى رغم الاضطرار إلى اتخاذ قرارات صعبة في الموازنة لإصلاح الأساسات، فإننا نزيد الاستثمار العام المقبل إلى 2.1 مليار جنيه استرليني لتحسين حالة المباني المدرسية، وسنبدأ العمل في 100 مشروع آخر في إطار برنامج إعادة بناء المدارس العام المقبل”.

وزاد “يتم توفير التمويل المستهدف للمدارس المتضررة من خرسانة الراك لحل المشكلات والمساعدة في ضمان سلامة جميع الأطفال، بما في ذلك دعمهم بتوفير موقت حتى يحصل كل طفل على تعليم مناسب”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية