“غولدمان ساكس” تخطط للهيمنة على سوق التمويل التنافسي

أعلنت مجموعة “غولدمان ساكس” إعادة هيكلة تهدف إلى تعزيز موقعها في سوق التمويل المتنامي، إذ كشفت عن دمج ثلاث وحدات رئيسة ضمن قسمها العالمي للخدمات المصرفية والأسواق، وستطلق على الوحدة الجديدة اسم “مجموعة حلول رأس المال”.

وستضم هذه المجموعة فرقاً متخصصة في تقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية لشركات الأسهم الخاصة إلى جانب فريق التمويل العالمي الذي يساعد في تأمين رؤوس الأموال للصفقات، وقسم كبير من فريق “FICC” الذي يقدم قروضاً مضمونة إلى جهات إقراض أخرى، بما في ذلك صناديق الائتمان الخاص.

وتعمل الشركة على إنشاء فريق داخل “مجموعة حلول رأس المال” للتركيز على إيجاد مصادر تمويل بديلة، خصوصاً لدعم عملائها من الشركات.

وستظل المجموعة المدمجة الجديدة جزءاً من قسم الخدمات المصرفية والأسواق العالمية، أحد القسمين الرئيسين لـ”غولدمان ساكس” إلى جانب إدارة الأصول والثروات، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

ترتيب عمليات التمويل

وتراهن الشركة على أن قدراً كبيراً من نموها المستقبلي سيأتي من ترتيب عمليات التمويل، سواء من خلال تسهيل الصفقات عبر ذراعها المصرفية الاستثمارية وأعمال إدارة الأصول، أو باستخدام أموالها الخاصة لتقديم القروض، وستقدم الوحدة الجديدة خدمات أخرى للأسواق المالية، بما في ذلك ضمانات الاكتتاب في الأسهم.

وشهد قطاع الائتمان الخاص الذي يشمل القروض المقدمة عادة من جهات غير مصرفية ازدهاراً كبيراً في السنوات الأخيرة نتيجة جهود تنظيمية لتقليل الأخطار عن البنوك وزيادة شهية المستثمرين لهذا النوع من القروض، في حين دفع هذا التحول بنوكاً مثل “غولدمان ساكس” و”جيه بي مورغان تشيس” إلى معاودة التفكير في استراتيجياتها للانتظام بصورة أوسع في هذه السوق.

وتتوقع “غولدمان” استمرار ارتفاع الطلب على رأس المال مع توقعات بانتعاش عمليات الاستحواذ وصفقات الأسهم الخاصة، فيما يتوقع أن يواصل العملاء من الشركات استثماراتهم في التكنولوجيا والبنية التحتية بوتيرة متسارعة.

منافسة متزايدة في قطاع الائتمان الخاص

ويرى كبار المسؤولين في “غولدمان ساكس” أن شركات الائتمان الخاص والمؤسسات المماثلة ستصبح قريباً القوى المهيمنة في مشهد الديون، وفقاً لمصادر مطلعة. وتشهد الشركة منافسة شرسة من شركات استثمار بديلة كبرى مثل “أبولو غلوبال مانغمنت” و”أريس مانغمنت” بدلاً من البنوك الكبرى الأخرى، وعلى رغم ذلك يتوقع البنك استمرار شراكته في مزيد من الصفقات مع هذه الشركات نفسها.

وبخلاف معظم البنوك يجمع “غولدمان ساكس” بين ذراع مصرفية استثمارية ووحدة ائتمان خاص قائمة منذ عقود. ودأبت فرق التمويل العالمية للشركة على الاعتماد على الأسواق العامة لتمويل صفقات الاستثمار المصرفي، أو اللجوء إلى قسم إدارة الأصول لتمويل هذه الصفقات.

وتلاحظ الشركة تقارباً بين الأسواق العامة والخاصة في مجال التمويل، ويرى المسؤولون التنفيذيون أن الهيكلية الجديدة ستعزز قدرتها على تلبية هذا الطلب المتزايد.

ويشهد مجال الإقراض المدعوم بالأصول في وحدة تمويل الدخل الثابت والسلع والعملات (FICC) نمواً سريعاً، وتخطط “غولدمان” لزيادة الإقراض عبر موازنتها العمومية، لكنها قد تواجه قيوداً تنظيمية، لذا فإن قدرتها على تأمين رأس المال من قسم إدارة الأصول باتت أكثر أهمية.

وستدعم المجموعة الجديدة خطط البنك لإنشاء صناديق استثمارية لشركات التأمين وصناديق التقاعد والعملاء الآخرين، للاستثمار في هذه القروض.

صياغة استراتيجية الشركة

وسيقود مجموعة “كابيتال سوليوشنز” الجديدة كل من بيت ليون رئيس مجموعتي المؤسسات المالية والمستثمرين الماليين في الخدمات المصرفية الاستثمارية ورئيس قسم الرهون العقارية والمنتجات المهيكلة ضمن وحدة التمويل والدخل الثابت والسلع والعملات (FICC)، ماهيش سايريدي.

كإشارة إلى أهمية هذه المبادرة سينضم سايريدي إلى لجنة إدارة “غولدمان ساكس”، وهي مجموعة حصرية من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين يسهمون في صياغة استراتيجية الشركة.

ووفقاً لمصادر مطلعة تدرس الإدارة العليا للشركة إدخال تغييرات على اللجنة منذ أكثر من عام بهدف تعزيز مشاركة القيادات من الفرق الأعلى تحقيقاً للإيرادات.

في هذا السياق سينتقل الرئيس الحالي لمجموعة التمويل العالمية فيفيك بانوتوال إلى قسم إدارة الأصول والثروات، إذ سيتولى قيادة وحدة الائتمان الخاص إلى جانب رئيس قسم الإقراض المباشر جيمس رينولدز.