نظّمت وزارة الصحة والسكان مؤتمرًا علميًا بالتزامن مع اليوم العالمي للربو واليوم العالمي لمكافحة التبغ، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، والجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن، وبمشاركة نخبة من أساتذة الأمراض الصدرية، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن المؤتمر ناقش جهود الوزارة والمنظمات الدولية والمحلية في مكافحة أمراض الصدر والتدخين، واستعرض أحدث وسائل التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى التوعية بالأسباب المؤثرة على الصحة العامة، لاسيما تلك المرتبطة بالتدخين.

وتناول المؤتمر أمراضًا صدرية عدة، من بينها الربو الشعبي، السدة الرئوية، التليف الرئوي، ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، الإنصباب البلوري، الدرن الرئوي، ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، مع عرض أحدث طرق التشخيص والعلاج لكل منها.

من جانبه، شدد الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، على أهمية رفع الوعي بمخاطر التدخين، كأحد أهداف اليوم العالمي للامتناع عن التبغ هذا العام، لافتًا إلى ضرورة حظر النكهات والمواد الجاذبة في منتجات التبغ، ومنع الإعلان عنها عبر الوسائل كافة، بما في ذلك المنصات الرقمية، للحد من جاذبيتها خصوصًا بين الشباب.

وأشار إلى أن الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا عالميًا، حيث يصيب نحو 260 مليون شخص، ويتسبب في أكثر من 450 ألف وفاة سنويًا، معظمها يمكن الوقاية منها من خلال الرعاية المبكرة ومعالجة الأسباب.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور حسام حسني، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب القصر العيني ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إن المبادرة العالمية للربو (GINA) اختارت شعار “جعل العلاجات الاستنشاقية متاحة للجميع” لاحتفال هذا العام، مؤكدًا أهمية هذه الأدوية في السيطرة على المرض وتقليل نوبات الربو التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

وأكد الدكتور وجدي أمين، مدير عام إدارة الأمراض الصدرية، أن الوزارة تعمل ضمن استراتيجية شاملة لمكافحة أمراض الجهاز التنفسي، تشمل تطوير مستشفيات الأمراض الصدرية وتدريب الأطباء على أحدث بروتوكولات التشخيص والعلاج، إلى جانب حملات توعية تستهدف الأطفال والشباب بالتعاون مع الجهات الشريكة.

وأوضح “أمين” أن الوزارة رفعت عدد عيادات صحة الرئة إلى 28 عيادة بمستشفيات الأمراض الصدرية، بهدف الاكتشاف المبكر لأمراض مثل الربو والسدة الرئوية، خاصة بين المدخنين، إلى جانب تقديم الدعم للتوقف عن التدخين.

من جانبه، أكد الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، التزام المنظمة بتحسين تشخيص الربو وعلاجه ضمن جهودها لمواجهة الأمراض غير السارية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، مشيرًا إلى دعم المنظمة لشعار “جعل العلاجات الاستنشاقية متاحة للجميع”.

وفي السياق ذاته، شدد الدكتور طارق صفوت، رئيس الجمعية العلمية المصرية لأمراض الشعب الهوائية، على أن التدخين يُعدّ السبب الأبرز للوفيات المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي، داعيًا إلى تفعيل السياسات التي تحد من استهلاكه، وتوعية الأجيال بمخاطره الصحية والاجتماعية.

واختتمت الدكتورة فاطمة العوا، مسئولة مبادرة مكافحة التبغ بإقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، بالتأكيد على أهمية حملة هذا العام تحت شعار “فضح زيف المغريات”، والتي تركز على كشف أساليب شركات التبغ والنيكوتين في تسويق منتجاتها الضارة بطرق جذابة، خصوصًا لفئة الشباب، معتبرة أن التصدي لهذه الممارسات بات ضرورة لحماية الصحة العامة.