تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للسعادة في 20 مارس من كل عام، إيمانًا منها بأن السعادة والرفاه قيمتان عالميتان يسعى إليهما البشر في جميع أنحاء العالم. وقد اعتمدت الأمم المتحدة هذا اليوم في عام 2012 لتعزيز إدراج السعادة والرفاه ضمن سياسات الدول، والتأكيد على ضرورة اتباع نهج شامل للتنمية الاقتصادية المستدامة، يسهم في القضاء على الفقر وتحقيق حياة أكثر ازدهارًا للجميع.

 ما هي السعادة؟

يبدو المصطلح مألوفًا، فهو جزء من أحاديثنا اليومية، سواء عند السؤال: “هل أنت سعيد؟”، أو عند تمني “نهار سعيد” أو “ليلة سعيدة” للآخرين. لكن هل تعني هذه العبارات أن السعادة محققة فعلًا؟ وهل ما يسعد شخصًا ما يمكن أن يكون له التأثير ذاته على غيره؟

منذ العصور القديمة، كان مفهوم السعادة محل جدل فلسفي. فصولون، الفيلسوف الأثيني، رأى أن الحكم على سعادة الإنسان لا يكون إلا بعد وفاته. بينما حاول أرسطو في كتابه “الأخلاق إلى نيقوماخوس” تفكيك هذا الطرح، معتبرًا أن السعادة هي الغاية الأسمى التي يسعى إليها الإنسان، لكنها ليست حالة نهائية، بل رحلة مستمرة. وقد أكد فرويد لاحقًا في كتابه “الحضارة وسلبياتها” أن البشر، ببساطة، يسعون إلى أن يكونوا سعداء، لكن تعريف السعادة يظل ملتبسًا.

فهل السعادة تكمن في تحقيق الأهداف، أم أنها لحظات عابرة من الفرح؟ هل تتحقق بإشباع الرغبات، أم في إيجاد التوازن بين الطموح والرضا؟ يرى بعض الفلاسفة، مثل أبيقور، أن السعادة تكمن في اللذة والطمأنينة، بينما اعتقد الرواقيون أن السيطرة على الذات والانفعالات هي مفتاح السعادة.

في النهاية، قد تكون السعادة تجربة فردية تختلف من شخص لآخر، لكنها تظل المحرك الأساسي لحياتنا، حتى لو لم ندركها بوضوح.