تحل اليوم، الثاني عشر من فبراير، ذكرى ميلاد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ووزير الأوقاف الأسبق، الذي ترك بصمة فكرية ودعوية مميزة في الفكر الإسلامي والعقيدة الأشعرية، حيث جمع في أطروحاته بين التراث والمعاصرة، والعقل والنقل.

نشأته وتعليمه

وُلد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي في 12 فبراير 1944م، الموافق 17 صفر 1363هـ، بمحافظة قنا، مركز قوص. نشأ في بيئة أزهرية، وحفظ القرآن الكريم في كُتَّاب قريته، ثم التحق بالأزهر الشريف لمتابعة تعليمه الأساسي، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1963م من معهد قنا الديني.

الإجازة العالية (الليسانس): حصل عليها من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، تخصص العقيدة والفلسفة عام 1967م.

الماجستير: نالها عام 1969م عن رسالته “العلِّية ومشكلاتها في الفلسفة الإسلامية”.

الدكتوراه: حصل عليها عام 1975م برسالته “الفلسفة الإشراقية عند صدر الدين الرازي”.

المناصب والمسؤوليات

شغل الدكتور القوصي العديد من المناصب الأكاديمية والدعوية، حيث عمل بعد تخرجه مباشرةً معيدًا ثم مدرسًا فأستاذًا مساعدًا، حتى أصبح أستاذًا للعقيدة والفلسفة. وتدرج في المناصب وصولًا إلى:

وكيل كلية أصول الدين، ثم نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب.

عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

مقرر اللجنة العلمية لترقية الأساتذة في تخصص العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.

نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.

عضو هيئة كبار العلماء في التشكيل الأول للهيئة.

وزير الأوقاف المصرية.

عضو مجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين).

مشروعه الفكري ومؤلفاته

تميز الدكتور عبد الفضيل القوصي برؤية فكرية تربط بين التراث الإسلامي ومتطلبات العصر، مرتكزًا على المنهج الأشعري الذي يُعد أساس عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد أثرى المكتبة الإسلامية بعدد من المؤلفات المهمة، منها:

موقف السلف من المتشابهات بين المثبتين والمؤولين.

جوانب من التراث الفلسفي في الإسلام.

إفلاس الفكر الماركسي.

قراءة إسلامية في علم النفس العام.

هوامش على الاقتصاد في الاعتقاد.

هوامش على العقيدة النظامية لإمام الحرمين.

رؤية إسلامية في قضايا العصر.

تطور الفكر الكلامي عند إمام الحرمين الجويني.
كما نشر العديد من المقالات في صحيفتي الأهرام والأخبار، بالإضافة إلى مجلة الأزهر.

وفاته

رحل الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي عن عالمنا فجر يوم الأربعاء 3 يونيو 2020م، الموافق 11 شوال 1441هـ، تاركًا إرثًا علميًا وفكريًا سيظل مرجعًا للأجيال القادمة.

نقلاً عن : الوفد