العناوين والأخبار وقضايا النقاش الجماهيري التي تتناول الفلسفة عادة لا تخرج عن واحد من ثلاثة: صعوبة امتحان الفلسفة والسؤال عن جدوى دراسة الفلسفة وقضية ازدراء دين والمتهم فيها الفلسفة.
وعلى رغم اعتبار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز باعتباره “رمزاً للثقافة العربية 2024” وهو الذي يحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة ويصفها بأنها مفتاح فهم الأدب والسياسة، وعلى رغم احتفاء الجامعات في مشارق المنطقة العربية ومغاربها بالفلسفة عبر ندوة أو محاضرة أو يوم مفتوح، وعلى رغم درجات الدكتوراه التي يحصل عليها طلاب العلم حول دور الفلسفة في إدارة الأعمال والطب والمداواة والهندسة والبناء والحرب والسلام والعلاقات الإنسانية وكذلك بين الإنسان والحيوان، وبالطبع في الأدب والشعر والكتابة والفنون، وعلى رغم الإعلان عن احتفالات المراكز الثقافية والمعاهد الفنية والمؤسسات الفكرية والجامعات الرسمية والخاصة ومؤسسات ثقافية حكومية وغير حكومية بـ “اليوم العالمي للفلسفة”، تجد الفلسفة نفسها في يومها حائرة متشككة ومضطربة لدرجة الكرب، باحثة عن ذاتها ومتسائلة عن سبب ضياع جزء من هيبتها وتبدد جانب من قيمتها.
تثير الجدل وتفجر الشك
خلال العقد الثالث من الألفية الثالثة، وبعد قرون من العثور على كتابات فلسفية في مصر القديمة تعود لأكثر من 3 آلاف عام، وكذلك في بلاد فارس، ومعرفة وتدريس كثير عن فلسفة وفلاسفة الحضارة الصينية القديمة، وبعد ألفيات من الاحتفاء بـ “طاليس” (624 – 546 قبل الميلاد) والملقب بأبو الفلسفة الغربية والمعلم الأول في تاريخ الحكمة، وعلى رغم تدريس فكر وحياة أرسطو وأفلاطون وسقراط وسوفوكليس وغيرهم في مدارس وجامعات وتوثيق حياتهم وفكرهم في وثائقيات وسرديات، والأهم من ذلك نشأة وتطور عدد من النظريات والفكر الفلسفي في العالم من خلال فلاسفة عرب مثل الكندي وابن الهيثم وابن النفيس والفارابي وأبو العلاء المعري وابن سينا وغيرهم، لا تزال الفلسفة تثير الجدل وتفجر الشكوك وتحير كثيرين حول العالم، ولا تزال الفلسفة مثار شد وجذب عنيفين وأرضاً خصبة للقبول والرفض، ومنه ما يصل إلى درجة الطرد والتكفير والمنع والعقاب عربياً، ولكن بدرجات متفاوتة.
وتشير دراسات نادرة إلى صعوبات وعراقيل تواجهها الفلسفة عربياً، ومن بينها ورقة عنوانها “تعليم الفلسفة في العالم العربي” للباحثة في كلية الفلسفة وعلوم الدين في جامعة يالوفا التركية زينب بيكر (2021)، مع وجود فروق شاسعة في تدريس الفلسفة في الدول العربية لجهة الجودة والكمية، وكذلك في العوامل والمؤثرات.
وتشير بيكر إلى أنه مع امتداد الفلسفة لمناطق وتخصصات عدة، واعتبارها مأوى للآراء وساحة خصبة للتفكير النقدي، اتسعت رقعة الترحيب والرفض، ومن بين الرافضين من يعمد إلى العنف في الرفض.
للخلف در
المفارقة هي أن دولاً عربية عدة سارعت إلى دمج الفلسفة في مناهجها مطلع القرن الـ 20، ولكنها تجد نفسها حالياً، بسبب تغيرات اجتماعية وفكرية وأيديولوجية عدة، تتبع مبدأ للخلف در، وتجد هذه الدول نفسها مضطرة إلى تحجيم الفلسفة أو تقييدها أو صبغها بصبغات دينية محكمة، وأحياناً إلغائها برمتها خوفاً على/من الأدمغة والطاقات والقدرات الدارسة للفلسفة، أو اتقاء لشرور جماعات تخلط بين الدين والسياسة وتعتبر الفلسفة غير الدينية شراً مطلقاً.
يقول الكاتب الجزائري في ورقة عنوانها “تعليم الفلسفة في البلدان العربية: الواقع والأهداف والتحديات”، إن الفلسفة احتلت مكانة مركزية في برامج ومناهج التربية في الدول الغربية المعاصرة نظراً إلى دورها النقدي والمنهجي والمعرفي في الحياة الإنسانية، وإنه وعملاً بمقولة وقاعدة ابن خلدون “المغلوب مولع بتقليد الغالب”، عملت الدول العربية المستقلة خلال القرن الـ 20 على إدراج تدريس الفلسفة في الثانويات والجامعات إيماناً من القائمين على الشأن السياسي والتربوي آنذاك بمدى أهمية إدراج الفلسفة في برامج التعليم الثانوية والجامعية، وهذا في مطلع القرن الـ 20، لكن القرن الـ 21 يختلف كثيراً، وهو اختلاف لا يتناسب أو يتواءم وروح الاحتفال والاحتفاء بـ “اليوم العالمي للفلسفة” في الـ 21 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) كل عام.
اختصاص مشوق
في يومها تذكرنا “يونيسكو” بأن “الفلسفة اختصاص مشوق وممارسة يومية قادرة على إحداث تحولات في المجتمعات، وتحث الفلسفة على إقامة حوار الثقافات وتجعلنا نكتشف تنوع التيارات الفكرية في العالم، وتساعد في بناء مجتمعات قائمة على مزيد من التسامح والاحترام، وتحث على إعمال الفكر ومناقشة الآراء بعقلانية، وهي وسيلة لتحرير القدرات الإبداعية الكامنة لدى البشرية من خلال إبراز أفكار جديدة”.
ويلوح خبثاء بأن مميزات الفلسفة كما ذكرتها “يونيسكو” هي ذاتها التي فتحت عليها أبواب الرفض والخوف وأحياناً المنع والحجب، ووصل الحال إلى درجة توجيه اتهامات بالازدراء وبث الفتنة وتدمير المجتمعات وتخريب الأخلاق لمن يعمل فيها أو يعتبرها نقطة انطلاق فكرية تعتنق المنطق وتنتهج الاستنارة، وتحول الظلام نوراً والانغلاق انفتاحاً، والتطرف والتشدد تسامحاً وتواؤماً، ورفض الآخر واعتبار وجوده تهديداً إلى قبول واحترام واعتبار الاختلاف منحة لا نقمة.
مهددات الدين
نقمة درس الفلسفة لا تقتصر على رحاب التي لم تحرز سوى 66 في المئة في الثانوية العامة، فوجدت نفسها في مواجهة حتمية مع دراسة الفلسفة في كلية الآداب كحل وحيد لتحصل على درجة جامعية، وكلما سألها أحدهم عن سبب اختيارها الفلسفة لتدرسها دمعت عيناها وقالت: “قدر الله وما شاء فعل”، أو حازم الذي يعمل سمسار عقارات بدرجة الماجستير في الفلسفة، أو مطالبات وبعضها تحول إلى إجراءات إلغاء تدريس الفلسفة في المدارس لأنها بلا طائل، بل تمتد إلى موجة فكرية سطع نجمها قبل نحو ستة عقود وضعت الفلسفة في خانة مهددات الدين، والفلاسفة في قفص كراهية المتدينين.
وضمن آلاف الفتاوى العامر بها أثير الشبكة العنكبوتية، وبعضها رسمي وبعضها الآخر مصدره جماعات الإسلام السياسي ما يقول نصها إنه “إذا تطرقت الفلسفة إلى العقيدة وأصول الدين وأمور الغيب على أساس عقلي محض ونظرة إلحادية، فلا تجوز دراستها أو تدريسها إلا لمن هو محصن بالعلم الشرعي، وبدافع رد شبهاتها ومحاربة باطلها”.
وهناك من يقول إنه “في حال كان درس مادة الفلسفة في المدرسة أو الجامعة أمراً غير مهم أو يمكن تجاوزه أو تعويضه، فالأفضل تركه، أما إذا كان إجبارياً وليس لدى الدارس من العلم الشرعي ما يتسلح به لرد شبهاتها، فلا تجوز مواصلة الدرس لما في ذلك من خطر على الدين، ولا طاعة للوالدين في ذلك”.
الفلسفة “والعياذ بالله”
وتشير فتوى أخرى إلى أن “الفلسفة والعياذ بالله عند أنصارها هي النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة، ومسايرة المنطقة إلى أقصاه، وتكوين آراء مهما بلغ بها من تباين مع أوضاع العرف وعقائد الدين، من دون أن تتصدى لمقاومتها والتنكيل بها سلطة ما”.
وتحذر فتوى أخرى من أن “الفيلسوف عند أرسطو أعلى درجة من النبي لأن النبي يدرك عن طريق المخيلة، بينما الفيلسوف يدرك من طريق العقل والتأمل، وهي بذلك تتعارض مع الحكمة التي تعني في المصطلح الإسلامي السنّة وضبط الأخلاق والتحكم في أهواء النفس وكفها عن المحارم، والحكيم في الفلسفة هو الذي يدرس المبادئ الأولى ويفسر المعرفة عقلياً، ويبحث عن الحقيقة معتمداً على العقل وحده، ولذلك فهي بهذا المعنى الفلسفي من أخطر الطواغيت وأشدها شراسة في محاربة الإيمان والأديان، مستخدمة المنطق الذي يسهل تلبيسها على الناس باسم العقل والتأويل والمجاز الذي تحرف به النصوص”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشار إلى أن بعض الدول العربية شهدت خلال العقد الماضي تحولات نحو الانفتاح الفكري وفتح أو إعادة فتح الأبواب أمام أفكار ومناهج تعرضت لضغوط الانغلاق والتكفير والترهيب، بينما شهد بعضها الآخر إمعاناً في التضييق وإصراراً على التخويف من كل ما من شأنه فتح الآفاق المغلقة.
فتاوى رسمية
عدد من دور الإفتاء الرسمية العربية يجد نفسه مضطراً، أو ربما يؤمن القائمون عليها، بحرمة الفلسفة أو في الأقل ضرورة وضع قيود وشروط لدرسها، أو حتمية تديينها وجعلها “فلسفة إسلامية”، وتشير فتوى عربية رسمية إلى أن “مناهج كتب الفلسفة تختلف باختلاف عقيدة كاتبها، وأن المسلمين لجأوا إلى مناهج الفلسفة لإثبات العقيدة التي جاء بها القرآن الكريم والسنّة الشريفة، كما استخدمها الكفار لتبرير كفرهم بحجج باطلة، ولذا لا يُحكم على كتب الفلسفة بحكم واحد، وليكن تأثرك بكتاب الله وسنة رسوله”.
وتشير أخرى، رسمية أيضاً، إلى أنه “لا مانع من درس المواد الفلسفية أبداً إذا كانت الدراسة للإحاطة بالأفكار ومقارنتها بالدين، فإن كانت متفقة معه قُبلت وإلا رُفضت مع بيان وجه رفضها، وعلى هذا الأساس ألفت كتب في الملل والنحل والعقائد المختلفة، وناقشها العلماء في ضوء الدين والعقل، الصحيح منها والباطل، أما درسها لمن لا يعرف الحق من الباطل وترك الباطل منها دون بيان بطلانه ففيها ضرر كبير، والقرآن الكريم نفسه ذكر عقائد المشركين والمنكرين لوجود الله والدهريين والمنكرين للبعث والحساب”.
احتفاء أو تجاهل
يحتفي العالم أو يتجاهل “اليوم العالمي للفلسفة” اليوم، ويظل اليوم معرفاً من قبل “يونيسكو” باعتباره مناسبة تذكر من يرغب في الفلسفة باعتبارها “عملية جماعية للتفكير الحر والمنطقي والمستنير في التحديات الكبرى المرتبطة بعصرنا”.
وفي يومها هذا العام تواجه الفلسفة عربياً معضلة ثلاثية الأضلع: نظرة دونية لها كمجال دراسة لا يلتحق به سوى من فشلوا في إحراز درجات مرتفعة في المدرسة، وموقف مستريب منها باعتبارها مناهضة للدين ومتربصة بالمتدينين، وفقدان ثقة في قدرتها على “بناء مجتمعات قائمة على التسامح والاحترام، وتجذير قيم السلام والأمن والحرية حيث أحوال المنطقة غارقة في التعصب ورفض الآخر، وأوضاعها مشبعة بانعدام الأمن وتبدد السلام.
وقبل نحو ستة أعوام جرى تدشين مبادرة مصرية جامعية لتحسين صورة الفلسفة تدعى “بالعربي فلسفة”، هدفت قبل أن تخفت فعالياتها إلى شرح المقصود بالفلسفة ودحض العبارة السلبية الساخرة الشهيرة: “توقف عن الفلسفة!” أو “إنه يتفلسف على الفاضي” أي من دون جدوى.
وحاولت المبادرة عبر فعاليات عدة أن تبسط النظريات الفلسفية وتربطها بواقع الحياة اليومية، وتأكيد أن الفلسفة ليست نظريات مرتبطة بالنخبة فقط، إضافة إلى كسر تابو ارتباطها بمعاداة الأديان، فقضايا ازدراء الأديان التي تنظرها محاكم عربية والمتهمون فيها مفكرون ومثقفون وفلاسفة وأساتذة جامعيون، تتحدث عن نفسها، ومعظم هذه القضايا يتبرع شخص ما برفعها أمام دوائر القضاء بحجة ازدراء أحدهم للدين، وفي الغالب يكون الدين الإسلامي، بعد طرح فكرة مغايرة للسائد أو الدعوة للتفكير في اتجاه غير المتفق عليه سلفاً، أو مراجعة تفسيرات وتحليلات وتعليلات عمرها مئات الأعوام.
وضع مأزوم
ويشير تقرير عنوانه “ازدراء الأديان ذريعة لقمع الحرية الأكاديمية” (2020) أعده الباحث في “مؤسسة حرية الفكر والتعبير” محمود ناجي إلى أنه جرى التوسع في استخدام تهمة ازدراء الأديان ضد من يعبرون عن آراء مخالفة للمعتقدات السائدة في المجتمع، سواء كان ذلك نقداً للأديان أو الإيمان بملل وطوائف غير منتشرة داخل المجتمع، أو تعبيراً حراً عن الرأي، طالما اقترب ولو من بعيد من الأديان السماوية، وأصبح من الممكن أن يؤدي أي عمل، حتى لو كان عملاً أدبياً أو علمياً، بصاحبه إلى الحبس بتهمة ازدراء الأديان”.
وفي يومها العالمي لا تزال الفلسفة تعاني وضع مأزوماً عربياً شأنها شأن عدد من التخصصات المعرفية والعلمية الأخرى، هذا إضافة إلى ثالوث المعضلات الاجتماعية والثقافية والدينية الذي تواجهه.
إعادة التأهيل لسوق العمل
خريجو كليات الآداب قسم فلسفة في عدد من الدول العربية لا يتوقفون عن طرح مشكلة أنهم يحملون درجة الليسانس أو البكالوريوس في الفلسفة، ولا أجد فرصة عمل، وتأتي الإجابات حاملة نصائح يدور معظمها حول تضميد جراح الفلسفة بدرس سريعة في دورة مكثفة للبرمجة أو الموارد البشرية أو المحاسبة أو السكرتارية، وذلك لضمان فرصة في سوق العمل.
ملحق مجلة “تايم” الأميركية المتخصص في التعليم الجامعي نشر تقريراً وافياً عن طبيعة درس الفلسفة، والتوقعات والفرص فيها.
وأشارت إلى أن خريجي كليات الفلسفة يتخصصون في التفكير في الأسئلة الكبرى في الحياة، ولديهم القدرة على تحليل وتوصيل الأفكار المعقدة والمتشابكة بطريقة ذكية، وتتكون لديهم مهارات مثل التفكير الواضح والتحليلي، والكتابة المقنعة والتحدث بالأسئلة المبتكرة والتفكير الفعال، ولفت التقرير إلى أن هذه المهارات قابلة للتحول بصورة كبيرة إلى مجموعة من المهن، مثل التدريس والعلاقات العامة وغيرها.
وأضاف أن هذه مهارات يقدرها أصحاب العمل كثيراً، ويمكن أن تؤدي إلى مسارات مهنية مختلفة، ومنها التحكيم ومحلل الأعمال والقسيس وموظف الخدمة مدنية والموظف الحكومي والموظف موارد بشرية والصحافي والمحامي ومسؤول تسويق والمعالج النفسي والمعلم.
وربما يعني هذا أنه باستثناء عمل خريجي الفلسفة في الحقل الأكاديمي، يظل درس الفلسفة لغرض الفلسفة تتقلص أمام سوق العمل والحياة الواقعية وفرص العمل، ويظل خريج الفلسفة في حاجة إلى إعادة التأهل لسوق العمل.
أما فرص الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة فتشمل ندوات ومؤتمرات تقام في هذا اليوم عن “أهمية الفلسفة” و”دورها في بناء المجتمعات” و”أهم العقبات التي تعتريها”، وحددت منظمة “يونيسكو” حددت عنوان “الفلسفة: سد الفجوات الاجتماعية” موضوعاً لليوم العالمي 2024، وعدد من الفعاليات تجري في هذا اليوم بهدف تسليط الضوء على “الدور الحيوي للفلسفة في إصلاح النسيج الاجتماعي وتعزيز مجتمع أكثر تماسكاً”.
وخلال فعاليات تبث “أون لاين” تنظمها “يونيسكو” في اليوم العالمي للفلسفة هذا العام، يتحدث أستاذ الذكاء الاصطناعي والديموقراطية والفلسفة السياسية والاجتماعية الإسباني دانيال إينرارتي عن أن “الفلسفة تساعد في تجاوز الانقسامات الاجتماعية التي خلقها الذكاء الاصطناعي”.
ويجيب عالم الاجتماع والسياسة الألماني والذي اشتهر بنظريته عن التسارع والصدى الاجتماعي والحنين إلى الماضي هارتموت روزا عن سؤال “لماذا نحتاج إلى مفهوم الطاقة الاجتماعية؟”، كما تعقد جلسة حوارية عن “فلسفة دمج الشباب” تتضمن محاور الفقر وإصلاح النسيج الاجتماعي”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية