هزّت جريمة قتل مروعة الشارع المصري، بعد أن أقدم شاب عشريني على قتل جاره فاصلاً رأسه عن جسده ومتجولاً به في أحد الشوارع ما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي والمارة.

وأظهر مقطع مصوّر للحادث، الذي وقع في منطقة أبو الجود بمحافظة الأقصر (جنوب مصر)، انتشر أمس الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، الجاني وهو يحمل رأس الضحية ويعبث بها بشكل صادم، ثم استخدم دماء القتيل للكتابة على أحد الجدران عبارات غير مفهومة وغامضة، لتعلن وزارة الداخلية المصرية بعدها القبض على الجاني واصفة إياه بـ”المضطرب نفسياً”.

تفاصيل الواقعة

بينما قال شهود نقلت عنهم صحف محلية، إن حادثة القتل وقعت بعدما نشب شجار بين شاب وجاره، سرعان ما تصاعد، ليقدم المتهم باستخدام سكين ويذبح الضحية، أعلنت وزارة الداخلية في بيان أن مديرية أمن الأقصر تلقت بلاغاً من أهالي منطقة أبو الجود وسط مدينة الأقصر، وأفاد البلاغ بأن شاباً يشتبه في إصابته باضطرابات نفسية قد أقدم على قتل جاره، المدعو “حجاج. ج” (59 سنة) وذبحه بواسطة سكين كان بحوزته.

وعلى الإثر تحرّكت قوة أمنية على الفور إلى موقع الحادث، ونجحت في القبض على الجاني، الذي جرى احتجازه داخل قسم الشرطة التابع للمنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضحت المصادر الأمنية، أن المتهم خضع للتحقيق لمعرفة دوافع الجريمة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تمهيداً لإحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

ونقلت صحف محلية أن التحريات الأولية بينت أن المتهم يعاني اضطرابات نفسية منذ سنوات طويلة، كما أنه معروف بتعاطي المواد المخدرة وافتعال المشاجرات مع سكان المنطقة. مشيرة إلى أنه وفقاً لشهود عيان، فقد هاجم الجاني الضحية بسكين على مرأى ومسمع من المارة، الذين فضّل معظمهم الابتعاد عن مكان الحادث، في حين وثق بعضهم المشهد المروع بهواتفهم.

وقال الأهالي في المنطقة، إن المجني عليه هو حجاج كمال يبلغ من العمر 59 سنة ويعمل موظفاً في مديرية التضامن الاجتماعي وهو مسؤول دفاتر الحضور والانصراف بالمديرية الواقعة بمنطقة أبو الجود بالأقصر (محل الجريمة)، مضيفة أن الضحية كان يعاني حالة صحية متدهورة في الفترة الماضية عقب إصابته بجلطة في القلب، وكان يسير على عكاز في طريقه لعمله والعودة لمنزله يومياً بالمنطقة، ولديه ابن وحيد يعمل محاسباً في أحد البنوك.

جدل وذعر في مواقع التواصل

وعلى وقع الحادثة التي أعادت معها التذكير بحوادث مماثلة في السنوات الأخيرة كانت قد شهدتها مصر، تجادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول الأسباب التي تدفع بشخص للقيام بمثل هذا الحادث، فضلاً عن طريقة تنفيذها، وتمكن القاتل من تنفيذ جريمته من دون أن يتدخل أحد لمنعه، إضافة إلى مدى انتشار مخدر “الشابو” في البلاد، الذي ذكر البعض أن الجاني كان قد تعاطاه قبل تنفيذ جريمته.

وقبل 3 سنوات كانت إحدى مدن قناة السويس، تحديداً الإسماعيلية (شمال شرقي البلاد)، قد شهدت حادثة مماثلة، عندما قام شاب بقتل رجل في الشارع وقطع رأسه وتجول به في وضح النهار وسط المدينة، قيل حينها إنه كان متعاطياً للمخدرات، وبالأخص مخدرات “الآيس” أو “الشابو”.

وعلى الإثر أعرب عدد من رواد التواصل الاجتماعي عن قلقهم من انتشار المواد المخدرة في الشارع المصري، مما يؤدي للكثير من الجرائم، مطالبين بالتصدي لظاهرة الإدمان والتوعية بمخاطرها، كما أعرب آخرون عن قلقهم من تكرار مثل هذه الجرائم، مطالبين بتكثيف الجهود الأمنية لمواجهة تعاطي المخدرات ومعالجة الأمراض النفسية.

في المقابل، اعتبر عدد من رواد مواقع التواصل، أن تكرار مثل هذه الحوادث بسبب ما وصفوه “تدهور المكون الأخلاقي والقيمي في مصر” في الفترة الأخيرة، وانتشار العنف على مستويات مختلفة، في حين اتهم بعضهم الدولة بالتقصير في أداء دورها في حفظ الأمن بين المواطنين.

نقلاً عن : اندبندنت عربية