قمة ليفربول وسان جيرمان تزين المواجهات الكبرى في دوري أبطال أوروبا

تعود اليوم الثلاثاء عجلة مباريات دوري أبطال أوروبا للدوران بإقامة أربع مواجهات في إياب دور الـ16، لتحديد هوية أول أربعة أندية ستتأهل إلى الدور ربع النهائي في البطولة بشكلها الجديد.

وتفتتح مباريات الجولة باستضافة برشلونة الإسباني لبنفيكا البرتغالي بعد فوز الفريق الكتالوني خارج أرضه ذهاباً بنتيجة (1 – 0) على رغم استكماله المباراة بـ10 لاعبين من الدقيقة الـ22 بعد طرد المدافع باو كوبارسي.

وكانت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم أعلنت السبت الماضي تأجيل مباراة برشلونة متصدر الدوري ومنافسه أوساسونا بسبب وفاة طبيب الفريق الكتالوني.

وقال مدرب برشلونة هانسي فليك في مؤتمر صحافي قصير أمس الإثنين إن النادي سيكرم حياة طبيب الفريق الراحل كارليس مينيارو غارسيا بتقديم أقصى ما لديه لتحقيق الفوز ضد بنفيكا.

وبعد دقيقة صمت، قال المدرب الألماني إن اليومين الأخيرين كانا صعبين للغاية في ظل الحزن على وفاة مينيارو، الذي توفي فجأة في فندق الفريق قبل ساعات من مباراة أوساسونا التي أُجلت.

وقال فليك إن اللاعبين سيجدون دافعاً إضافياً ضد بنفيكا لتكريم الرجل الذي كان يحظى بالاحترام والمحبة في غرفة الملابس.

ولم يخسر برشلونة في آخر 16 مباراة توالياً في جميع المسابقات، ويتنافس على ثلاثة ألقاب رئيسة إذ يتصدر الدوري الإسباني وبلغ قبل نهائي كأس ملك إسبانيا وتعادل (4 – 4) مع أتلتيكو مدريد في مباراة الذهاب قبل لقاء الإياب في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل.

وفي ثاني مباريات اليوم يحل بايرن ميونيخ ضيفاً ثقيلاً على مواطنه باير ليفركوزن بعد أن فاز العملاق البافاري بنتيجة (3 – 0) ذهاباً، ويبدو أنه أمام مهمة سهلة للوصول إلى دور الثمانية من البطولة التي توج بلقبها ست مرات.

وفي إيطاليا يستضيف البطل إنتر ميلان منافسه الهولندي فينورد الذي خسر على أرضه بنتيجة (0 – 2) في مباراة الذهاب على رغم إهدار بيوتر زيلينسكي ركلة جزاء للفريق الإيطالي كادت أن تزيد النتيجة.

وتبقى مواجهة ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز وضيفه بطل فرنسا باريس سان جيرمان درة تاج مواجهات الدور، بخاصة بعد المواجهة المثيرة بينهما في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي باستاد “حديقة الأمراء” التي انتهت بفوز العملاق الإنجليزي بهدف متأخر للبديل هارفي إليوت.

وبهذا الفوز وضع “الريدز” قدماً في الدور التالي، لكن مدربه الهولندي آرني سلوت أكد أن فريقه سيلعب من أجل الفوز بدلاً من الدفاع عن تقدمه بهدف.

وقال سلوت للصحافيين أمس الإثنين، “نحاول الفوز في كل مباراة. نريد مباراة مختلفة (عن الأسبوع الماضي) والنية لدينا كما هي. لا نريد التعادل. نريد الاستحواذ على الكرة بقدر ما نستطيع”.

وقال سلوت إنه سيستعيد خدمات المهاجم الهولندي كودي غاكبو بعد أن تدرب مع الفريق. وغاب غاكبو عن ثلاث من بين آخر خمس مباريات لليفربول في الدوري بسبب إصابة في الكاحل.

ويعد سعي ليفربول للحصول على مكان في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا جزءاً من أسبوع متخم في موسم الفريق.

ووسع ليفربول الفارق في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى 15 نقطة في نهاية الأسبوع بعد انتصاره (3 – 1) على أرضه أمام ساوثهامبتون السبت الماضي قبل أن يتعادل أرسنال صاحب المركز الثاني (1 – 1) مع مانشستر يونايتد أول من أمس الأحد.

ويمكن للفريق الفوز بأول ألقابه هذا الموسم الأحد المقبل عندما يواجه نيوكاسل يونايتد في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة باستاد “ويمبلي”.

لكن سلوت ضحك عندما سُئل عما إذا كان يحلم بالحصول على ألقاب الأسبوع المقبل.

وأضاف، “لا، لا يمكنك أن تحلم، بل عليك أن تعمل بجدية شديدة لإعداد الفريق بأفضل طريقة. أحاول أن أفعل هذا في كل مباراة. عندما تخوض مباراة مثل تلك التي خضتها الأسبوع الماضي (ضد باريس سان جيرمان) تتساءل عما إذا كان بوسعك أن تنام”.

“هذا هو الفريق الأكثر اكتمالاً الذي واجهناه حتى الآن. يتمتعون بقدر كبير من الجودة تحت قيادة مدرب عظيم (لويس إنريكي). يسمح لهم باللعب بطريقة ليس من السهل اللعب أمامها، ومعدل الأداء مذهل بالنسبة لهم”.

وعلى الجانب الآخر قال المدرب الإسباني إنريكي إن قدرة فريقه على التحكم في الاستحواذ خلال مباراته أمام ليفربول ستكون محورية في سعي سان جيرمان لتعويض تأخره بهدف وحجز مقعده في دور الثمانية.

وقال إنريكي للصحافيين، “مباراة الثلاثاء ستكون أكثر توازناً. أنا متفائل في شأن ما يمكن لفريقي فعله. بالطبع يجب علينا الدفاع معاً والهجوم معاً والاستحواذ على الكرة قدر الإمكان ومن ثم سنكون قادرين على صناعة الفرص”.

“هدفنا واضح، وهو محاولة التفوق على منافسينا، بخاصة خارج ملعبنا. من الصعب اللعب خارج أرضنا، لكنك تحاول السيطرة على الأمور”.

“نحن نعلم ما نقوم به جيداً وما نحتاج إلى تحسينه. هدفنا هو الاحتفاظ بالكرة، هذه هي قاعدتنا، ومن هناك سنرى كيف تتطور المباراة”.

وليس من الغريب على المدرب الإسباني أن يتحدى كل التوقعات في دوري أبطال أوروبا.

كان مدرباً لبرشلونة عندما أصبح أول فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا يقلب تأخره بأربعة أهداف إلى فوز في مرحلة خروج المغلوب في عام 2017 عندما تغلب على باريس سان جيرمان، وأشيد بهذا الإنجاز باعتباره أعظم عودة على الإطلاق في البطولة.

وقال عند سؤاله عن إمكانية تكرار ذلك، “كنت أفضل ألا أضطر إلى العودة من التأخر بأربعة أهداف أمام باريس سان جيرمان مع برشلونة لكن في مسيرتي المهنية، حتى عندما تسوء الأمور، لا تزال هناك عناصر يمكنك إدارتها. أجد ذلك مثيراً للاهتمام ولدي القدرة على القيام بذلك”.

ونفى إنريكي أي فكرة عن إمكانية شعور سان جيرمان بالخوف من الأجواء في ملعب “أنفيلد”، وأضاف “لا يوجد لاعب في الفريق لا يريد اللعب هنا. إنه ملعب أسطوري في تاريخ كرة القدم في أوروبا، إنه حافز كبير للاعبين وللفريق. نريد أن نظهر قدرتنا على تقديم مباراة جيدة في ملعب ليفربول”.