أضاءت احتفالات فريق برشلونة ملعب “الجوهرة المشعة” بمدينة الملك عبدالله الرياضية، بعد أن اكتسح فريق المدرب الألماني هانسي فليك غريمه التاريخي ريال مدريد بنتيجة (5 – 2) مساء أمس الأحد، في نهائي بطولة كأس السوبر الإسبانية التي استضافتها مدينة جدة السعودية بين الثامن والـ12 من يناير (كانون الثاني) الجاري، مما رفع رصيد النادي الكتالوني إلى 15 لقباً في صدارة قائمة الأندية الأكثر تتويجاً بالكأس المحلية وبفارق لقبين عن أقرب ملاحقيه ريال مدريد.
وعلى رغم أهمية البطولة كونها الأولى للمدرب فليك الذي تولى الإدارة الفنية لبرشلونة في الأول من يوليو (تموز) من العام الماضي، والنتيجة الكبيرة للمواجهة، لكن مكاسب برشلونة أكبر وأكثر أهمية، إذ جاءت رحلة برشلونة إلى جدة وسط فترة مضطربة شهدت سقوطه عن قمة جدول ترتيب الدوري الإسباني بعد تحقيقه فوزاً واحداً في آخر سبع مباريات بالدوري، بينما تعادل مع سيلتا فيغو وريال بيتيس وخسر من ريال سوسييداد ولاس بالماس وليغانيس وأتلتيكو مدريد على الترتيب، ليصبح في المركز الثالث برصيد 38 نقطة بعد مرور 19 جولة.
وبعيداً من التراجع الفني وعلى صعيد النتائج كانت إدارة برشلونة برئاسة خوان لابورتا في وضع لا تحسد عليه في ظل إلغاء رابطة الدوري الإسباني “لا ليغا” قيد ثنائي الفريق داني أولمو وباو فيكتور بصورة تلقائية من قائمة الفريق بداية من الأول من يناير الجاري، بسبب عدم امتثال “البارسا” لقواعد سقف الأجور المفروضة على أندية الدوري.
وكان برشلونة تعاقد مع أولمو من لايبزيغ الألماني في أغسطس (آب) 2024 في مقابل نحو 55 مليون يورو (57.01 مليون دولار) وفيكتور في يوليو (تموز) من جيرونا، لكنه لم يتمكن من تسجيلهما إلا خلال النصف الأول من الموسم، إذ جرى تسجيلهما بدلاً من بعض اللاعبين المصابين لفترة طويلة مثل رونالد أراوخو وأندرياس كريستنسن.
وخلال الفترة التي سبقت السفر إلى السعودية لخوض غمار مسابقة كأس السوبر لجأ برشلونة للتظلم ثم الطعن في القرار قضائياً مرتين، ولم يكن يتبق أمامه إلا قرار المجلس الوطني للرياضة في إسبانيا، حتى أن الإدارة قررت اصطحاب الثنائي إلى جدة من دون معرفة مصير مشاركتهما في المباريات.
ومثلت هذه الفترة ضغطاً شديدة على إدارة برشلونة وصلت إلى مطالبة بعض الشخصيات المعارضة في النادي باستقالة الرئيس لابورتا من منصبه، ودفعت المدير الفني فليك للحديث عن الحالة الضبابية التي يعيشها فريقه.
ووصل موقف برشلونة الصعب إلى تصريح مهاجمه البرازيلي رافينيا بأنه لا يثق بأن اللاعبين الآخرين لن يتراجعوا عن الانضمام إلى النادي في ظل الوضع الحالي، على رغم أنه انضم إلى برشلونة مع مشكلات تتعلق بتسجيل عقده.
وقال قبل المباراة الأولى في البطولة ضد أتلتيك بيلباو، “أعتقد ذلك، لا أستطيع أن أقول لا وإلا سأكون كاذباً، وأنا لست من النوع الذي يحب الكذب أو سرد القصص”.
“الحقيقة هي أنني لو كنت في فريق آخر ورأيت الوضع الذي كان فيه باو وداني، فإنني ربما كنت سأفكر مرتين في ما إذا كان من الأفضل أن أكون هنا”.
لكن خلال أيام قليلة قلب برشلونة موقفه السيئ رأساً على عقب، إذ استعاد الجناح الأيمن لامين يامال، بعد أن غاب اللاعب البالغ من العمر 17 سنة عن آخر مباراتين بسبب إصابة في الكاحل، ثم حقق الفوز الأول في البطولة على حساب أتلتيك بيلباو في الدور نصف النهائي ليضرب موعداً مع ريال مدريد حامل لقب النسخة الماضية في “كلاسيكو” جديد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتزامناً مع الفوز في نصف النهائي تلقى برشلونة خبراً سعيداً بصدور قرار المجلس الوطني للرياضة في إسبانيا، بالسماح له بالتسجيل الموقت للثنائي أولمو وفيكتور.
واتخذت لجنة التنمية المستدامة في المجلس الوطني للرياضة بإسبانيا قرارها، قائلة “عدم اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي من شأنه أن يتسبب في أضرار اقتصادية ورياضية جسيمة للنادي، وقبل كل شيء للاعبي كرة القدم، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى الإضرار بمصالح الفريق الإسباني وبقية المسابقات الوطنية، بما في ذلك الدوري الإسباني”.
وكان برشلونة أعلن بيع حقوق مقاعد كبار الزوار في ملعبه المجدد بالكامل “سبوتيفاي كامب نو” في مقابل ما يزيد على 100 مليون يورو (103 ملايين دولار).
ومنح قرار المجلس الوطني للرياضة إدارة برشلونة فرصة للتحرك وإيجاد حل نهائي للأزمة حتى السابع من أبريل (نيسان) المقبل، وخلال هذه الفترة سيتعين على لجنة التنمية المستدامة أن تبت في الاستئناف الخاص ببرشلونة بصورة نهائية.
وظهرت خلال احتفالات برشلونة بلقب كأس السوبر الإسبانية مدى تحرر الجميع من الضغوط التي حاصرت النادي، وانتشرت مقاطع فيديو لعناق الرئيس لابورتا وداني أولمو الذي شارك في المباراة النهائية واحتفل مع الجماهير بتقبيل شعار برشلونة والإشارة بيديه إلى بقائه في النادي.
وقال المدرب فليك بعد اكتساح ريال مدريد بخماسية وفوزه بلقبه الأول مع الفريق، “دائماً ما تسعى الأندية الكبرى إلى الفوز بالألقاب، ولهذا نجتهد في عملنا، لكن علينا أن نظهر ذلك في المباريات المقبلة”.
“ارتكب ريال أخطاء عديدة، ونجحنا في استغلالها للسيطرة على المباراة”.
وعلى الجانب الآخر قال مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي، “لم نلعب كرة القدم في الشوط الأول، لعبنا تمريرات طويلة ولم تكن هذه خطة اللعب”.
“أخبرت اللاعبين أن خسارة المباريات واردة، ولكن ليس بالصورة التي ظهرنا بها في الشوط الأول”.
وعلى رغم نتائج ريال مدريد الجيدة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وتتويجه أخيراً بلقب النسخة الأولى من كأس القارات للأندية بشكلها الجديد، لكنه أصبح الآن في موقع الضغط ومطالبات الجماهير والنقاد برحيل مدربه الإيطالي أنشيلوتي أملاً في إنقاذ الموسم.
نقلاً عن : اندبندنت عربية