يواصل الخطاط السعودي صالح النينياء عمله في كتابة المصحف الشريف بالرسم العثماني كاملاً، بينما أنجز 14 خطاطًا وخطاطة كتابة الجزء الـ17 من المصحف خلال ثلاثة أيام في دار نورة الموسى للثقافة والفنون المبدعة بالأحساء. وقد تم الاهتمام بالقياسات الدقيقة لكتابة المصحف الشريف، مع الاستفادة من النسخ الأخرى والالتزام بالقواعد الخاصة في الكتابة.
بخط النسخ
في هذا السياق، أشار النينياء إلى أن كتابة المصحف الشريف بخط النسخ تتطلب مراعاة قياسات القلم والمسافات بين الكلمات والأحرف، حيث يجب أن تكون المسافة بين كل كلمتين بمقدار نقطة، لضمان الراحة أثناء القراءة ووضوح النص وفصل الكلمات بشكل دقيق لمنع التداخل. وأكد أن كتابة المصحف تستند إلى معايير جمالية وفنية، مع ترك مساحة بين الأسطر لاستيعاب التشكيل والنقاط وعلامات الضبط.
وأوضح الخطاط عطا الله الصاعدي أن كتابة المصحف الشريف تستغرق ما بين عام ونصف إلى عامين، وتتميز عن النسخ العادي بأنها تتطلب التزامًا بالرسم والضبط الدقيقين، بالإضافة إلى مراعاة وزن السطر والمدود. وقد شارك الصاعدي في العديد من الملتقيات والدورات المتخصصة في كتابة المصحف لاستكشاف تقنيات جديدة.
محاكاة الأقدمين
من جانبه، أشار الخطاط علي بوعلوة إلى أن كتابة صفحة واحدة من المصحف تستغرق حوالي 15 ساعة، في حين أن كتابة الجزء الواحد تحتاج إلى شهر ونصف الشهر، بينما يستغرق كتابة المصحف كاملًا حوالي 3 سنوات و9 أشهر. كما استفاد بوعلوة من الخبرات السابقة لخطاطي المصحف الشريف ومن الدروس المتاحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا على موقع يوتيوب، حيث يعتمد في الكتابة على قلم 1 ملم لكتابة الآيات وقلم أصغر 0.8 ملم للتشكيل والتنقيط.
أما الخطاط عمر باضريس، فقد بدأ تجربته في كتابة المصحف عام 2021 في دارة الملك عبد العزيز، مستفيدًا من حفظه للقرآن الكريم. ويتبع باضريس منهجية الكتابة بالنسخ الفني أولًا ثم النسخ المصحفي، حيث يعتمد النسخ الفني على التركيب بينما يركز المصحفي على وضوح حركة كل حرف.
وفي ذات السياق، شددت الخطاطة مها المزيني على أهمية محاكاة الأقدمين في كتابة المصحف الشريف، مشيرة إلى أنها تحتاج إلى عامين لإتمام كتابته بمعدل 10 ساعات يوميًا.