ها هي الليلة مخصصة لكيفين دي بروين، النجم المتواضع في مانشستر سيتي، الذي كان لاعب كرة قدم عاديًا في نظر البعض، لكنه صنع الفرق بموهبته الفريدة بعيدًا عن الأضواء والشهرة. دي بروين، الذي يُعرف بأنه الأب الذي يوصل أطفاله للمدرسة، سيُحتفى به اليوم في ملعب الاتحاد بعد مباراته الأخيرة مع النادي.

لم يكن دي بروين يبحث عن الأضواء، بل جاء إليها بفضل موهبته وإتقانه للكرة، وهو لم يختَر لحظة رحيله، كما لم يختَر وداعه الرسمي. لكن الوداع يستحق احتفالًا وتكريمًا لعقد من العطاء في صفوف السيتي، حيث حقق خلاله 19 لقبًا، وسجل 108 أهداف، وقدم 173 تمريرة حاسمة، وترك لحظات لا تُنسى على أرض الملعب.

سيُقام له ممر شرفي من زملائه، وحفل شكر أمام الجماهير، مع عروض نارية وهدايا يُسلّم بعضها من ماري وجون بيل، زوجة وابن كولين بيل، أحد أعظم لاعبي تاريخ النادي، والذين يبدو أن دي بروين بات ينافسهم على هذا اللقب.

رغم التكريم، قد لا يشارك دي بروين أساسياً في المباراة الوداعية على ملعب الاتحاد، خاصة وأن مدربه بيب غوارديولا لم يضمن له مشاركة حتى ولو لدقائق معدودة، مع العلم أن النادي يمر بفترة صعبة ويحتل المركز السادس في الدوري الإنجليزي، ويحتاج للفوز لضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا.

خلال مسيرته مع السيتي، كان دي بروين دائمًا هو الحاسم في المباريات، لكن الإصابات والإرهاق البدني يؤثران على جاهزيته، مما يجعل غوارديولا أمام تحدي بين تحقيق وداع مثالي أو المصلحة الفنية للفريق.

يبدي غوارديولا إعجابه الكبير بلاعبه البلجيكي، حيث وصفه بأنه من أفضل ثلاثة لاعبين مرّوا عليه في مسيرته، بعد ليونيل ميسي، مؤكداً أن دي بروين لاعب استثنائي بمهارات فريدة في صناعة الفرص والتمريرات الحاسمة، خاصة من مسافات بعيدة، مما يجعله مميزًا ولا يمكن تعويضه بسهولة.

يبقى التحدي الأكبر الآن للسيتي في إيجاد بديل ينافس مستوى دي بروين، وهو ما يصعب تحقيقه، مع وجود لاعبين شباب مثل فلوريان فيرتز وتيغاني رايندرز ومورغان غيبس وايت، لكن جميعهم لا يمتلكون نفس القدرات الاستثنائية للاعب البلجيكي.

بهذا الوداع، يغادر دي بروين مانشستر سيتي بعد فترة ذهبية، تاركًا إرثًا من الأداء الرائع والتألق الذي سيكون صعبًا على النادي تعويضه.