عندما نتحدث عن القلق والعصبية في هذه الأيام يُشار إلى “الأشواغندا” كحل سحري ومضمون كونه علاجاً عشبياً، ويستسهل استخدامه كونه ليس مركباً كيماوياً، لكن في ظل هذا الإقبال المتزايد بدأ المتخصصون بملاحظة بعض الأمور المهمة.
زادت التحذيرات من النبتة ليس لكونها عشبة خطرة، ولكن كذلك لانتشارها الواسع والخوف من استسهال استخدامها، ففي عالم الأعشاب والطب البديل، يرى المتخصصون أن جميع الأعشاب ليست آمنة 100 في المئة ولا يجب استخدامها بصورة يومية، ولها فترة محددة.
وعلى رغم أن لها دوراً في تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم، يظل استخدام “الأشواغندا” موضوعاً حساساً، فبعض الأفراد يمكن أن يذهبوا إلى استخدامها من دون معرفة تفاصيل دقيقة عنها مما قد يؤدي إلى تجارب غير متوقعة.
ما علاقتها بالانتحار والتبلد؟
أصبحت نصائح استخدام “الأشواغندا” كمهدئ يتردد في غالب الجلسات لمن يعانون مشاعر انفعالية وعصبية، ومع ذلك تبرز تحذيرات من بعض التجارب السلبية المرتبطة بها، إذ أفاد بعض الأفراد الذين استخدموها على وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم بدأوا يعانون تبلد المشاعر أو حتى تعرضوا لأفكار انتحارية.
وتفسر متخصصة التغذية التوعوية رويدة إدريس الارتباط بين “الأشواغندا” وفكرة الانتحار “قد يكون هذا الارتباط نتيجة لتجارب فردية أو ردود فعل سلبية في بعض الحالات، بخاصة إذا استخدمت بصورة غير صحيحة أو من دون إشراف طبي”. وتضيف إدريس أن هناك تفاعلات محتملة مع الأدوية الأخرى أو هي ظروف صحية معينة أدت إلى زيادة القلق أو الاكتئاب.
وكما أشارت إدريس فإن هناك أفراداً قد يشعرون بتأثيرات جانبية مثل التبلد أو فقدان المشاعر نتيجة للاستخدام غير المناسب لـ”الأشواغندا”، بخاصة عند تناول جرعات كبيرة أو في الحالات التي يحدث فيها تفاعل مع أدوية أخرى.
وفي ما يخص أفكار الانتحار أكد استشاري التغذية رشود الشقراوي أنه لم يعثر على أبحاث علمية تدعم هذه الادعاءات، وأشار إلى أن “من يقولون إن ’الأشواغندا‘ تعزز أفكار الانتحار ربما يعانون مشكلات أخرى غير مرتبطة بالعشبة بحد ذاتها”.
لماذا تُتداول بصورة مفاجئة؟
في ظل تزايد الضغوط النفسية وصعوبات الحياة التي يواجهها المجتمع عادت “الأشواغندا” إلى ساحة النقاش كحل محتمل لمشكلات القلق والاكتئاب، وبحسب متخصصة التغذية رويدة إدريس، فإن العوامل التي دفعت إلى الإقبال المفاجئ على استخدام هذه العشبة تشمل الاهتمام المتزايد بالصحة الطبيعية والعلاجات البديلة، إضافة إلى الأبحاث التي تدعم فوائدها المحتملة وقد أظهرت الدراسات أن “الأشواغندا” قد تساعد في تقليل مشاعر القلق والاكتئاب، لكن النتائج تختلف بين الأفراد، مما يستدعي مزيداً من البحث لفهم تأثيراتها بصورة كاملة.
ومع ذلك، تحذر إدريس من الأخطار المحتملة لاستخدام “الأشواغندا” لفترات تتجاوز الشهرين، مشيرة إلى أن استخدامها لفترات طويلة قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، وتغييرات في مستويات السكر في الدم، أو تأثيرات سلبية في الغدة الدرقية.
تشدد إدريس على أهمية استشارة متخصص قبل البدء في استخدام “الأشواغندا”، لضمان سلامة المستخدمين واستفادة الجميع من الفوائد المحتملة لهذه العشبة.
أما بالنسبة إلى الشقراوي فيرى أن العشبة استخدمت منذ أعوام، إلا أن هذه الأيام ظهرت بين شريحة الشباب، ويعتقد أن السبب يعود إلى أن أحد المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي روج لها بطريقة ما.
تحذيرات مبالغة؟
“الأشواغندا” المعروفة أيضاً باسم “الجينسنغ الهندي” وفقاً لمكتب المكملات الغذائية (ODS) التابع للمعاهد الصحة الوطنية الأميركية (NIH)هي نبتة طبية تقليدية في الطب الهندي القديم (الأيورفيدا) تستخدم جذورها وأوراقها لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، فوائدها الغذائية تشمل تحسين الصحة العقلية وتقليل مستويات التوتر وتعزيز القدرة على التحمل البدني ودعم النظام المناعي.
وعلى رغم الفوائد المحتملة لها بدأت تظهر تحذيرات حول تأثيراتها الجانبية المحتملة، مما جعلها “عشبة مرعبة” بالنسبة إلى البعض، فقد أظهرت بعض الدراسات أن الاستخدام المفرط لهذه العشبة قد يسبب مشكلات صحية تتعلق بالكبد والغدة الدرقية وضغط الدم، لذا ينصح عادة بعدم استخدامها لفترة تزيد على 2-3 أشهر من دون إشراف طبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مثل عديد من الأعشاب تمتلك “الأشواغندا” آثاراً جانبية خطرة، ويذكر استشاري التغذية الشقراوي أن جميع الأعشاب قد تصحبها أعراض جانبية إذا طاولت مدة استخدمها لمدة أكثر من ثلاثة أشهر. ويضيف “التحذيرات المتزايدة من ’الأشواغندا‘ كانت بسبب انتشارها هذه الأيام بصورة واسعة بين شريحة الشباب، في حين يجب الوعي بأن جميع الأعشاب لا يجب استخدامها أكثر من اللازم مثل ’المره‘ التي لا تقل خطورة أعراضها الجانبية عن ’الأشواغندا‘”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية