مع انتصاف الدوري السعودي، تتجلى ملامح منافسة استثنائية، إذ لم يعُد السباق على اللقب محصوراً بين فريقين، بل دخلت أندية عدة بقوة في معترك الصدارة، مما زاد من تعقيد المشهد الكروي وأضفى عليه مزيداً من الإثارة. والنتائج الأخيرة عكست توازناً جديداً في القوى، فلم تعُد الفرق المتوسطة مجرد عقبات عابرة للكبار، بل تحولت إلى محطات حاسمة قد تؤثر بصورة مباشرة في مسار البطولة، لا سيما في جولاتها الأخيرة.

ومع تقارب النقاط بين الفرق المتنافسة، بات لكل نقطة وزنها في سباق اللقب، وأصبح أي تعثر كفيلاً بإعادة ترتيب مراكز القمة. فهل نشهد مفاجآت تقلب التوقعات؟ وما العوامل الحاسمة التي ستحدد هوية البطل هذا الموسم؟.

موسم استثنائي

في ملف صوتي لـ”اندبندنت عربية”، أشار المحلل الرياضي عبدالرحمن مشبب إلى أن الدوري السعودي هذا الموسم يشهد تنافساً غير مسبوق، إذ سجلت فرق الوسط انتصارات بارزة على الفرق الكبرى، في تحول واضح عن المواسم الماضية.

وأوضح أن هناك تغييرات جذرية في ميزان القوى، مستشهداً ببعض النتائج المفاجئة مثل فوز ضمك على الاتحاد، وانتصار القادسية على الهلال المتصدر، إضافة إلى تفوق القادسية أيضاً على النصر والأهلي، مما يعكس تحسن مستوى الأندية التي كانت تعتبر سابقاً خارج دائرة المنافسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعند مقارنة الموسم الحالي بالسابق، لفت مشبب إلى أن الفارق النقطي كان أكبر في المواسم الماضية، فأنهى الهلال الدور الأول الموسم الماضي متقدماً بفارق 10 نقاط عن النصر الوصيف، بينما الآن نجد أن الاتحاد والهلال يتساويان في النقاط، فيما لا يتجاوز الفارق بين القادسية (المركز الثالث) والمتصدر ست نقاط، مما يعزز من قوة التنافس خلال المرحلة المقبلة.

سوق انتقالات هادئة

وأضاف مشبب أن جودة اللاعبين المحترفين شهدت تحسناً ملحوظاً هذا الموسم، إذ أصبحت الأندية أكثر دقة في استقطاب اللاعبين وفق حاجاتها الفنية. وعلى رغم ذلك، شهدت فترة الانتقالات الشتوية حركة أقل مقارنة بالصيف، ففضّلت الأندية سد الثغرات بدلاً من إبرام تعاقدات ضخمة.

وأشار إلى أن أبرز ملاحظة في الميركاتو الشتوي كانت رحيل بعض الأسماء اللامعة مثل البرازيلي نيمار (الهلال) وتاليسكا (النصر)، إذ إن عقودهم فُسخت إما بالتراضي أو لأسباب تعاقدية، مما يبرز تحديات استقطاب نجوم عالميين في منتصف الموسم، بخاصة مع تمسك الأندية الأوروبية بلاعبيها خلال المنافسات.

عوامل حاسمة

ويرى مشبب أن القادسية والنصر ما زالا يمتلكان فرصة قوية في مزاحمة الهلال والاتحاد، خصوصاً إذا تعثر أحد الفرق الكبرى مجدداً، وهو احتمال وارد بالنظر إلى تطور أداء فرق الوسط التي باتت أكثر قدرة على مقارعة الكبار.

وأشار إلى أن الجولة 26، المقررة في أبريل (نيسان) المقبل، ستكون مفتاح الحسم، إذ ستشهد مواجهات ديربي كبرى، أبرزها لقاء الهلال والنصر في الرياض، ومواجهة الاتحاد والأهلي في جدة، مما يجعلها نقطة تحول رئيسة في تحديد هوية البطل.

واختتم مشبب حديثه بالتأكيد أن الدور الثاني لن يشهد نتائج ثقيلة مثل فوز الهلال (9-0) على الفتح، فاستفادت الأندية من فترة الانتقالات الشتوية لتعديل أوضاعها وتعزيز صفوفها، مما يجعل المواجهات المقبلة أكثر تقارباً وصعوبة في التوقعات.

Listen to “صراع المنافسة على صدارة الدوري السعودي” on Spreaker.

نقلاً عن : اندبندنت عربية